بعد حالات اليأس التي تنتاب المواطنين من عدم تمكنهم من ايصال انشغلاتهم الاجتماعية للسلطات المحلية، جراء تحجج المسؤولين الدائم بعدم وجود الوقت الكافي لاستقبالهم، تارة و التملص الواضح من مسؤولياتهم تارة اخرى، استطاعت وسائل الاتصال الحديثة وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعي على غرار الفايسبوك أن تذيب كرة الثلج الهائلة التي كانت تفصل المسؤول المحلي والمواطن، وتعيد الأمل في طرح مشاكلهم، حيث أصبح اليوم بامكانهم اصطياد الاميار الذين لا يرغبون في استقبال المواطنين عبر المواقع الافتراضية وطرح انشغلاتهم الاجتماعية او الادارية. بعد أن كان المواطنون يقابلون بعبارات يرددها أعوان الأمن في البلديات كلما طالبوا بمقابلة المير على غرار ليس هنا مشغول ، انه في اجتماع ، استطاع العالم الازرق ان يجمع المسؤول بالمواطن في فضاء واحد ليس فقط للدردشة بل لطرح انشغالات و الاجابة عنها، أوعلى الاقل اعطاء وعود بحلها، بعدما كان المواطن يلفض هو وانشغاله عند باب مقر البلدية أو الدائرة التي يقطن فيها، فكان الفايسبوك، هذه الوسيلة الأكثر شيوعيا في الاستعمال بين الجزائريين، الخطوة التي كسرت جدار الحواجز الادارية بين المواطن البسيط والمسؤولينّ، وتمكنت من تروض وحش اسمه البيروقراطية في الجزائر، فارتأت السياسي تناول هذا الموضوع مع العديد من المسؤولين المحليين وكذلك المواطنين لمعرفة فاعلية هذه الوسيلة في تقريب الادارة من المواطن. . المير غائب في مقر البلدية وحاضر في الفايسبوك ! المتوجّه لمقر البلدية بيوم الاستقبال يُخيّل إليه وكأنه متوجّه لأجل اجتياز معركة تكون نتائجها إمّا ايجابية بلقاء المير والحصول على إجابات مقنعة وتطمينات حول الانشغال المطروح وهو الذي يعتبر بعيد المنال حسب الكثير من المواطنين، وإمّا أن تكون النتيجة سلبية إثر التحجّج بحجج غير مقنعة من طرف الأعوان بالقول أنّ المير في اجتماع طارئ أو في زيارة ميدانية رفقة الوالي.. وغيرها من العبارات التي باتت مألوفة لدى عديد المواطنين الذي يعودون أدراجهم وكل علامات الاستياء والتذمّر بادية على محيّاهم، إلاّ أنّه وبمجرّد أن يدخل البعض ممن فشلوا في لقاء المير بمقره على صفحة الفايسبوك الخاصة بذات المنتخب المحلي، حتى تعود ملامح البهجة والسرور على وجوههم عند رؤية النقطة الخضراء التي تدّل على أن ذات المسؤول هو متواصل عبر صفحته، ليتم طرح الانشغال على هذا الأخير الذي حتما سيأخذه بعين الاعتبار عاجلا أم آجلا. صفحات البلديات الكترونية تلق الاهتمام والمتابعة
بلدية الجزائر الوسطى، الكاليتوس، سيدي موسى، الرغاية وغيرها من البلديات عبر الوطن التي تعتبر الأكثر تواصلا مع المواطنين عبر وسيلة التواصل الاجتماعي الفايسبوك، لأجل الارتقاء إلى تواصل فعال وسريع مع المواطن الذي بات يُربط مباشرة مع منتخبه المحلي دون أي قيود أو عراقيل أو بيروقراطية، وتفاديا للفوضى التي تحدث كل مرّة بيوم الاستقبال، حيث ونحن نتطّلع على الصفحة الرسمية لرئيس بلدية سيدي موسى التي تحوي صورته وكل بياناته الشخصية ما يضيف جزاءا هاما من المصداقية، نجد أن هذا الأخير يحرص كل الحرص على متابعة كل ما يخص البلدية من انشغالات واهتمامات واقتراحات إضافة إلى نشر كل العمليات والزيارات الميدانية التي يقوم بها المجلس البلدي، والتي عادة ما تلقى اهتمام قاطني المنطقة، حيث أجمع العديد منهم على فعالية صفحة مير سيدي موسى الذي هو على تواصل يومي مع مواطنيه. بلدية الجزائر الوسطى هي الأخرى قد عمد رئيس مجلسها المحلي على اتخاذ الفايسبوك وسيلة للتواصل مع مئات الأصدقاء من مواطني العاصمة وغيرهم، لرصد واقع التنمية والمستجدات الخاصة بها في وقتها وهذا بغية اطّلاع المواطنين عليها إضافة إلى تلقي عديد الشكاوي والانشغالات المطروحة والتي تصب جلّها حول تحسين الوجه الحضاري للعاصمة وكذا الاستفسار عن عمليات الترحيل الخاصة بقاطني البنايات الهشة. أنت اسئل والمير يجيب عبر الفايسبوك ومن جهة أخرى فقد عبّر عديد المستجوبين من طرف السياسي عن بالغ استحسانهم لذات الوسيلة الجديدة التي اتّخذتها بعض البلديات لتقريب المواطن من المسؤول الأوّل، وقد أشار قاطنو بلدية الكاليتوس أنهم يقومون بطرح كل الانشغالات التي تخص البلدية عبر صفحتها الخاصة مرفقة بالصور اللاّزمة، وهو ما يلقى في عديد المرّات استجابة سريعة من طرف القائمين على المجلس البلدي، مشيرين أنّه ورغم عديد النقائص التي تعرفها البلدية والتي تزال تطرح في كلّ مرة غير أن العشرات منها لقيت الإصغاء والمتابعة من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي، الأمر الذي أثار استحسان المواطنين .
مواطنون لا يثقون في وعود الأميار الافتراضية ! ونحن نرصدآراء العاصميين حول إمكانية طرح انشغالاتهم ومقترحاتهم عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة برؤساء البلديات، تبيّن جلياّ عدم وجود تلك الثقة العالية والحقيقية بين المواطن وذات المواقع التي تظلّ عبارة عن صفحات تتواجد بعالم افتراضي لا غير، في الوقت الذي تعتبر وسيلة قرّبت المواطن من منتخبه المحلي بشكل سريع وفعّال دون الانتظار في طابور طيلة ساعات لأجل لقاء رئيس البلدية، حيث أكّد البعض ممن التقتهم السياسي بالعاصمة أنّهم يقومون بطرح انشغالاتهم عبر الصفحة الخاصة بالبلدية وفي نفس الوقت يتوجّهون إلى المقرّ الأصلي في محاولة منهم للقاء رئيس المجلس البلدي، باعتبار أنّ لقائه وجها لوجه يعتبر أكثر مصداقية من موقع يتواجد بعالم افتراضي متسائلين في سياق حديثهم إن كان المتواصل معهم هو فعلا المسؤول المقصود أو شخص مخوّل بتسيير الصفحة لا غير. بوثلجة: الفايس بوك مكّكننا من التحرك بسرعة لحل مشاكل المواطنين أكّد رئيس بلدية سيدي موسى علال بوثلجة خلال اتصال ل السياسي أن صفحته الرسمية عبر الفايسبوك تتلقى الكثير من انشغالات المواطنين بصفة يومية وتتمثل أغلبها في النقائص المحليّة، مشيرا أن المواطنين يساهمون بشكل فعّال عبر هاته الصفحة إثر تبليغهم عن أمور بالبلدية هم على غير علم بها، منها التوسّع في البنايات القصديرية بشكل غير قانوني الأمر الذي حرّك مصالح البلدية وقامت بالهدم الفوري لها، كما أشار بوثلجة أنّ الفايسبوك مكّن العديد من المواطنين الذين فشلوا في لقائه من تحديد مواعيد بالمقر أين تمّ اللّقاء والاستماع لانشغالاتهم المطروحة، مؤكّدا أنّ ذات الوسيلة لها فعالية كبيرة خاصة في الحالات الاستعجالية، كما ذكّر في ذات السياق أنّه تلقى نداء من طرف أحد المواطنين مضمونه حدوث شرارة كهربائية جراء سقوط عمود كهربائي، الأمر الذي جعله يتصل مباشرة بمصالح الحماية المدنية التي تدخّلت في الوقت اللازم لتجنيب حدوث كارثة بالمنطقة. وأضاف بوثلجة في سياق حديثه، أن مهام الصفحة لا تقترن بالإصغاء للانشغالات وفقط بل أيضا تعمل على توجيه المواطنين، ممثّلا بذالك طرح المواطنين لتسائلات حول رخص البناء أو كيفية الحصول على القرض المصغر وغيرها، كلّها لقيت الإصغاء والتوجيه الفوري من طرف رئيس البلدية.
مير القليعة: العالم الازرق تجربة ناجحة في تقريب المسؤول من المواطن أكد حمايدي زرقي جيلالي رئيس بلدية قليعة بتيبازة ل السياسي أن استعمال وسيلة التواصل الاجتماعي الفايسبوك كانت تجربة ناجحة وفعّالة في تقريب المسؤول من المواطن، مشيرا أنّه تم فتح صفحة خاصة بالبلدية منذ بداية العهدة الحالية إضافة إلى إنشاء صفحة لرئيس البلدية تحوي اسمه الشخصي وصورته وكل بيانته، وقد أضاف زرقي جيلالي أنّ كلتا الصفحتين تتلقيان عديد الانشغالات المطروحة من قبل المواطنين والتي تتعلق بالنقائص المحلية على غرار تهيئة الطرقات بالإضافة إلى الانقطاعات التي تحدث بشكل فجائي للكهرباء وكذا تسربات المياه، موضّحا أن كل الانشغالات المطروحة يتمّ الإصغاء إليها مع محاولة التدخل وايجاد حلول لها سوءا المطروحة بيوم الاستقبال أو على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالبلدية أو المير ، من جهته أكّد علي بوزيان رئيس بلدية البرواقية بولاية البليدة عدم وجود صفحة فايسبوك خاصة بالبلدية أو به شخصيا في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن ذات المصالح ستسعى لإنشاء صفحة رسمية لأجل التقرّب من المواطنين في القريب العاجل. مواطنو 38 بلدية بالجلفة رهن الأساليب التقليدية في التواصل رغم تواجد عدد معتبر من البلديات بولاية الجلفة والتي يقدر عددها ب38 بلدية غير أنّ هاته الأخيرة لا تزال تعتمد على الطرق والأساليب التقليدية في التواصل مع المواطنين بعيدا كل البعد عن استعمال أو الاعتماد المواقع الالكترونية، حيث لا تملك أي بلدية مواقع رسمية أو أية صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك حسب ما أكده ل السياسي مدير موقع أخبار الجلفة الالكترونية، الأمر الذي يفرض على المواطنين ضرورة التوجه إلى مقر البلدية لأجل طرح انشغاله أو استفساره على رئيس البلدية. مجهولون ينتحلون صفة المسؤولين عبر صفحات افتراضية مزورة ومن بين أهم النقاط الذي أثارها المواطنون خلال حديثهم ل السياسي هي عدم معرفة إن كانت صفحة الفايسبوك الموجودة باسم رئيس البلدية هي الأصلية أم تعود لأشخاص غرباء تقمّصوا الشخصية لا غير، الأمر الذي يجعلهم يطرحون تسائلات عديدة قبل الشروع في الإدلاء بانشغالاتهم. ومن بين رؤساء البلديات الذين وجدوا صفحات افتراضية باسمهم الشخصي رئيس بلدية سيدي موسى الذي أكد في سياق حديثه عن تبليغه بوجود صفحة باسمه وصورته الأصلية، ما جعل ذات المسؤول يقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لغلق ذات الصفحة نهائيا، مشيرا أن المواطن لا يزال يفتقد للثقة بينه وبين الفايسبوك حيث لا يتم التواصل إلا بعد طرح عديد الأسئلة للتأكد من أن الشخص المراد التواصل معه هو رئيس البلدية . مواطنون يطاردون رؤساء البلديات عبر الفايسبوك أكد العديد من المواطنين المتحدثين ل السياسي أن رؤساء البلديات باتوا مطاردين بمقراتهم أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة إن كان الانشغال جدّ هام على غرار ما يتعلق بعمليات الترحيل أو الإفراج عن قوائم السكن الاجتماعي وغيرها من الانشغالات المستعجلة التي يكون فيها المواطن بحاجة إلى إجابات مقنعة وتطمينات من طرف المسئول الأول بالبلدية، مضيفين أنهم يدخلون عبر صفحات الفايسبوك مرارا وتكرار إلى حين ظهور ذات المسؤول عبر صفحته، ليتم طرح الانشغال الذي حتما سيأخذه بعين الاعتبار عاجلا أم آجلا.