أكد وزير العدل التركي بكير بوزداغ، الثلاثاء 19 يوليو/تموز، اعتقال الطيارين التركيين اللذين أسقطا القاذفة الروسية، على خلفية مشاركتهما في محاولة الانقلاب الفاشلة في البلاد. يأتي ذلك بعد تضارب تصريحات المسؤولين الأتراك حول مصير هذين الطيارين.إذ نقلت وكالة بلومبيرغ ، في وقت سابق من يوم أمس، عن مسؤول تركي رفيع المستوى قوله إن السلطات التركية احتجزت الطيارين اللذين أسقطا قاذفة سو-24 الروسية في أجواء سوريا العام الماضي.ونقلت الوكالة عن مسؤول تركي لم تكشف اسمه قوله: تم إلقاء القبض على الطيارين التركيين اللذين أسقطا طائرة سو24 الروسية في أجواء سوريا .في حين كان عمدة أنقرة، مليك غيكتشيك، قد أعلن في وقت سابق عن مقتل الطيار التركي الذي أسقط القاذفة سو-24 الروسية فوق سوريا، مؤكدا مشاركة هذا الطيار في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة على السلطة.وقال غيكتشيك، في تصريح للتلفزيون التركي، السبت 16 يوليو/تموز، إن الطيار القتيل كان عضوا في حركة الخدمة (المعروفة أيضا باسم حركة غولن)، التي يتزعمها المعارض التركي فتح الله غولن المتهم من قبل السلطات التركية بالوقوف وراء محاولة الاستيلاء على السلطة في تركيا ليلة الجمعة 15 يوليو/تموز على السبت 16 يوليو/تموز.وتداولت وسائل إعلام تركية حينها معلومات عن أن الطيار القتيل كان يقود المروحية التي أطلقت النار على مقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة وأسقطت في أجواء المدينة من قبل القوات الحكومية الموالية لأردوغان.يذكر أن قاذفة سو-24 الروسية أسقطت في سوريا، صباح 24 نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، نتيجة لاستهدافها بصاروخ جو - جو من قبل طائرة حربية تركية فوق الأراضي السورية على بعد 4 كيلومترات من الحدود مع تركيا.وأدى هذا الحادث إلى مقتل قائد الطائرة الروسية، أوليغ بيشكوف، جراء إطلاق مسلحين تركمان سوريين النار عليه في أثناء هبوطه بالمظلة، فيما تمكنت القوات الروسية بالتعاون مع الوحدات السورية من إنقاذ الطيار الثاني.وأدعت أنقرة أن الطائرة الروسية اخترقت خلال تحليقها مجال تركيا الجوي، فيما تقول وزارة الدفاع الروسية إن القاذفة لم تخرج من أجواء سوريا، الأمر الذي تؤكده معطيات نظام الدفاع الجوي السوري.ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الحادث، الذي أدى إلى تدهور غير مسبوق للعلاقات بين موسكووأنقرة، بأنه طعنة في الظهر من أعوان الإرهاب.وبقيت العلاقات متدهورة إلى أن قام أردوغان بتقديم رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعتذر فيها عن إسقاط القاذفة الروسية، وبعدها أمر بوتين، نهاية الشهر الماضي، بتطبيع العلاقات مع تركيا، وتلا ذلك اتصال هاتفي بينهما.