لا يزال سكان الشاليهات بحي عمران ,3 بالباخرة المحطمة، ببلدية برج الكيفان، يعيشون على أمل الترحيل الذي لا يزال مجرد حلم بالنسبة للكبير والصغير، فكثير منهم توفوا والبقية لا يزالون يصارعون متاعب الحياة التي أصبحت لا تطاق في ظل الظروف المزرية والوضعية التي آلت إليها الشاليهات بعد مرور ست سنوات من الإقامة بها، بينما مدة صلاحية البناءات الجاهزة لا تتعدى 18 شهرا، لكن الواقع غير ذلك· لمعرفة واقع الحياة المعيشية بهذه الشاليهات، التي تعتبر كعينة صغيرة من بين عدد كبير من الأحياء المماثلة، تنقلت ''الجزائر نيوز'' إلى حي عمران 3 الذي يضم حوالي 405 شاليه منها ما يقارب 85 شاليها شاغرا، وهذا بعد ترحيل سكانها، فحسب سكان الحي، فإن معظم السكان من منكوبي زلزال 2003 الذين رحلوا من مناطق مختلفة من العاصمة، بالإضافة إلى العائلات التي أخرجت من منازلها بسبب إنجاز بعض المشاريع · اهتراء الشاليهات يشكل خطرا على صحة ساكنيها يعيش سكان عمران 3 أوضاع جد مزرية بالشاليهات التي أصبحت غير صالحة للسكن بعد مرور ست سنوات على إنجازها، في حين هي مخصصة للإقامة لمدة لا تتعدى 18 شهرا، وهذا بسبب تآكل أساساتها، حيث أصبحت الأرضية في وضع كارثي، وهذا حسب ما شهدناه عند دخولنا بعض الشاليهات التي أصبحت بها ثقوب كبيرة تحوّلت إلى ملجأ للجرذان التي تتسبب لهم في أمراض خطيرة· وأكد السكان أنه خلال تساقط الأمطار تتسرب المياه إلى داخل الشاليهات، وهذا ما ساعد في زيادة نسبة الرطوبة بشكل كبير، كان لها آثار سلبية على صحتهم خاصة الأطفال الذين أصيب معظمهم بأمراض تنفسية خطيرة مثل الربو والحساسية، فتقريبا كل أسبوع يزور أحد أفراد العائلة الطبيب بسبب الأمراض الناتجة عن الرطوبة العالية والمادة الخطيرة التي صنعت بها الشاليهات، ناهيك عن خطر الخيوط الكهربائية التي كثيرا ما تحدث شرارات كهربائية خاصة في فصل الشتاء· ومن جهة أخرى، يشتكي السكان من زوال المادة الموجودة بين الجدران التي أصبحت تسمح بخروج الأصوات إلى الخارج، بحيث غابت الحرمة عندما أصبح الجيران وكأنهم يعيشون في بيت واحد· أشخاص غرباء حوّلوا المكان إلى موقع للانحراف واللاأمن تعرضت أربعه شاليهات، خلال الأسبوع المنصرم، إلى الحرق في وضح النهار من قبل بعض الأشخاص الغرباء، حسب ما أكده سكان الحي، حيث أنهم شاهدوا ألسنة النيران تلتهم الشاليهات دون أن يعرفوا من الفاعل، وهذا ما أحدث هلعا كبيرا وسط العائلات المجاورة التي خرجت إلى الشارع خوفا من وصول النيران إليها، فمن المستحيل أن يقوم سكان الحي بهذا الفعل الذي يضر بهم كون نشوب حريق في أي شاليه قد يؤدي إلى حرق العديد منها، خاصة وأن تلك الشاغرة منها تجاور الشاليهات التي تسكنها عائلات أخرى، بالإضافة إلى ذلك حوّل هؤلاء الأشخاص البعض منها إلى أوكار لممارسة الرذيلة بعد تحويلها إلى بيوت للدعارة ليلا أمام مرأى الجميع، خاصة وأن هذه البيوت تتوسط شاليهات تسكنها عائلات محترمة، لكن لم يستطع أحد أن يحرك ساكنا· وزيادة على ذلك، يشتكي السكان من غياب الأمن بالحي، وهذا بسبب تعرضهم للسرقة حتى في وضح النهار، حيث أصبح الرجال يخافون على عائلاتهم خلال فترة غيابهم· منكوبو زلزال 2003 ينتظرون الفرج أمام الوعود الكاذبة منذ ست سنوات وسكان حي عمران 3 ينتظرون تجسيد وعود السلطات المحلية التي تتأجل في كل مرة بمبررات غير مقنعة على الإطلاق· فحسب ما قاله أحد السكان، فإنهم غرسوا كالأشجار بهذه المزرعة التي أهملت، وأن السلطات المحلية لا تتذكرهم إلا خلال الانتخابات ليصبحوا مواطنين لهم حقوق، في حين هي مهضومة ولا يتمتعون بها، وترحيلهم إلى سكنات لائقة أمل يعيشون عليه على الرغم من تأجيلها في كل سداسي·