صرح وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي بوهران، أن دائرته الوزارية ستعمل على مراجعة منظومة السينما الجزائرية، داعيا الى جعل الثقافة والفنون، على غرار السينما، سلاحا ناعما للرد على من يتهمون الأمة العربية بالتحجر والتطرف. وذكر ميهوبي، خلال كلمة ألقاها بمناسبة إشرافه على افتتاح الطبعة التاسعة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، أنه ينبغي إعادة تهيئة البنية التحتية للسينما الجزائرية وسنعمل على مراجعة منظومتها. وأضاف في هذا الصدد أنه ما جدوى أن يتم التركيز على دعم تمويل إنتاج الأفلام، في الوقت الذي ينقصنا فيه قاعات العرض السينمائي التي حول بعضها الى غير مهامها الفعلية ، مبرزا أنه سيتم تطبيع العلاقة مجددا ما بين السينما والجمهور، من خلال إعادة تنظيم بيت السينما الجزائرية. كما سنقوم بدعم كل ما يمكنه جعل الفن السابع قيمة مضافة في حياتنا الثقافية سواء على المستوى الوطني وكذا على الصعيد العربي والمتوسطي والعالمي أيضا ، يضيف ميهوبي. وتطرق بالمناسبة، الى أمجاد تاريخ السينما الجزائرية لدى حديثه عن الفيلم الجزائري معركة الجزائر ، الذي حظي بالاحتفاء والتكريم الخاص في إطار افتتاح الطبعة التاسعة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، بحضور أحد صانعيه المجاهد ياسف سعدي، مبرزا أن هذا الفيلم الملحمي يعد أيقونة السينما الجزائرية والعربية. كما تناول الوزير أيضا المكاسب التي حققتها الجزائر في تطوير الفعل الثقافي، لاسيما على ضوء الاستقرار والطمأنينة التي تعرفها البلاد منذ أكثر من عشرية والتي تميزت أيضا بالتنمية، موضحا أن الجزائر دفعت فاتورة الاستقرار والأمان غاليا. الثقافة سلاح ناعم للرد على من يتهمون الأمة العربية بالتحجر والتطرف دعا وزير الثقافة، عزالدين ميهوبي، سهرة الجمعة بوهران، الى جعل الثقافة والفنون، على غرار السينما، سلاحا ناعما للرد على من يتهمون الأمة العربية بالتحجر والتطرف. وذكر الوزير في كلمة ألقاها بمناسبة إشرافه على افتتاح الطبعة التاسعة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، قائلا: هناك من يتهم أمتنا العربية بالتحجر والتطرف وعلينا الرد عليهم بالثقافة والفنون مثل السينما وجعلها سلاحا ناعما، فبالفيلم والمسرحية والكتاب، يكون الرد قويا على أننا مجتمعات مبدعة منتجة متفتحة ، يقول ميهوبي، الذي دعا أيضا الى أن تكون الثقافة والفنون والإبداعات في مواجهة الإرهاب والتخلف والتطرف والطائفية. وأضاف في نفس الصدد أنه بالإبداع الثقافي والفني، يمكننا التعبير عن الهوية والتاريخ وأي شيء آخر ، مبرزا أهمية السينما في تطوير الحضارة وتحقيق آمال الشعوب واصفا إياها ب الكتابة بالضوء . وعرج الوزير نحو وضع الفن السابع العربي، على غرار الجزائري الذي قال عنه إنه بالرغم من أنه ينتظر منه الكثير، فإنه قد حقق أيضا الكثير معربا بالمناسبة عن أمله في النهوض بالأعمال السينمائية المشتركة ما بين المبدعين العرب طالما أن الهم واحد والتحدي كذلك واحد . وأشار في ذات الجانب، الى أن الأمة العربية مطالبة بالإنتصار ثقافيا من خلال تطوير كل الإمكانيات في المجال، لا سيما من خلال تشجيع الإبداع وتوفير المناخ المناسب لذلك. ونوه بالمناسبة، بالحركة الثقافية الجزائرية التي باتت تمد جسور التواصل مع ثقافات العالم، مبرزا أن الجزائر نجحت في التئام المبدعين العرب وإنشاء الفضاءات التي تجمعهم، لاسيما في ظل المآسي التي تعرفها بعض الأقطار العربية. يذكر أن حفل افتتاح مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، الذي جرى بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة ، عرف حضور نخبة من الشخصيات الثقافية وكوكبة من نجوم السينما العربية مثل أحمد بجاوي وأحمد راشدي وفاروق الفيشاوي وداليا مصطفى وأيمن زيدان ويوسف الخال وغيرهم، فضلا عن المجاهد ياسف سعدي، الذي شارك في فيلم معركة الجزائر . فيلم معركة الجزائر .. الرسالة الخالدة وقد أحيا المهرجان هذه السنة الفيلم الخالد معركة الجزائر للمخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو (1966)، الذي يروي كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي من أجل استرجاع السيادة الوطنية، مستمدا قصته من وقائع حقيقية دارت أساسا بحي القصبة بالجزائر العاصمة. وقد جاء التكريم بحضور المجاهد وأحد أبطال معركة الجزائر إبان الثورة التحريرية المجيدة، ياسف سعدي، الذي شارك في الفيلم. وقد عرف هذا العمل، الذي يفضح قمع الاستعمار الفرنسي، مقاطعة من قبل فرنسا التي رفضت عرضه في قاعات السينما، رغم حصوله على عدة جوائز عالمية وعلى رأسها جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية بإيطاليا سنة 1966 وجائزة النقد في مهرجان كان السينمائي بفرنسا في السنة ذاتها، فضلا عن ترشيحه لجائزة أفضل فيلم أجنبي في جوائز الأوسكار في 1967. وقد حقق شهرة كبيرة وصنف من طرف المجلة البريطانية سايت آند صوند ، التي تصدر عن المعهد البريطاني للأفلام من بين أفضل 50 فيلما سينمائيا في العالم الى جانب الكلاسيكات الخالدة للفن السابع. عمر قتلاتو في الذكرى ال40 لإنتاجه كما كرمت الطبعة التاسعة من هذه التظاهرة أيضا طاقم عمل الفيلم الرائع عمر قتلاتو للمخرج الجزائري مرزاق علواش، بعد مرور 40 سنة من إنتاجه بحضور صاحب الدور الرئيسي، عمر، الممثل بوعلام بناني. وينقل الفيلم الذي سجل بصمته في خزانة السينما الجزائرية والعربية واقع الشباب في الجزائر العاصمة في السبعينيات من خلال قصة عمر، وهو شاب جزائري موظف يعيش في شقة تغص بأفراد عائلته متعته في الحياة أن يجمع ويسمع مقطوعات موسيقية عربية وهندية يحتفي بها مع الأصدقاء وتكون بمثابة مصدر إلهامه وحتى أحلامه في الحب والرومانسية. وقد حقق الفيلم نجاحا كبيرا واستقطب جمهورا نظرا لقيمته الفنية وتصويره لواقع المجتمع والشباب في تلك الفترة. بعد 40 سنة.. عودة الابن الضال كما حظي واحد من أروع أفلام المخرج المصري العالمي يوسف شاهين، (1926-2008)، عودة الابن الضال بتكريم خلال سهرة افتتاح مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، حيث تسلمته نيابة عن طاقم الفيلم الفنانة المصرية القديرة، صفية العمري. ويعتبر هذا العمل السينمائي الملحمي، الذي قدم في 1976 وأدى أحد أدواره الممثل الجزائري الراحل سيدي علي كويرات، ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. وتدور أحداثه حول علي الذي ترك عائلته وذهب يحقق أحلامه في مصر، ولكنه وقع فريسة في يد من يستغل أحلامه في مشاريع وهمية فيدخل السجن، وعندما يخرج منه، يجد أخاه طلبة قد أخذ في يده موازين السلطة ويتحكم في عمال المصنع، ولكن علي بعد مروره بهذه التجربة المريرة لا يستطيع تقديم العون لعمال المصنع برغم اعتمادهم عليه ووعوده لهم. وجرى تكريم أيضا المخرج السينمائي الجزائري أحمد راشدي تقديرا وعرفنا لمشواره الثري في عالم الفن السابع يعكس رصيد من الأعمال السينمائية الشهيرة سلطت الضوء أساسا على أحداث وشخصيات تاريخية للثورة التحريرية المظفرة، على غرار الأفيون والعصا و مصطفى بن بولعيد و كريم بلقاسم و العقيد لطفي ، فضلا عن أفلام عديدة أخرى. كما تم تكريم بالمناسبة أيضا رئيس المجلس الشعبي لبلدية وهران نور الدين بوخاتم كشخصية ثقافية من عاصمة غرب البلاد. شكسبير.. ملهم السينما العالمية وتحتفي الطبعة التاسعة من هذه التظاهرة بالذكرى ال400 لرحيل الأديب العالمي والشاعر البريطاني ويليام شكسبير، (1564-1616)، حيث جرى التكريم بحضور مدير المعهد الثقافي البريطاني في الجزائر، مارتن دولتري. وقد ألهم هذا الكاتب السينما العربية والعالمية وما تزال نصوصه تقدم أهم الأفلام إلى عشاق الفن السابع، كما تؤكد موسوعة غنيس للأرقام القياسية، أن الكاتب البريطاني الراحل وليم شيكسبير هو المؤلف الأول للسينما عبر التاريخ. ففي رصيد السينما العالمية أزيد من 410 افلام روائية طويلة وتلفزيونية مقتبسة من أعمال ونصوص هذا الكاتب الأسطورة، بل تتجاوز حدود علاقة الشاشة مع ويليام شيكسبر ذلك الرقم بعشرات المرات، إذا ما تم احتساب جميع الأعمال السينمائية عبر العالم التي تناولت أجزاء من نصوصه. تصريحات شخصيات بمناسبة التكريمات حرصت الشخصيات، التي حظيت بالتكريم سهرة هذا الجمعة في إطار مراسم افتتاح الطبعة التاسعة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، على الحديث للجمهور من أجل التعبير عن آرائها وانطباعاتها حول الحدث، فكانت هذه التصريحات: المجاهد ياسف سعدي والممثل في فيلم معركة الجزائر : يسعدني ذلك الإحساس بمواصلة المسيرة من قبل المبدعين السينمائيين الجزائريين، وسنستمر في نفس المشوار من خلال أعمال أخرى كبيرة، على غرار فيلم عن شهيد المقصلة أحمد زبانة . مدير المعهد الثقافي البريطاني بالجزائر، مارتن دولتري: إن تكريم والاحتفاء بذكرى ال400 للكاتب والمسرحي ويليام شكسبير في إطار مهرجان وهران السينمائي الدولي، لهو دلالة على انفتاح الفن والإبداع الجزائري على الثقافات العالمية، كما أنه شيء جميل وندعو أيضا الى المزيد من الاكتشاف الأدبي لروائع شكسبير التي ألهمت العديد من المبدعين العالميين والذين حولوها بدورهم، الى أعمال فنية رفيعة في مجال السينما والمسرح وغيرهما . الممثل بوعلام بناني، عمر قتلاتو : إنني سعيد باستذكار الفيلم الرائع (عمر قتلاتو) في الذكرى ال40 لإنتاجه، وينتابني الحنين لعودة الزمن الجميل للسينما الجزائرية وللزخم الكبير من القاعات التي تصنع تلك الحركية المميزة من خلال تفاعل الجمهور . الممثلة المصرية صفية العمري، التي تسلمت بالنيابة جائزة تكريم فيلم عودة الابن الضال ليوسف شاهين: أطمح مثلي مثل كل الفنانين والسينمائيين العرب أن يبقى الفن السابع رسالة المحبة والسلام واللغة، التي نعبر منها جميعا على رفضنا لإهدار الدماء والإرهاب والعنف والدمار . الممثل السوري أيمن زيدان، خلال تسلميه جائزة تكريم السينمائي الجزائري أحمد راشدي: نحن مطالبون أن نكون أوفياء للمبدعين الأوائل الذين أوصلونا الى ما نحن عليه الآن، وأن نساهم في تحقيق أحلام الشعوب الطامحة الى حياة أفضل من خلال إبداعاتنا السينمائية، وأنوه بمثل هذه التظاهرات الثقافية التي تدعم الفن العربي وتجعل منه صامدا . الممثل المصري فاروق الفيشاوي، خلال مشاركته في تسليم جوائز المكرمين: أنتهز فرصة هذا الحدث السينمائي العربي والدولي بوهران لأنوه بالسينما العربية التي لا تزال واقفة صامدة، بالرغم من صعوبة التحولات التي تعرفها الأمة وما مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي الذي يحقق نجاحا باهرا كل سنة إلا واحد من الفضاءات المهمة لدعم الإبداع الذي يخدم الوطن العربي، ويعمل على مد جسور التواصل ما بين المبدعين العرب .