وفي السياق، أثنى الرئيس على الفرنسيين الداعين إلى وضع حد لنكران التاريخ، وجاء في الرسالة التي قرأها، أول أمس، بدار الشباب لخراطة وزير المجاهدين "محمد شريف عباس"، "أن الجزائر تعير اهتماما بالغا لكل الأصوات التي ترتفع في فرنسا، مطالبة بوضع حد لنكران التاريخ، وبوجه خاص ما تعلق بالثامن ماي 1945"• واعتبر "عبد العزيز بوتفليقة" أن الوصول إلى علاقات جيدة بين الجزائروفرنسا، والتمكن من رسم ملامح تضامن المستقبل لن يتأتى إلا "بالانطلاق من تاريخ واقعي وأمين لماض استعماري، خلّف جراحا غائرة في أواصل الشعب الجزائري"، مشيرا إلى جهود الجزائر في الارتقاء بالعلاقات مع فرنسا منذ نصف قرن• وأكد رئيس الجمهورية، أن ارتفاع الأصوات المنادية بوضع حد لنكران التاريخ في فرنسا ستفتح الباب أمام مصالحة حقيقية ودائمة بين الشعبين الجزائري والفرنسي، أي لن يتبقى إلا اعتراف الرسميين بجرائم الاستعمار للتمكن من المضي قدما بالعلاقات الثنائية، وهو ما شكل شرطا أساسيا للسلطات الجزائرية نظير تحسين العلاقات مع فرنسا• وذكر الرئيس بما اقترفه الاستعمار في حق آلاف الجزائريين في الثامن من ماي 1945 بعدما خرجوا للاحتفال بالانتصار على النازية، الذي ضحى في سبيله العديد من الجزائريين، وتأكيد حقهم في التحرر من نير السيطرة الاستعمارية، وقوبلوا بإبادة جماعية من طرف قوات الاستعمار وبالتخصيص في كل من سطيف، فالمة وخراطة استمرت أسابيع• وبالمقابل، دعا رئيس الجمهورية "عبد العزيز بوتفليقة" إلى تخليد ذكرى الشهداء بخشوع، باعتبارهم رواد مناهضة الأمة الجزائرية للاستعمار وتمجيدا لتلك التضحيات الجسام• طالب بتحرير الأرشيف للمؤرخين نائب فرنسي يدعوا بلاده إلى الاعتراف الكامل بمجازر 8 ماي دعا النائب الفرنسي عن الحزب الاشتراكي "دانيال غولدبرغ" إلى اعتراف كامل من طرف فرنسا بمجازر سطيف، فالمة وخراطة، في ال 8 ماي 1945• واعتبر النائب في بيان نشر، نهاية الأسبوع، للإعلان عن مشاركته، أمس، في تخليد ذكرى تضحية الجزائريين والفرنسيين لوقف النازية ب"اوبرفيليي"، وتخليد ذكرى الجزائريين ضحايا مجازر الثامن ماي، أن شوارع فرنسا وسكانها هم صورة لفرنسا وتاريخها، كما أكد النائب "دانيال غولدبرغ" على ضرورة اعتراف فرنسا الكامل بأحداث الثامن ماي، وتسهيل حصول المؤرخين على الأرشيف المتعلق بهذه المجازر، وذلك من أجل تسهيل كتابة تاريخ واقعي وصحيح وعدم طمسه أو تزييفه، وتضاف دعوة النائب الفرنسي إلى اعتراف السفير الفرنسي لدى الجزائر "برنارد جولي" مؤخرا بأن الأحداث العنيفة التي عاشتها مناطق عدة في الجزائر في الثامن ماي 1945 تعد جريمة في حق الإنسانية، وكذا مطالبة عديد من الأطراف الفرنسية بالاعتراف بما قامت به بلادهم إبان استعمارها للجزائر، فيما تسعى الجزائر إلى الحصول على اعتراف واعتذار رسمي يسمح بتطوير العلاقات الثنائية، والنظر بنظرة مشتركة نحو المستقبل•