أكد عبد الحميد سلاقجي، رئيس جمعية 08 ماي 1945، في حوار ل السياسي على ضرورة السعي لإجبار فرنسا على الاعتراف بجرائمها ضد الإنسانية في الجزائر، مشددا على ضرورة أن تتحمل فرنسا مسؤوليتها كون هذه الجرائم ارتكبت باسمها، مشيرا من جهة أخرى أن تغريدة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على تويتر كان يقصد بها افتخار الفرنسيين بتحررهم من النازية كون المناسبة تصادف نفس تاريخ مجزرة 8 ماي، كما أفاد المتحدث ان الجمعية اكتشفت مقابر جديدة حول مجازر فرنسا في عدة ولايات جزائرية خاصة بمذبحة 8 ماي 1945 . 71 سنة تمر على المجزرة دون اعتراف من طرف المستعمر بداية تمر 71 سنة، من مجازر 8 ماي 1945، ماذا تقول بهذه المناسبة الأليمة في تاريخ كل الجزائريين؟ 71 سنة على هذه المجزرة التي بدأت مسيرة سلمية وانتهت مسيرة دموية والى يومنا هذا لا اعتراف من طرف المستعمر وفرنسا لحد الساعة لا تريد الاعتراف بجرائمها ، وهذا المشكل يعود لضغوطات سياسية من طرف لوبيات فرنسية يؤثرون على السياسيين الفرنسيين لعدم الاعتراف والتأجيل كل مرة مسالة الاعتراف بجرائمهم ضد الجزائر، رغم أن الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند خلال زيارته للجزائر في ديسمبر 2012 اعترف بطريقة دبلوماسية بالمعاناة التي عانها الشعب الجزائر خلال الفترة الاستعمارية إلا أن هذا غير كافي، بالإضافة إلى تصريحات بعض المسؤولين الآخرين الفرنسيين لكن بصفة غير مباشرة، ونحن في صالح العلاقات بين الشعبين والتقارب بينهما نطالب فرنسا الاعتراف بجرائمها اللانسانية ضد الجزائر، كذلك فيما يتعلق بالأرشيف الخاص بالجزائر الذي تحتفظ بها فرنسا لحد الساعة، نحن لا نحتاج فرنسا وإنما هي من تحتاج الجزائر لصالح شعبها، ونحن نلمس وجود إرادة من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لحل هذا الملف المتعلق باعتراف فرنسا بجرائمها في الجزائر. الكثير من الجزائريين لا يعرفون أن هناك جمعية تدافع عن ضحايا مجاز 8 ماي 1945، ولا يعرفون كذلك مضمون نشاط هذه الجمعية بالتحديد هل ممكن أن تعطي لمحة للقراء عن الجمعية والهدف من تأسيسها ؟ الهدف أولا نحن لدينا شعارات لكي لا ننسى و شعب بدون ذاكرة شعب بدون مستقبل وعلى أساس هذا الشعار نقوم بذكر الانتفاضات، المقاومات والمسيرات والحركات الوطنية وحركات التحرير، كما نمجد ونخلد هذه المسيرات ومراحل الكفاح من 1830 إلى يوم الاستقلال، الشعب الجزائري بأكمله رفض الاستعمار الفرنسي، وأيضا دورنا كمؤسسة نقوم بتسجيل شهادات حية وشهادات أناس عاشوا ذلك العصر عن طريق الأقراص، الكتابة، الأفلام، الأشرطة، البحوث كل هذه نسخرها للطلبة والباحثين لأنه لابد من تغذية الأجيال الصاعدة لكي لا ننسى ونملك حتى قائمات وملفات رسمية انه العالم يشهد والمؤرخين الفرنسيين والجزائريين أن فرنسا الاستعمارية قامت بجرائم بشعة، واكبر فرنسية عنفية في العالم هي المدرسة الفرنسية، والذين قاموا بهذه الجرائم ضد الشعب الجزائري ليسوا أشخاص متطرفين أو جماعات متطرفة وإنما هي المؤسسات الفرنسية الدستورية من الجيش إلى الدرك إلى الإدارة التي قامت بكل هذه الجرائم. أنت كرئيس لهذه الجمعية ومجاهد في نفس الوقت، هل يمكن لك أن تسرد لنا شهداتك فيما يخص الذي حدث في 8 ماي 1945؟ باعتبارك شاهد حي عن تلك المذبحة؟ الحركة الوطنية الاستقلالية وكانت خلال تلك الفترة ممنوعة وتحت غطاء أحباب الحرية والبيان قاموا بتنظيم مسيرة سلمية للاحتفال ووضع باقة الزهور والانحناء للأموات الجزائريين الذين ماتوا خلال الحرب لتحرير المدن الفرنسية، وخلال ندوة صحفية للجنرال ديغول والرئيس الأمريكي أكدوا خلالها الانتصار وتحرير أوروبا وفرنسا سيتم دراسة مسالة تقرير المصير للشعوب وخلال هذه المسيرة في سطيف وقالمة رفع الجزائريين لافتات مكتوب عليها تحيا الجزائر حرة وتحيا الجزائر مسلمة وأطلقوا صراح المساجين وأطلقوا سراح مصالي الحاج، وكانوا مخططين لرفع العلم الجزائري، كلفوا شراقة عيسى لرفعه، وعند رؤية البوليس الفرنسي للعلم الجزائري وللافتات التي ترمز إلى طلبات سيادية فقاموا بتقسيم المسيرة ووقف المتظاهرين وتسببوا بفوضى وخلالها وقع عيسى شراقة فيما أقدم شاب جزائري على اخذ العلم والهروب به ما دفع بالبوليس الفرنسي بإطلاق النار وتوفي الشاب وكانت هذه بداية المجزرة. ضرورة وضع الآليات لتسخير التسجيلات للباحثين والمؤرخين أعلنت وزارة المجاهدين عن مخطط استعجالي أن صح التعبير من اجل ضرورة الإسراع في تدوين التاريخ، كيف تساهم جمعيتكم في هذا المشروع ؟ نحن لدينا شروط للمساهمة في هذا المشروع أولها السيادة الوطنية والهوية الوطنية بالإضافة إلى المواطنة وأخيرا نحن موافقين على كتابة التاريخ، وهذا ليس بالأمر الصعب كوننا من 1962 ونحن نسجل الشهادات والإعلام يقوم بدوره في هذا المجال وأيضا المؤرخين والباحثين، ولكن كل هذه التسجيلات يجب تسخيرها للباحثين والمؤرخين وفروع التاريخ في الجامعات الجزائرية لتوفيرها للطلبة، نحن اليوم نتحدث عن الأرشيف الذي تملك فرنسا لكننا نغض النظر على الأرشيف المتواجد بالجزائر . هل هناك شهادات جديدة، دونتها الجمعية عن مجازر 8 ماي 1945، ولم تنشر أو لم يتم تدوينها بعد في كتب التاريخ ؟ نحن اكتشفنا الكثير منذ 2012 على المستوى الوطني في وقت كنا فقط على مستوى الولايات، وقد حققنا خطوات كبيرة من أشرطة ثورية وكل سنة نقوم بتحسيس القنوات الإعلامية والتلفزيون لبث تقارير وأفلام وثائقية عن هذه الفترة 8 ماي 1945 وسجلنا أيضا شهادات ضحايا ممن كانوا حاضرين في المجزرة كذلك قمنا بالبحث عن المقابر الجماعية واكتشفنا وجود عدة مقابر بعدة ولايات، كل هذه الأمور قمنا بحصرها وتسجيلها. يواصل المسؤولون الفرنسيين، استفزاز الجزائريين فبعد نشر فالس لصورة رئيس الجمهورية، عبر التويتر غرد أيضا فرنسوا هولاند عبر صفحته، دعا فيها الفرنسيون إلى الافتخار بمآسي 8 ماي 1945، ما هو تعليقكم؟ هم يفتخرون بتاريخ 8 ماي 1945 كونه يشكل مناسبة لهم وذلك بعيدا عن المذبحة التي جرت في الجزائر إبان تلك الفترة، وإنما المقصود من هذا التصريح هو تحرر فرنسا من الهجوم النازي وانتصروا على إطاحة ألمانية النازية وهذا التاريخ هو يوم رمزي لانتصار الحلفاء من بينهم فرنسا، لكن الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند تناسى وجود25 ألف جزائري ماتوا من اجل تحرير فرنسا و260 ألف جريح، شاركوا في الحرب العالمية الأولى والثانية وكانوا في المقدمة لتحرير المدن الفرنسية، أمر طبيعي يحتفلون ب 8 ماي الخاصة بهم لكنهم لا يعترفون لحد الساعة بمجازر 8 ماي 1945 التي ارتكبوها في الجزائر. على فرنسا تعويض الجزائر في حال اعترافها بجرائمها هل تعتقد إن فرنسا متجهة لا محالة إلى الاعتراف بجرائمها ضد الشعب الجزائري، خاصة وأن العديد من المسؤولين الفرنسيين أبدو بعض الليونة وأعلنوها صراحة أن فرنسا ارتكبت مجازر في حق الجزائريين إبان الحقبة الاستعمارية؟ نحن نطالب إذا قامت بفرنسا الاعتراف بجرائما بالتعويض في حال اعترافها بالجرائم من خلال تكوين الجزائريين في مختلف الميادين كونها كانت سببا مباشرا في تأخر الجزائر نظرا لاستمرار أثار التدمير الذي خلفته لكن بالطريقة التي لا تزال تنتهجها ، نحن نطالب الحكومة الجزائرية لإيجاد حلول من خلال إجبارها على الاعتراف أو قطع العلاقات كاملة في حال الرفض لان الجزائر تملك بدائل كثيرة عن فرنسا على أمريكا مثلا من اجل تطوير اقتصاد بلادنا. هل تعتقد أن تاريخ نضال الشعب الجزائري، ضد المستعمر الفرنسي أخذ حقه من الكتابة والتدوين؟ طبعا في التربية الوطنية مثلا معامل التاريخ هو واحد ما دفع بالطلبة لاختيار شعب أخرى، يجب رفع معامل هذه المادة في المدرسة الجزائرية ضف إلى ذلك المنظومة التربوية غير مبنية على الذاكرة، نحن نتساءل كيف لفرنسا تقوم بتمجيد فترتها الاستعمارية في وقت تنتظر الجزائر اعترافها بجرائمها، لحد اليوم لم نتمكن من تجريمها ما يدفعنا للتساؤل عن دور المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الجزائرية ودور السياسيين والمثقفين، من سيكتب تاريخ الجزائر في وقت لم نتمكن بعد من تجريم فرنسا الاستعمارية.