اعتبر عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة، أن ما ميز شهر التراث هذه السنة هو دسترته، حيث تم تضمينه في التعديل الدستوري الأخير وهذا يعزز مكانة التراث من خلال البند الذي يشير إلى أن الدولة هي التي تحمي التراث الوطني المادي واللامادي. وأضاف وزير الثقافة، خلال نزوله ضيفا على برنامج ضيف الصباح س بالقناة الإذاعية الأولى، أنه من الضروري تحيين قانون التراث الثقافي الذي صدر عام 1998، قائلا إنه يجب أن يستجيب هذا القانون للتحولات التي تعرفها الجزائر خاصة على الصعيد التنموي، فشعار هذه السنة كان بعنوان التراث والاقتصاد . وكشف عز الدين ميهوبي عن اقتراح إنشاء المرصد الوطني للمتاحف الذي هو بصدد المناقشة مع عدة قطاعات معنية، ويأمل أن يساعد على وضع ثقافة متحفية جديدة لأن الجزائر تملك موروثا أثريا كبيرا ومتنوعا. وأشار ضيف الأولى إلى أن الدولة تخصص سنويا مبالغ مالية هامة تولي لإعادة تهيئة وترميم كثير من القصور القديمة حيث تمت تهيئة العديد منها وهي تتطلب خبرة ومختصين، وقال إن الجزائر تفتقر لمثل هذا النوع من الترميم حيث أن عدد المهندسين المختصين في المجال التراثي يقل عن 100 مهندس، لذا لجأنا إلى الخبرات الأجنبية ومنها التركية . دار الأوبرا جاهزة وستقدم ثقافة ذات نوعية عالية وبخصوص دار الأوبرا، المؤسسة الثقافية الكبيرة، قال الوزير ميهوبي، إنها جاهزة تماما وحفل الافتتاح سيكون جزائريا، مؤكدا على تسطير برنامج سنوي متواصل لتقديم ثقافة ذات نوعية عالية، إذ تعطى الأولوية للمنتوج الوطني، كما يكون للأوبرا بعد دولي من خلال رؤية تجارية حتى تمول نفسها بنفسها، موضحا أنه ستتم الاستفادة من التجربة الإيطالية في تسيير أوبرا ميلانو في هذا المجال وكذا من التجربة المصرية من خلال أوبرا القاهرة للوصول إلى صيغة لإدارة شؤون أوبرا الجزائر. تقليص عدد المهرجانات من 176 إلى 77 وأوضح المتحدث ذاته عن المهرجانات المبرمجة هذه السنة قائلا إن وزارة الثقافة تهدف إلى ثقافة استثمارية في هذا المجال بعد تعزيزها ضمن التعديل الدستوري في المادة 38 مكرر التي جعلت من الثقافة حقا من حقوق المواطن، لذا وجب علينا إنتاج ثقافة ذات قيمة مضافة في المجتمع . وقال ميهوبي لقد تم وضع خريطة جديدة للمهرجانات، إذ تقلص العدد الذي كان في مستوى 176 مهرجان مرسم ولجم العدد عند 77 مهرجانا فقط بعد دراسة لكل جوانب المهرجانات، وتم التركيز على المهرجانات الدولية، لأنها تحمل صورة الجزائر الثقافية في مختلف الفنون ونسعى لأن تكون هناك شفافية في التسيير واحترافية في الأداء . وأشار الوزير إلى أن الجزائر بلد متفتح، يدخله فنانون وفرق من مختلف الجنسيات، فالمجتمع الجزائري نتيجة لذوقه يستهلك كل ما له صلة بالجانب الفني، والجزائر كبيرة بمواقفها وباحتضانها للقامات الفنية و الثقافية الكبيرة.