شدد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، أمس، بالجزائر العاصمة خلال اجتماعه بمدراء الصحة ومسيري المؤسسات الاستشفائية، على ضرورة ضمان الخدمة خلال موسم الصيف. وأكد وزير الصحة، خلال لقاء وطني توجيهي جمعه بمدراء الصحة الولائيين ومسيري المؤسسات الاستشفائية عبر القطر، على ضرورة ضمان الخدمة خلال موسم الصيف الذي يتزامن مع العطلة السنوية، التي تشهد نقصا في المستخدمين ناهيك عن ظهور بعض الأمراض خلال هذا الموسم. كما ألح بالمناسبة، على ضرورة تحسين سير الخدمات الصحية وتطبيق البرنامج الوطني المتعلق بفترة الولادة وتحضير الدخول الاجتماعي المقبل، متطرقا إلى خصوصية كل ملف من هذه الملفات المذكورة. وأشار في ذات السياق إلى التعليمات التي وجهتها الوزارة إلى الساهرين على القطاع حاثا أياهم على تكثيف عمليات الوقاية والاتصال الجواري وتنظيم توفير الخدمات الصحية عبر الولايات الساحلية، التي تشهد تدفقا قويا للمصطافين. وأكد في سياق آخر، على القضاء على شلل الأطفال في انتظار دخول الجزائر قريبا ضمن الدول التي استأصلت هذا الداء، داعيا كل الولايات إلى الإنتهاء من تنفيذ التوجيهات الموصي بها قبل نهاية شهر أوت المقبل. وفيما يتعلق بموسم الحج لهذه السنة، دعا بوضياف مدراء الصحة إلى إعطاء تعليمات لأعضاء البعثة الطبية للسهر على تنفيذ كافة التوصيات الكفيلة بتسهيل المراقبة الطبية للحجاج الميامين، مشددا على الأخذ بعين الإعتبار كل الاختلالات المسجلة في المراقبة الطبية للموسم السابق. وبخصوص الأمومة، أشار الوزير إلى موسم الصيف، الذي تبلغ فيه عدد الولادات السنوية ذروتها، مستعرضا الترتيبات اللازمة لضمان عدد الأسرة وتسيير عطل الموظفين العاملين بمصالح الولادات مع تسيير بنك الدم علما أن نزيف الولادة يأتي في مقدمة الأسباب المؤدية إلى وفاة الأمهات الحوامل. وأكد المسؤول الأول عن القطاع، أنه سيتم في إطار الإستراتيجية الوطنية للتقليص السريع من وفاة الأمومة والطفولة، الإعلان عن البرنامج الوطني لما بعد الولادة للتخفيض من نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة على مستوى كافة المصالح والوحدات المعنية مع وضع هيئة تنسيقية على مستوى كل ولاية. وفيما يخص العطل، شدد ذات المسؤول على ضمان استمرارية الخدمات الصحية على مستوى كافة المصالح الاستشفائية أثناء العطلة السنوية التي تتزامن مع موسم الصيف، مؤكدا بأن إغلاق بعض المصالح الطبية ليس له مبرر علمي، داعيا إلى عدم تأجيل إجراء العمليات الجراحية بحجة فصل الحر. أما بالنسبة للمناوبات والاستعجالات في العديد من المؤسسات والولايات، جدد الوزير حرصه على احترام الحجم الساعي للعمل الخاص بتنظيم المناوبة والحضور الفعلي للموظفين المسجلين على قائمة العمل والحد من تقديم شهادات طبية بغية إعفاء هؤلاء من المناوبة. وذكر بالمناسبة، بالإجراءات التي قامت بها الوزارة بعد عملية التفتيش الواسعة التي أثبتت نتائجها معاناة القطاع على الخصوص من مشاكل تنظيمية وتسييرية، معلنا عن التخلص نهائيا من هذين المشكلتين بعد تطبيق القانون الجديد للصحة الذي يحدد ورقة طريق عصرية لتنظيم المنظومة. كما أشار في سياق آخر، إلى النتائج المحققة في مجالات توفير الأدوية للمواطن وتحسين التغطية الصحية المتخصصة، بفضل الأولوية التي منحت لولايات الجنوب والهضاب العليا فيما يخص تعيين وإرسال المختصين إلى هذه المناطق. وفيما يتعلق بتحسين التكفل بالمصابين بالسرطان، بفضل تطبيق المخطط الوطني الخاص بهذا الداء وفتح مراكز جديدة ومصالح ووحدات متخصصة في هذا المجال ساهمت في التخفيف من معاناة تنقل المرضى إلى المراكز الكبرى، كشف الوزير عن إنتقال عدد مسرعات العلاج بالأشعة من 7 مسرعات خلال سنة 2013 إلى 22 مسرعا خلال هذه السنة. وفيما يخص تثمين وترقية الموارد البشرية، قال السيد بوضياف إن القطاع شهد قفزة نوعية غير مسبوقة بعد تنظيم مسابقات وامتحانات على نطاق واسع سمحت بتقليص التأخر المسجل في مجال تسيير المسار المهني لموظفي الصحة، مشيرا إلى إعادة بعث التكوين للسلك شبه الطبي الذي توقف لعدة سنوات وتسبب في نقص فادح في هذا المجال. كما تطرق من جهة أخرى، إلى المشاريع ذات الأولوية التي فتحتها الوزارة ويتعلق الأمر على الخصوص بتحسين استقبال والتكفل بالمرضى وإضفاء الصبغة الإنسانية عليها في المستشفيات، ناهيك عن الإهتمام بالنظافة الصحية. وذكر من جانب آخر، بالنتائج المحققة في مجالات الفحوصات المتخصصة وتنظيمها خارج المؤسسات الاستشفائية بهدف تخفيف الضغط عليها ناهيك عن تحسين العلاج والاستشفاء المنزلي ووضع مخطط تسيير للمؤسسات الصحية والتنمية البشرية والموارد المالية، مع إرساء شراكة حقيقية مع الشركاء الاجتماعيين التي مكنت، حسب الوزير، من تحقيق استقرار القطاع وتآزر مختلف الفاعلين في الميدان. وأشار في هذا السياق، إلى الشروع في التطبيق الفعلي في استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالقطاع وإطلاق عملية التكوين والعلاج عن بعد وتسيير مسار المريض وتشجيع الصناعة الصيدلانية والاتصال الجواري، وفتح القطاع أمام مختلف وسائل الإعلام لمرافقته ودعم التغيير.