جددت الاتحادية الوطنية لكرة القدم ثقتها في مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم رابح سعدان، وذلك بعد أن مددت عقد توليه قيادة العارضة الفنية للخضر إلى حدود سنة 2012، قصد تحضير مشاركة الجزائر في تصفيات كأس إفريقيا 2012، وذلك لضمان استقرار الفريق الوطني، وبذلك مشاركتها في هذه المنافسة القارية، ومن أجل معرفة ما إن كان هذا القرار الصحيح والأمثل للفريق الوطني، حاولت "السياسي" جمع بعض آراء الفنيين والخبراء في الجزائر حول هذا القرار. ففي حين عبر الكثير ممن اتصلت بهم "السياسي" عن مساندتهم لمواصلة الناخب الوطني رابح سعدان مهامه على رأس العارضة الفنية للخضر، رغم الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها في كأسي إفريقيا والعالم، وذلك من أجل ضمان الاستقرار النفسي والمعنوي الذي يميز الفريق الوطني في المرحلة الحالية، عبر البعض الآخر منهم أن هذا القرار لا يتم إلا في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، فلو كانت الاتحادية تقيم أداء الفريق بعد كل منافسة، لم اتخذت قرارا كهذا، كما أن مشكلة الكرة الجزائرية لا تكمن في تنصيب أو تنحية الناخب الوطني لكن في السياسة العامة التي تسير عليها الكرة الجزائرية. جمال مناد: تنحية أو إعادة تنصيب سعدان لن تشفي الكرة الجزائرية لا أعتقد أن قرار تنحية أو إعادة تنصيب المدرب سعدان على رأس العارضة الفنية للخضر يهمني في شأن، هذا ليس مشكل الكرة الجزائرية أو الرياضة بشكل عام، فتنحية المدرب رابح سعدان من الفريق الوطني لن تغير في شيء إن بقيت الذهنيات والسياسة التي تسير بها الرياضة على حالها، فالمشكل الحقيقي الذي يجب معالجته هو إذا أردنا التغيير فهو الميكانيزم والسياسة التي تسير عليها الكرة المستديرة في الجزائر، أما إذا بقيت على ما هي عليه، فلن نغير شيئا وسنقع في القريب العاجل في نفس المشاكل التي وقعنا فيها سابقا، أما عن الفريق الوطني لكرة القدم الحالي فأعتقد أن المشكل الحقيقي الذي يجب على سعدان أو أي مدرب آخر يكون على رأس العارضة الفنية (اسمه غير مهم) هو قضية الانضباط وفرض احترام اللاعبين للمدرب والخطة التي ينفذها قبل المباراة سواء في الميدان أو خارجه، فالخضوع للمدرب واحترام قراراته وأوامره من أولويات العمل المحترف، فإذا كان المدرب على سبيل المثال يضع خطة لعب على الورق ولا يطبقها على أرضية الميدان، فلا فائدة منهاف نور الدين سعدي: هذا الخيار أفضل من خيار المدرب الأجنبي للمنتخب الوطني أعتقد أن هذا القرار لن يتخذ لو كانت الاتحادية الجزائرية مثل اتحادات الكرة في بلدان العالم التي تقيم أداء المنتخب بعد كل منافسة، والتي تملك أهدافا واضحة في العمل، فالمنتخب الجزائري بالنسبة للإمكانيات التي وفرت له كان قادرا أن يمر على الأقل إلى الدور الثاني، أما عن هذا القرار بحد ذاته فأفضل الصمت على التعليق، الشيء الوحيد الذي يمكن أن أقوله أنه يوجد الكثير وبدون ذكر الأسماء من الفنيين والتقنيين الجزائريين الذي يمكن لهم أن يقوموا بعمل أفضل من ذلك الذي يقوم به الناخب الحالي للمنتخب الوطني، لكن من جانب آخر هذا الخيار أفضل من خيار المدرب الأجنبي للمنتخب الوطني، فهذا الخيار ليس ناجحا أبدا، فلا يمكن لمدرب أجنبي أن يعمل مثلا في منتخب بطولته عقيمة ويعتمد بالأساس على اللاعبين الذين ينشطون في البطولات الأوروبية ولا يملك الخيارات في البطولة التي ينشط فيها. عمروس صادق: إذا أردنا نتائج إيجابية في المستقبل فيجب أن نتركه يواصل ما بدأ إعادة تنصيب رابح سعدان على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري هو أفضل قرار على الأقل في المرحلة الحالية، فإذا رأينا المنتخب الوطني قبل أكثر من سنتين عند قدوم سعدان لم يكن أحد يسمع به، في حين أوصله اليوم إلى كأس العالم، وأدوار متقدمة من كأس إفريقيا، لا أعتقد أن النتائج التي حققها سعدان مع المنتخب سيئة إلى درجة فصله من المنتخب، فإذا أردنا نتائج إيجابية في المستقبل فيجب أن نتركه يواصل ما بدأ، أما عن تدعيم المنتخب الوطني والعارضة الفنية، أعتقد أنه سيكون في صالح المنتخب الوطني لكن أيضا من حق الناخب أن يختار الفريق العامل معه، وبعدها يجب علينا تركه يعمل بحرية ولكن بشفافية وبعدها نحكم. مصطفى كويسي: حتى كابيلو أفضل مدرب في العالم خرج في الدور الثاني قرار تجديد الثقة في سعدان أتى في وقت صعب، فالمسؤولون قرروا ذلك من أجل الاستقرار النفسي والمعنوي للفريق والحفاظ على روح الفريق، هذا هو الأهم، خاصة قبل أسابيع قليلة من تصفيات كأس إفريقيا، لكن هذا لا ينفي الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها سواء من الجانب التكتيكي، لكن كل المدربين في العالم، يمكن أن يقعوا في مثل هذه الهفوات، أفضل مثال على ذلك كابيلو أفضل مدرب في العالم خرج في الدور الثاني مع أخطاء أكثر خطورة من تلك التي ارتكبها سعدان وباعتراف الجميع. إفتيسان يونس: إبقاء سعدان هو أفضل من أي خيار آخر إذا نظرنا إلى الوضعية التي كان فيها لاعبو المنتخب الوطني الجزائري قبل المونديال، والتي كان معظمهم مصابين وناقصين من حيث المنافسة هي التي أثرت على عمل سعدان في المونديال، فالخطة التي يقدمها سعدان يطبقها اللاعبون، وإن لم يفعلوا فهذا ليس خطأه، لذا لا يمكن أن نحكم عليه من خلال المونديال، لكن خيار إبقائه على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني هو أفضل من أي خيار آخر، صحيح أنه كانت هناك نقائص عديدة في المنتخب الوطني الجزائري لكن على العموم المنافسة كانت إيجابية وربحنا فريقا، أما عن العقم الهجومي الذي يتحدث عنه الكثير، فلا أعتقد أن المهاجمين هم الغائبين، لكن المشكل في الخطة الهجومية، فالكرة الحديثة لا يوجد فيها مهاجمين ولا مدافعين، فالكل يدافع والكل يهاجم، هذا ما يجب أن نتعلمه من الآن فصاعدا. لخضر بلومي: الاستقرار مهم في هذه المرحلة المدرب قد ارتكب أخطاء كبيرة على المستوى التكتيكي، ما نسميه "الفشل"، بأتم معنى الكلمة، فتذبذب المستوى بين مباراة وأخرى والوجه الشاحب الذي رأيناه للمنتخب الوطني، الآن بعد قرار إعادة تنصيبه على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، يجب عليه أن يقبل تدعيم الطاقم الفني وفي غياب الكثير من المدربين الجزائريين الذين يمكن لهم حمل المشعل نأمل أن يكون قد تعلم من الدرس العالمي ويغير الكثير من الأخطاء التي ارتكبها، وكذا إعادة النظر في طريقة التحضير للمنافسات القادمة، لكن المنتخب في هذه المرحلة في حاجة ماسة إلى الاستقرار، خاصة وأننا على بعد خطوات قليلة من التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا. مهداوي عبد الرحمان: للاستقرار دور كبير في تحديد نوعية النتائج أعتقد أن إعادة تنصيب رابح سعدان على رأس المنتخب الوطني الجزائري هي أفضل خيار خاصة من الناحية النفسية للفريق، ففي فترة وظرف مثل هذا لا أعتقد أن التغيير خيار أمثل، فلاستقرار الطاقم الفني واللاعبين في المنتخب دور كبير في تحديد نوعية النتائج، فإن أردتم رأيي في مسار الناخب إلى حد الساحة فثمانين بالمائة من عمله ناجح، أما عن النقائص فأعتقد أن سعدان وحده لا يمكن أن نعمل كل شيء، فيمكن مثلا أن ندعم العارضة الفنية ببعض أعضاء المكتب التنفيذي للفيدرالية الوطنية لكرة القدم أمثال فرقاني، بن شيخة، تصفاوتففف فالعمل على فريق وطني قوي يحتاج الكثير من الوقت، الجهد والإمكانيات، من جانب آخر وعن الخطة التكتيكية التي يلعب الفريق فلا أعتقد أنها سيئة لهذه الدرجة، ففي المباراة هناك خيارين، إما أن تلعب الدفاع أو الهجومففف صحيح أن النظرة الهجومية عند المدرب لم تكن في المستوى المطلوب، لكن يمكن تصحيح الأخطاء وتجاوزها في القريب العاجل.