تمر 13 سنة على الذكرى المؤلمة لزلزال ببومرداس الذي كان بمثابة الكارثة الطبيعية التي نسفت بالمنطقة وما جاورها، أين هوت سكنات وبنايات بأكملها، ومُحيت منشآت ومرافق عن الوجود ناهيك عن الخسائر البشرية التي سجلت بالمئات، ورغم مرور سنوات عن الذكرى، لا تزال مخلفاتها بادية للعيان، ذكرياتها لم تمح من أذهان العائلات حيث أن الزائر اليوم لولاية بومرداس وما جاورها يشد انتباهه تلك الشاليهات التي لازالت تحتضن عشرات العائلات. شاليهات بودواو تروي معاناة منكوبي زلزال 2003 مرت 13 سنة عن تلك الليلة التي اهتزت فيها الأرض ببومرداس، تحت وقع زلزال مدمر بلغت درجته 6,8 على سلم ريشتر، وخلف أكثر من 2700 قتيل وآلاف الجرحى وانهيار بنايات وتضرر أخرى، وقبل هذا وبعده، كان الرعب والخوف هو النتيجة التي لم تنته رغم مرور هذه المدة التي مازالت اليوم تترجمها تلك الشاليهات المتواجدة ببودواو والمناطق المجاورة لها، فبحلول هذه الذكرى الأليمة، تمر 13 سنة على دخول منكوبي زلزال بومرداس سكناتهم الجاهزة أو ما اصطلح على تسميته الشاليهات، التي كانت تشكل الحلم والحل في بداية الأمر، بعد المعاناة الطويلة التي قضوها في الخيم لكن المشاريع السكنية البديلة طالت ومازالت تراوح مكانها. اشتكي سكان حي 20 أوت 1955 بالحلايمية ببلدية بودواو بولاية بومرداس ل السياسي من الوضع القائم والذي طال امده خاصة وان هذه الاخيرة أصبحت تهدد حياتهم بسبب الأمراض والأوبئة التي باتت تحاصرهم من كل جهة. ونحن نواصل جولتنا في منطقة الشاليهات بالحلايمية، لاحظنا غياب أبسط ضروريات الحياة والتهيئة الحضرية حيث تنعدم النظافة أين تتراكم النفايات بشكل كبير وفوضوي في أرجاء الحي مما نجم عنه انتشار الروائح القذرة وبعض الحشرات التي تزيد من الطين بلة خاصة في فصل الصيف وتشكو ذات المنطقة أيضا من غياب مرافق رياضية وثقافية لفئة الأطفال والشباب الذين لا يجدون مكانا لقضاء وقت فراغهم هناك مما يؤدي بهم إلى الذهاب لمناطق بعيدة بغية الترويح عن النفس واللعب حيث عبر العديد من الأطفال الذين صادفناهم هناك عن تمنيهم تعجيل السلطات بترحيلهم إلى سكنات لائقة وأحياء تتوفر على جميع شروط الحياة. وفي ذات السياق، استنكر العديد من سكان تلك المقابر، مثلما يسميها قاطنوها، لا مبالاة السلطات المعنية وعدم توفيرها حلولا لهم وذلك بسبب طول فترة مكوثهم بها وعدم توفر أبسط ضروريات العيش الكريم فيها خاصة وأن هذه الأخيرة قد تسببت للعديد من سكانها بالإصابة بأمراض عديدة على غرار الربو والحساسية، وهو الأمر الذي يدعو، حسب سكان الحي، لإيجاد حلول مستعجلة قبل تفاقم الوضع، وللإشارة، شهدت المواقع الآهلة بمنكوبي زلزال بومرداس احتجاجات متكررة على الأوضاع المزرية التي يعيشون بها لمدة 13 سنة، خاصة أن هذه الأخيرة تحولت إلى شبه أحياء قصديرية تشوه المنظر العام على مستوى البلدية التي تم فيها توزيع الشاليهات، على غرار حي 20 أوت 1955 بالحلايمية ببلدية بودواو بولاية بومرداس. ومن جهة أخرى، أفاد عدد من منكوبي الزلزال بأنهم تعافوا كلية من تلك الآثار النفسية الصعبة ونسوا تقريبا كل شيء بعد اندماجهم من جديد في الحياة الطبيعية بنفسية جديدة وعزيمة قوية. متضررون يطالبون بفتح تحقيق لردع الاستغلاليين ونحن نتجول بين أرجاء هذه السكنات المتصدعة التي كما لقبها القاطنون بها ب المقابر ، أكد العديد من السكان ل السياسي ، أن الكثير من المواطنين القاطنين بهذه الشاليهات ليسوا من المتضررين من زلزال بومرداس 2003 بل جاؤوا من العديد من ولايات الوطن على غرار الشلف والجلفة وقسنطينة وحتى وهران بنية الاستفادة من السكنات على مستوى الولاية وهو ما أعرب عنه عمي بوعمامة مسترسلا في كلامه قائلاك إن الطمع أعمى بصيرتهم وأصبح بيع الشاليهات وكأنها ملك لهم ، وفي ذات السياق، يقول سمير، وهو كهل في العقد الخامس ومن سكان ذات الحي، ان الكثيرين هنا ليسوا من المتضررين من زلزال 2003 وهو ما يدعو السلطات لفتح تحقيق ومعرفة المتطفلين وكيفية حصولهم على الشاليهات حتى لا يذهب أصحاب الحق في الاستفادة ضحية على حساب هؤلاء. ..ومواطنون يستعجلون عملية الترحيل ووسط هذه الأوضاع وجملة المشاكل التي يتخبط فيها سكان هذه الشاليهات لمدة 13سنة، جدد سكان حي 20 أوت بالحلايمية عبر السياسي نداءهم للسلطات المعنية قصد التعجيل في ترحيلهم خاصة وان شهر رمضان على الأبواب.