لا تزال قضية الأساتذة المتعاقدين تراوح مكانها رغم الجهود المبذولة من طرف وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط لحل الإشكال القائم وإجبار المحتجين على قبول مقترحاتها باحتساب نقاط الخبرة المهنية لفض الاعتصام، إلا أن تلك الجهود كللت بالفشل رغم استعانة الوزارة بنقابات التربية كوسيط بينها وبين الأساتذة المحتجين للعودة إلى مناصبهم خاصة بعد مرور أسبوع كامل على انطلاق الفصل الثالث من الموسم الدراسي ما سيسجل تأخر كبير في البرنامج الدراسي في حال استمرار الأمور على ماهي عليه، وعلى ضوء هذه المعطيات أمرت الوصاية بعد أن استنزفت كل الحلول بتعويض جميع المتعاقدين الذين رفضوا استئناف العمل بعد اعذارين. وفي هذا السياق، تم تسجيل على مستوى بعض الثانويات عبر التراب الوطني خروج تلاميذ الثانويات إلى الشارع ودخولهم في إضراب عن الدراسة تضامنا مع أساتذتهم المتعاقدين المتواجدين باعتصام بلدية بودواو بولاية بومرداس للمطالبة بالإدماج وذلك منذ أكثر من عشرة أيام، وعلى غرار باقي الولايات سجلت ولاية بجاية إضراب لتلاميذ بعض الثانويات عن الدراسة تعبيرا منهم عن مؤازرتهم الكاملة لأساتذتهم، وتضامنا معهم لتحقيق مطلبهم الذي اعتبروه شرعيا، حيث كانت ولاية بجاية هي نقطة انطلاق ما يسمى بمسيرة الكرامة للأساتذة المتعاقدين باتجاه العاصمة إلا أنها توقفت ببلدية بودواو بعد أن تم محاصرتهم منعهم من الدخول للعاصمة. الكناباست تهدد بشل الثانويات تضامنا مع الأساتذة المتعاقدين وكان الأمين الوطني المكلف بالإعلام في نقابة الكناباست، مسعود بوديبة، قد كشف في تصريح له، عن إمكانية أن يدخل الكنابست مع عدد من نقابات قطاع التربية، في حركة احتجاجية موحدة خلال الأيام القليلة القادمة، تضامنا مع الأساتذة المتعاقدين، بعد تهديدات بن غبريط لهم بالفصل ، موضحا في هذا السياق، أن بعض النقابات التي شاركت في "مسيرة الكرامة" تضامنا مع الأساتذة المتعاقدين، تقترح الدخول في حركة احتجاجية موحدة تضامنا مع الأساتذة المتعاقدين، خاصة بعد التهديدات بالطرد من قبل وزارة التربية، مشيرا إلى أن الكنابست لم يتخذ بعد قراره بشأن الحركة الاحتجاجية، الموحدة التي اقترحها كل من مجلس أساتذة الثانويات الجزائرية، النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية والنقابة الوطنية لعمال التربية، مضيفا أن المجلس الوطني للكنابست، سيعقد مجلسه الوطني خلال الأيام القليلة القادمة، وسيكون موضوع مساندة الأساتذة المتعاقدين أحد المواضيع التي سيتخذ المجلس الوطني للتنظيم بشأنها قراره، وسيحدد الطريقة وشكل المساندة، مرجحا في الوقت نفسه، أن يكون الإضراب هو القرار الذي سيرسو عليه المجلس الوطني للنقابة. الاينباف ضرورة احتواء أزمة المتعاقدين قبل تفاقمها أكدت نقابة الاينباف، في بيان لها تلقت السياسي نسخة منه، على ضرورة حل ملف المتعاقدين في أقرب وقت ممكن، لأن إطالته تزيد في عمر الأزمة ويستثمر في الاستغلال معاناة المحتجين المعتصمين ببودواو والتي لا نقبل أن يعيشها زملاؤنا المربون في العراء وتحت الأمطار مما يستوجب السرعة في تسوية الملف، خاصة أن الموسم الدراسي مع بداية الثلاثي الثالث وعلى مشارف الامتحانات ونهاية السنة الدراسية، إذ يكون التأثير على المسار الدراسي للتلاميذ كبيرا. وشدد الاينباف، في لقائه مع وزارة التربية والنقابات على إيجاد حل نهائي لهذه المعضلة بإشراك الطرف المعني والأساسي وهم المتعاقدون أنفسهم عن طريق الحوار الجاد والمسؤول باعتباره الحل الأمثل لحل المشاكل مع ضرورة الإبقاء الدائم على جسور التواصل مع المعنيين لتسوية الملف بصورة نهائية يكون فيه الجميع رابحا رابحا، مجددا دعوته للحكومة إلى التدخل بعقلانية لاحتواء الوضع قبل تفاقمه ويأخذ أبعادا أخرى لأن الملف يشكل عبئا آخر على المنظومة التربوية، ويحذرها من مغبة التماطل في معالجته، مع تحميل المسؤولية الكاملة فيما قد ينجر عن هذا التأخر، فيما أكد وقوفه بجانب المتعاقدين في نضالهم وإعلانه عن كل أشكال التضامن في حال بقاء الوضع على حاله من خلال مؤسسات الاتحاد التي ستفصل في الموضوع قريبا . بن غبريط تأمر بتعويض الأساتذة المحتجين من جهتها، أمرت وزيرة التربية نورية بن غبريط، مدراء التربية بتعويض المتعاقدين المحتجين الذين رفضوا الاستئناف بعد توجيه لهم اعذارين وذلك حسب ما يخوله القانون، حيث باشر مدراء المؤسسات بعملية التعويض من اجل ضمان حق التمدرس للتلاميذ.