مدخنون يروون معاناتهم مع السيجارة خياطي: مكافحة الظاهرة لا تقتصر على إصدار القوانين يبدو أنه وبالرغم من الحملات التوعوية، التحسيسية، وكل الاجراءات المفروضة على مواد التبغ، يبقى برنامج مكافحة تعاطي التبغ غير كاف، وهو ما تشير إليه أرقام أخصائيي الأمراض الصدرية في الجزائر، والتي تؤكد ان نسبة الإصابة بالسرطان جراء التدخين في ارتفاع مستمر، والسبب في ذلك تضاعف عدد المدخنين وهو الأمر الذي يستدعي، حسبهم، دق ناقوس الخطر للوقاية من أخطار هذه الظاهرة التي باتت تنخر أجساد الجزائريين في صمت لتحول حياتهم الى جحيم بين ليلة وضحاها حينها لا ينفع الندم، وهو ما أعرب عنه العديد من المدمنين على التدخين الذين تقربت منهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. مدخنون يروون معاناتهم مع السيجارة لم يعد أحد منا يجهل مخاطر التدخين وتأثيره السلبي على الصحة مهما كان عدد السجائر المستهلكة، لأن النتيجة واحدة، للأسف، ومأساوية في الكثير من الأحيان تضطر المدخنين للتخلي نهائيا عن سموم التبغ التي ينفثونها في أجسامهم طوعا أو كراهية، وهو ما رواه العديد من المواطنين الذين التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. محمد، 45 سنة، من كبار المدخنين يحرق يوميا علبة كاملة من السجائر وأحيانا أكثر، فالأمر مزاج بالنسبة إليه ويتوقف على الحالة النفسية التي يكون فيها، شعر محمد منذ فترة بوعكة بآلام في صدره وتنميل في ذراعه الأيسر، تكرر ذلك لعدة مرات قبل أن يضطر لأن يقصد طبيبا وجهه مباشرة إلى أخصائي في القلب واتضح أنه يعاني من بوادر أزمة قلبية، يقول محمد اضطررت في الأخير للتخلي عن التدخين مرغما وليتني فعلت ذلك قبل أن أبتلى بالمرض . ومن جهته، اضاف كمال، الذي لا يتجاوز عمره ال40 عاما، فقد تعرض إلى مرض معقد في المعدة ولم يتصور أبدا أن للتدخين دخل في الموضوع وهو ما اعرب عنه ذات المتحدث قائلا: إعتقدت أن الأكل الخفيف خارج البيت هو السبب، فالتزمت بالأكل البيتي لكن لا شيء تغير، فقد كانت حالتي تسوء من يوم لآخر وكم كان اندهاشي بالغا حينما أخبرني الطبيب أن ما أعاني منه بسبب التدخين وطلب مني التخلي عنه حالا، ففعلت وفعلا بعد فترة وجيزة، شفيت واضطررت لمواجهة الصداع وسوء المزاج الناجم عن ترك السجائر وتجاوزت الأمر أخيرا . هكذا تحول التدخين إلى موضة تستهوي الأطفال وقد اضحت آفة التدخين من الآفات الخطيرة التي أضحت تهدد أطفالنا، في غياب مراقبة الآباء، فتحولت لدى الكثير منهم وسيلة يتخذها للتعبير عن الذات وإعطاء صورة للآخرين على أنهم تجاوزوا مرحلة الطفولة بالرغم من أن ملامحهم وأعمارهم توحي ببراءتهم، وما يقومون به ما هو إلا صورة سلبية ومؤسفة لأطفال يتجهون إلى طريق الضياع والانحراف، وهو ما لاحظناه أثناء جولتنا الاستطلاعية في شوارع العاصمة وامام هذا الواقع الذي يندى له الجبين لما يحدث بالبراءة في مجتمعنا، تقربنا من بعض الاطفال لرصد شهادات حية لأطفال أصبحوا مدمنين على التدخين لعدة أسباب، وأصبح الاقلاع عنه بالنسبة لهم من المستحيلات بالرغم من الضرب والعقاب الذي يتعرضون له من طرف آبائهم. التدخين دليل الرجولة والخروج من مرحلة الطفولة يقول كريم، 14 سنة، الذي كان يهم لإشعال سيجارة: إن التدخين بالنسبة لي كشرب القهوة لا أستطيع الاستغناء عنه، فقد تعودت رفقة أصدقائي على تدخين من خمس إلى ست سيجارات في اليوم، وهي بالنسبة لي شيء عادي، فأنا لم أعد طفلا صغيرا، أخشى من التدخين، فهذه ليست المخدرات، إنها مجرد سيجارة وهي تستهويني وتذهب عني القلق ، وعن علم أحد والديه بالأمر يقول نعم، لقد فجاءني أبي في إحدى المرات أدخن، فلما لمحته، رميت السيجارة على الفور لكنه جاء ليتأكد مما شاهده، فأخذ يشم رائحة يدي وفمي، وبالفعل كشف أمري، فعاقبني وقام بنصحي عدة مرات، وفي مرات قام بتهديدي بعدة أشياء، لكن كل هذا لا يهمني لأنني، كما قلت لك، أجد ضالتي في السيجارة . ومن جهته، يقول مروان، 16 سنة: أنا ورفقائي لا ندخن في الشارع وفي الحي فحسب، بل حتى داخل المدارس، فتدخين السجائر يعطينا النشوة ويعطينا إحساسا أكبر برجولتنا. ولا أنكر أننا أصبحنا في مرحلة لا يمكننا الاستغناء عن التدخين، فالعديد منا يدخن خفية عن الأنظار حتى لا ينكشف أمره من أحد الأقارب والجيران أو حتى الأولياء . مختصون: 15 ألف مدخن يموتون سنويا وعلى إثر هذا الواقع الذي ينبأ بكارثة صحية بسبب تجاهل الكثيرين للمخاطر التي تهددهم بسبب التدخين، اكد البروفيسور صالح للو، رئيس مصلحة أمراض الرئة بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية 1 نوفمبر بوهران، ان 45 شخصا يوميا في الجزائر يموتون بسبب الامراض المتعلقة بالتدخين أي ما يعادل أكثر من 15 ألف شخص سنويا بسبب الأمراض الناجمة عن التدخين، كما سبق ذكره، والمتمثلة في مختلف أنواع السرطان والجلطات الدماغية ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وفق ذات المتحدث. وذكر ذات المتحدث بأن التدخين يقلل من متوسط العمر للمدخن بسبع سنوات، مشيرا إلى الخطر الكبير الذي يمثله التدخين في أوساط الشباب، لافتا إلى سهولة الحصول على السجائر. السيجارة الإلكترونية.. خدعة للاستهلاك أكثر ويرى نفس المصدر، أن السيجارة الإلكترونية التي قدمت كحل للمدمنين على النيكوتين ليست أقل ضررا على صحة الشباب من السجائر العادية، بل هي تمثل خدعة للاستهلاك أكثر، على حد تعبيره. 90 بالمائة في أورام الجهاز التنفسي سببها التدخين وفي ذات السياق، أكد رئيس الجمعية الجزائرية للربو والحساسية والمناعة العيادية، حبيب دواغي، ان 90 بالمائة في أورام الجهاز التنفسي سببها التدخين. وأشار المختص، الذي يشغل كذلك منصب رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية إسعد حساني ببني مسوس بالجزائر العاصمة بالمناسبة، إلى مختلف الاجتماعات التي خصصها المستشفى لمرافقة المخطط، معلنا عن إنشاء سجل لهذا الغرض بهذه المؤسسة. تيار: التدخين يهدد 5 آلاف جزائري بفقدان البصر ومن جهته، كشفت رئيسة الجمعية الجزائرية لمرض الزرق، فتيحة تيار، عن إصابة 6. 4 بالمائة من الجزائريين البالغين 40 سنة فما فوق بمرض الزرق أي ما يعادل 5000 حامل لهذا المرض. ويرجع المختصون الإصابة بهذا المرض إلى عدة عوامل من بينها التدخين والتقدم في السن وعوامل وراثية وتناول بعض الأدوية وتعرض العين إلى بعض الالتهابات كما يتسبب في هذا المرض أيضا الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني وتشوه العين عند الولادة وتعرض الشخص إلى فقر الدم. خياطي: مكافحة تعاطي التبغ متعلقة بالتحسيس والتربية وفي ذات السياق، أكد رئيس المؤسسة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مصطفى خياطي ل السياسي ، أن مكافحة تعاطي التبغ وآثاره الاجتماعية والاقتصادية لا يمكن أن تقتصر على إصدار قوانين أو زيادة الأسعار، بل يجب أن تقوم على جوانب متعلقة بالتحسيس والتربية. وأوضح المتحدث أن مكافحة تعاطي التبغ لا يمكن أن تقتصر على إصدار بعض القوانين أو الزيادة في أسعار السجائر، بل لا بد أن تشمل أساسا جوانب التربية والتحسيس، داعيا إلى اشراك أكبر للسلك التربوي من أجل مكافحة هذه الآفة جد مكلفة اجتماعيا واقتصاديا. وأضاف أنه رغم زيارة الرسم المفروض على مواد التبغ، يبقى برنامج مكافحة تعاطي التبغ غير كاف. وأشار إلى أنه لم يعد هناك أطفال بائعي السجائر في الشارع لكن عدد المدخنين في تزايد. ويدعو رئيس المؤسسة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث إلى مشاركة أكبر لمعلمي مختلف الأطوار الدراسية التي يمكن أن تضطلع بدور غاية في الأهمية في التربية على مكافحة التدخين. وأوضح أن منع تعاطي التبغ في المدارس على كل المستويات وفي كل الفضاءات يجب أن يكون أساس كل سياسة ترمي لمكافحة التدخين، مضيفا أن العنصر الآخر الهام يكمن في دور وسائل الإعلام. وأوصى أنه ينبغي على القنوات التلفزيونية والصحف الامتناع عن إظهار شخصيات عمومية وهي تدخن وتسليط الضوء بالمقابل، على الشخصيات الرياضية والموسيقية والأدبية التي تقاطع التدخين. وأردف يقول أن الصحة الجيدة يجب أن تكون رمزا لعدم التدخين وذلك قبل الانتقال إلى الاجراءات الردعية. وأضاف أن الجزائر شرعت في فرض بعض الزيادات على الأسعار لكنها تبقى غير كافية، موضحا أن تطبيق القانون يجب أن يكون صارما ولا بد من تحصيل الغرامات فعليا. دعوة لتفعيل قانون منع التدخين في الأماكن العمومية ولمكافحة هذه الظاهرة في المجتمع والتقليل من أخطارها، أطلق العديد من الفاعلين في المجتمع المدني حملات تحسيسية بهدف التعريف بأخطار الآفة في الأوساط الشبانية وتفعيل قانون منع التدخين في الأماكن العمومية، وهو ما لوحظ ببلدية الخروب بقسنطينة اين تم توزيع 5000 مطوية ستوزع على مدار 8 أيام كاملة. وفي ذات السياق، اكدت المنتخبة المكلفة بالشؤون الاجتماعية، ليلى صخراوي، أن بلدية الخروب دأبت على تنظيم هذه الحملة التحسيسية منذ سنة 2013، مشيرة إلى أنه تم تكوين ائتلاف بين كل المصالح البلدية وحوالي 15 جمعية صحية، ثقافية، دينية ورياضية، إضافة إلى ثلاث فرق للكشافة الإسلامية، من أجل تعبئة أكبر عدد ممكن من الفاعلين والحصول على نتائج إيجابية للحملة، والتي ستشمل كل من الخروب، ماسينيسا، المريج، علي منجلي وقطار العيش. كما ذكرت ذات المنتخبة المكلفة بتسيير مركز الصحة المجتمعية، أن الأخير راسل كل المؤسسات والإدارات على مستوى البلدية منذ 4 فيفري الماضي، من أجل تفعيل قانون منع التدخين في الأماكن العمومية، كما تم إرفاق المراسلات بنسخ من هذا القانون بهدف تحسيس وإقحام مدراء أو مسؤولي هذه المؤسسات لتطبيق الإجراء والمساهمة في الحد من الظاهرة، في حين سيتم، حسبها، إعادة نفس العملية خلال شهر أكتوبر المقبل مع تقييم كلي للنتائج المحققة في الميدان. وحسب برنامج القافلة، فإن النشاطات ستدوم إلى غاية السبت 4 جوان المقبل، حيث من المنتظر تنويع النشاطات في كل يوم من هذه الأيام بين التجول في الشوارع وتوزيع المطويات على أصحاب المحلات والمقاهي والمؤسسات والمراكز التجارية بعلي منجلي، خرجات لفائدة الأطفال إلى حظيرة المريج وتنظيم ألعاب تربوية، كما سيتم عرض أشرطة تحسيسية وتنظيم ندوات تفاعلية ونقاشات ومسابقات، وكذا لقاءات مع مديري المؤسسات لتفعيل قانون منع التدخين في الأماكن العمومية والوسط الجامعي، بكلية التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال. أيام تحسيسية بمخاطر الظاهرة عند مرضى السكري وفي ذات السياق، انطلقت بدار الشباب بويليس اعمر بتيسمسيلت أيام تحسيسية حول مخاطر التدخين عند المصابين بداء السكري. وتشمل هذه التظاهرة، المنظمة بمبادرة من الجمعية الولائية لمرضى السكري بالتعاون مع مديرية الصحة والسكان وديوان مؤسسات الشباب، في إطار اليوم العالمي لمكافحة التدخين إقامة معارض تسلط الضوء من خلال الملصقات واللافتات على المضاعفات الخطيرة التي قد يسببها التدخين على مريض السكري ومنها بتر الساق وضعف القدرة البصرية. وسيتم عرض أشرطة فيديو لنماذج حية عن مرضى السكري مدخنين أصيبوا بأمراض خطيرة على غرار سرطان الرئة وسرطان المعدة. كما تتضمن المبادرة التي تدوم ثلاثة أيام يوم دراسي تحسيسي حول أضرار التدخين عند الأصحاء والمرضى معا من تنشيط أطباء أخصائيين. وبرمج أيضا تنظيم سبر للآراء للمواطنين حول ظاهرة التدخين السلبي الذي أضحى من الظواهر الخطيرة التي تهدد صحة مرضى السكري لاسيما للذين تفوق أعمارهم 50 سنة، وفق المنظمين. ومن جهة أخرى، كشف المكلف بالإعلام بالجمعية الولائية لمرضى السكري، عبد القادر زواوي، بأن الجمعية تستعد لإطلاق قريبا حملة تحسيسية واسعة حول مضاعفات مرض السكري خلال شهر رمضان.