الذكر« هو أحد أسماء القرآن الكريم التي وردت في كتاب الله كثيراً بالتعريف وبدونه، بجانب وروده أيضا صفة له، فهو ذكر لأنه يجري على ألسنة المسلمين ويتكرر في الصلاة وذكر لكل نسيان مضى على قلوب وذاكرة البشر بعد فترة من الرسل، وشرف عظيم يشمل الدعاء والتسبيح والحمد والشكر والتمجيد لله تعالى، فيه تفاصيل كل الكتب السابقة وتفاصيل الدين الحنيف، فيه المواعظ والعبر وقصص السابقين والأمثال التي تضرب للناس ما يكون ذكرا دائما متصلا، يحتوي الأحكام والتشريعات، وأوامر الله ونواهيه وحدود العبادة وطريق الهداية وسبل الحياة والمعاش ما يكون مادة خصبة للدرس والتمحيص واستنتاج الأحكام والعلوم. ومن الآيات الكريمات التي ورد فيها »الذكر« اسماً للقرآن الكريم قوله تعالى: »ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم« (سورة آل عمران: الآية 58)، »إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون« (سورة الحجر: الآية 29)، »... وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم ولعلهم يتفكرون« (سورة النحل: الآية 44)، »وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون« (سورة الأنبياء: الآية 7)، »لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً« (سورة الفرقان: الآية 29)، »إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم« (سورة يس: الآية 11)، »إن هو إلا ذكر للعالمين« (سورة ص: الاية 87). اسم أو صفة كما ورد لفظ »ذكرى« اسما أو صفة للقرآن الكريم في أربع آيات، اتفق المفسرون على أن المقصود بهذا اللفظ فيها هو القرآن الكريم وأن هذا اللفظ اسم له وذلك في قوله تعالى: »أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين« (سورة الأنعام: الآية 90)، »كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين« (سورة الأعراف: الآية 2)، »ذلك ذكرى للذاكرين« (سورة هود الآية 114)، »أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون« (سورة العنكبوت: الآية 51). القرآن في العقل والقلوب لم يعرف في تاريخ البشر كلام يقارب القرآن في قوة تأثيره في العقول والقلوب، فهو الذي حول الأمة عن عقائدها وتقاليدها، وصرفها عن عاداتها وعداواتها وبدلها بجهلها حكمة وعلماً، وألف قبائلها المتفرقة أمة واحدة سادت العالم بفضائلها وعدلها وحضارتها وعلومها، حفظه الله من أن تمتد إليه يد بتحريف أو تغيير، لا يزيد على الزمان إلا رسوخاً وقوة، وهذه براهين تشهد بعظمته »إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد« (سورة ق الآية 37)