شهدت العديد من البلديات عبر العاصمة تأخرا كبيرا في توزيع قفة رمضان، للمواطنين المدرجين ضمن قوائم المستفيدين، وبإشراف الشهر الفضيل على الانتهاء مازالت بعض العائلات الجزائرية المعوزة تتطلع للحصول على قفة رمضان الخاصة بها، لسد العجز المالي الذي تعانيه، خصوصا وأن هذا التأخير زاد من تراكم الديون على كاهل هذه الأسر المعوزة التي اضطرت للاقتراض من الأهل والجيران لصيام الشهر الفضيل حتى يحين الفرج· وكعينات توجهنا إلى كل من بلدية تسالة المرجة والكاليتوس والخرايسية والقبة، أين لاحظنا تواجد جموع غفيرة من المواطنين الكهول منهم والشباب في طوابير طويلة تمتد حتى مداخل البلدية بكل من تسالة المرجة والخرايسية وبئر توتة، وبمجرد علمهم بتواجد صحفيين بالمكان حتى تهاطلت الشكاوي من طرفهم بهذا الخصوص، وقد أكدت الحاجة ربيعة ل''السياسي'' أنها تتردد على بلدية الخرايسية يوميا منذ بداية الشهر الكريم، دون أدنى نتيجة تذكر، حيث يطلب منها الانتظار أو العودة في وقت لاحق للاستفسار، شأنها في ذلك شأن مختلف المواطنين المتواجدين بالبلدية الذين أكدوا أنهم يملكون ترخيصات تثبت استفادتهم من قفة رمضان، كما أكد هؤلاء أن محتويات القفة لا توفر إلا1بالمائة من احتياجات رمضان، تركنا بلدية الخرايسية لنتجه نحو بلدية تسالة المرجة، وهي البلدية التي أوحى فيها الوضع بالانفجار نظرا لدرجة التوتر البادية عن المواطنين وتعالي أصواتهم، التي تؤكد احتجاجهم عن الوضع، باحثين عن حقهم في استلام قفة رمضان خلال شهر رمضان المبارك، وعناصر الشرطة صعوبة كبيرة في تفريق المحتجين والحول دون وصولهم إلى مكتب المكلف بالشؤون الاجتماعية، أو مكتب نائب رئيس البلدية قصد الاستفسار عن مصير قففهم، وقد أكد الشيخ جلول أن المؤونة التي اقتناها بدخول الشهر الفضيل قد نفدت، وأنه لا يملك المال الكافي لاقتناء مايلزمه لطعام الإفطار، مما قد يضطره إلى التوجه نحو أحد مطاعم الرحمة طالبا منحه وجبة إفطار له ولعائلته المتكونة من أربعة أبناء، أو اللجوء إلى الدين من العائلة أو الجيران من أجل إتمام ما تبقى، وقد تساءل هؤلاء عن جدوى هذه المساعدات وعن أهمية قفة رمضان إن لم توزع خلال رمضان؟، حيث مازالت عملية التوزيع بالبلدية المذكورة متواصلة برغم من ان رمضان اوشك على الانتهاء· من جهته أكد رئيس بلدية الخرايسية قادر بلحديد أن قفة رمضان ببلديته تم تسليمها بالكامل خلال 51 يوما الأولى من رمضان، وذلك بسبب العدد الكبير الذي تم توزيعه والمقدر ب1441 قفة، إلا أنه أكد أن ما آثار استياء المواطنين أكثر هي قلة المواد المتوفرة بها، حيث بلغت قيمتها 0002دج فقط، وهو ما اعتبره غير كافيا· في الوقت الذي أرجع فيه رئيس بلدية بئر توتة جرود رابح سبب التأخير إلى صدور قائمة إضافية بالمستفيدين من قفة رمضان، بعدما اتضح أن القوائم الأولى لم تغطي كل المبالغ التي منحت في هذا الإطار، وقد بلغت حسبه قيمة القفة الرمضانية في بئر توتة 0053دج، يتم توزيعها هذه الأيام· من جهته رفض رئيس بلدية تسالة المرجة سليمان بلخيري، الحديث ل''السياسي'' وتقديم توضيحات حول سبب تأخر توزيع قفة رمضان، رغم اعترافه بتماطل مصالحه في توزيعها، معتبرا الأمر عاديا بما أن رمضان لم ينقض بعد، متناسيا حاجة المواطن للمؤونة خلال هذا الشهر الفضيل، حيث أشار إلى أنه غير ملزم بالرد·