افتتح، عشية أول أمس، وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة، فعاليات الطبعة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم العربي، وسط كوكبة من ألمع نجوم السينما العربية والجزائرية قائلا: "إن الأمن والأمان الذي صارت تنعم به الجزائر بعد مرحلة الإرهاب، هو الذي مكّنها من إعادة بعث التنمية والإبداع". ومن هذا المنطلق أكد السيد عز الدين ميهوبي في الكلمة التي ألقاها بمناسبة الافتتاح الرسمي للمهرجان الذي يحمل شعار "الآخر في السينما"، أكد أن الجزائر تعيش في عالم متغير يملك نظرة خاطئة عنا، وبالتالي لا بد علينا من أن نتفاعل مع هذا الواقع ونرد عليه بثقافة الإبداع؛ باعتبارها السلاح الناعم الذي يرد بقوة وبعمق من خلال قراءة تاريخ هذه الأمة التي تملك سلاح الرد والمقاومة بأفلام قوية؛ قصد مواجهة مختلف أنواع الإرهاب والتطرف والطائفية والتخلف. المناسبة اغتنمها وزير الثقافة ليقول أمام نخبة الفنانين العرب والأجانب الذين حضروا إلى وهران، بأن السينما هي الكتابة بالضوء، وهو الأمر الذي يتطلب تقديم أعمال مشتركة تطرح همّا وتحديا واحدا؛ كأن تكون، على سبيل المثال، الفكرة سورية، والنص جزائريا، والتمثيل لنخبة من الفنانين من مختلف الدول العربية؛ لأن الصورة هي التي تغيّر فكرة العالم، ومن ذلك، على سبيل المثال، ما قاله وزير الثقافة عن الخسارة الكبيرة لأمريكا في الحرب الفيتنامية، إلا أنها استطاعت أن تُبرز فيها الدور الإنساني الأمريكي عبر الصور السينمائية الهوليوودية رغم أن الواقع غير ذلك تماما. السيد ميهوبي اغتنم كذلك انطلاق الطبعة التاسعة لمهرجان الفيلم العربي من وهران، ليؤكد أن الجزائر تعمل حاليا على مراجعة السياسة السينمائية في البلد، وذلك من خلال التفكير في إعادة التهيئة الكلية للبنى التحتية، والاهتمام بإنجاز القاعات، والعمل على استعادة القاعات المتوفرة الآن، والتي تم إغلاقها واستغلالها لأمور أخرى؛ لأنه لا جدوى من إنتاج أفلام في ظل انعدام قاعات العرض، مما يجعل – كما قال وزير الثقافة – الاهتمام ينصبّ حاليا على العمل على استعادة القاعات، معترفا بأن هناك جيلا كاملا من الشباب لا يعرفون ماهية قاعات العروض السينمائية. السيد عز الدين ميهوبي أكد أن الجزائر تمتلك الشجاعة الكافية والشفافية الكاملة لنقد الذات بهدف إعادة ترتيب النفس، ليأتي بعد ذلك التفكير في الإنتاج الراقي، خاصة أن الجزائر تمتلك من الكفاءات و المؤهلات، غير أن ذلك لا يجب أن يكون على حساب الأولويات. وعلى هذا الأساس طالب وزير الثقافة الفنانين العرب المشاركين في هذه الطبعة من مهرجان الفيلم العربي، بضرورة اغتنام الفرصة والتعرف على المناخ الثقافي الجزائري، والنهل منه من أجل التفكير في أعمال فنية لاحقة، والسعي إلى ربط المزيد من العلاقات الأخوية و المهنية؛ خدمة للسينما والإبداع الملهم المنتج، الهادف إلى تخطي الواقع الحالي المتسم بالكثير من التشاؤم والسلبية. تكريمات المهرجان الدولي للفيلم العربي الوفاء بالوعد والبقاء على العهد قررت إدارة مهرجان وهران للفيلم العربي بمناسبة الطبعة التاسعة التي تم افتتاحها هذه المرة على مستوى المسرح الجهوي عبد القادر علولة تكريم عدد من الوجوه والأعمال السنيمائية المتميزة على غرار فيلم "معركة الجزائر "، بمناسبة ذكراه الخمسين وفيلم "عمر قتلاتو" بمناسبة ذكراه الأربعين والكاتب العبقري وليام شكسبير بمناسبة الذكرى ال400 لرحيله. ياسف سعدي لم يتحكم في دموعه فبالنسبة لفيلم معركة الجزائر تم تكريم المجاهد الكبير ياسف سعدي الذي لم يتمكن من التعبير على سعادته من شدة وقوة التأثير وهو الذي قال بعدها بأنه يحضر للكثير من المفاجآت لعالم السنيما من خلال الاتفاق مع مجموعة من المخرجين الجزائريين لكتابة حقيقية لعدد من فصول الثورة التحريرية المباركة بناني يتمنى عودة قوية للعروض السنيمائية. من جهته، لم يخف الممثل بوعلام بناني الذي مثل دور "عمر" في فيلم "عمر قتلاتو" أسفه من الوضعية الكارثية التي أصبحت تعيشها قاعات العروض السنيمائية مستغربا المستوى المتدهور الذي وصلت إليه بعض القاعات واختفاء بعضها الآخر رغم المجهودات الكبيرة التي تبذلها الدولة ولا أدل على ذلك – كما قال – من تدشين دار الأوبرا قبل يومين من انطلاق فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران غير أن ذلك يبقى غير كاف إذا لم تتم استعادة مختلف القاعات لمهمتها، مذكرا بأنه إبان الاستقلال كان بالجزائر العاصمة وحدها أكثر من 400 قاعة عرض ليتقلص العدد الآن إلى أقل من 20 قاعة. مدير المركز الثقافي البريطاني يلقي كلمة بالعربية الآمر الذي فاجأ الجمهور الذي حضر فعاليات الافتتاح الرسمي للمهرجان الدولي للفيلم العربي هو اجتهاد مدير المركز الثقافي البريطاني في إلقاء كلمة باللغة العربية أثناء تكريم الكاتب وليام شكسبير معربا عن شكره وامتنانه لإدارة المهرجان عن اختيار الكاتب العملاق والمسرحي الفذ وليام شكسبير، مؤكدا دعمه للعمل والتواصل من خلال الفعل الثقافي وتدعيم كل الجهود المبذولة في هذا المجال ولا أدل على ذلك من وجود ثلاث مخرجين تنقلوا من بريطانيا على حسابهم الخاص من أجل وضع تجربتهم وخبرتهم في مجال الإخراج والعمل السنيمائي أمام المهتمين بالعمل السنيمائي من الجزائريين مداعبة الوزير لمدير المركز الثقافي البريطاني مباشرة بعد انتهاء مدير المركز البريطاني من إلقاء كلمته التي أدخلت الكثير من الفرح على الحاضرين وتكريم الكاتب العالمي وليام شكسبير، قال وزير الثقافة، السيد عز الدين ميهوبي، لمدير المركز البريطاني إن تكريم المهرجان لشكسبير لم تكن لأنه بريطاني بل لأنه عربي ودليل ذلك ان اسمه "الشيخ الزبير" وهو الأمر الذي أضاف نكهة خاصة على حفل الافتتاح. تكريم فيلم "عودة الابن الضال " وفي آخر حلقات التكريم تم تكريم العمل السنيمائي المشترك الجزائري / المصري في فيلم "عودة الابن الضال" لمخرجه العالمي الكبير يوسف شاهين وبطولة سيدي علي كويرات وسيناريو الجزائري الآخر بلوفة والذي استلمت فيه التكريم الفنانة القديرة صفية العمري بمعية الفنان فاروق الفيشاوي من طرف وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي أصداء من المهرجان - وجد مدير المركز الثقافي البريطاني بالجزائر، السيد مارتن دورتلي، صعوبة في إلقاء كلمته خلال سهرة افتتاح الطبعة التاسعة لمهرجان الفيلم العربي بوهران، أول امس، وتكريم ضيف شرف المهرجان "الأديب العالمي وليام شكسبير " بمناسبة مرور 400 سنة على وفاته " ومع ذلك أصر السيد مارتن دورتلي على إتمامها بتشجيع من الجمهور الذي كان يصفق له كلما تعثر في الكلام. - الممثل الكوميدي رميمز يطالب بأكل العرجون في حياته عبر الممثل الكوميدي فوزي المعروف برميمز عن سعادته باستضافته شرفيا في مهرجان وهران للفيلم العربي، متمنيا أن تكون العروض السينمائية المشاركة في مستوى الفرجة والمتعة، مطالبا بالروحه الخفيفة التي عاهدناه عليها بأكل عرجون التمر وهو حيا بدل من تعليقه على قبره بعد موته. الممثل الكوميدي زوبير بالحر. - عبر الممثل الكوميدي زوبير بالحر عن فخره واعتزازه بهذا الحدث السينمائي الكبير الذي تحتضنه مدينته وهران، ومن خلاله انفتحت على العالم كعاصمة للسينما ،فيما وعد جمهوره بالمشاركة في الطبعة المقبلة بإنتاج سينمائي جديد . -الكوميدي مصطفى غير هاك. التكريم في تاج على رأسي ثمن بطل الفرقة الفكاهية ثلاثي بلاحدود الممثل مصطفي هيمون او كما يعرف في الوسط الفني ب«مصطفى غير هاك "التكريم الذي حضي به خلال هذه الطبعة من مهرجان الفيلم العربي التي اعتبرها تكريما للكوميديا بوهرانوالجزائرية، في التفاتة جاءت متأخرة حسبه لكنه اعتبرها ثمرة سنوات طويلة من العطاء قدمتها فرقة بلاحدود استطاعت أن تضحك الجزائريين خلال فترة عصيبة مرت بها البلاد، قائلا "الآن فقط اعتبر نفسي إنني قدمت للفن الكوميدي بالجزائر، ويكفني فخرا أنني كرمت من بلدي في مديني وهران وبموعد سينمائي مثل هذا . الممثل فاروق الفيشاوي: الجزائر بلدي الأول وكل بلدان العرب أوطاني عبر الفنان المصري فاروق الفيشاوي بكل تواضع ومحبة عن سعادته الغامرة بالزيارته الأولى إلى الجزائر، شاكرا محافظة مهرجان وهران للفيلم العربي على الدعوة التي لباها إيمانا منه بأهمية تواجده في هذا العرس العربي وهو أحد صناع السينما العربية بأعمال خالدة رصعت اسمه بالذهب في سجل الفن السابع. وأكد الفيشاوي، أنه تأخر في زيارة الجزائر لظروف خاصة حالت دون تحقيق الحلم قائلا "زيارتي لبلدي الحبيب الجزائر جاءت متأخرة، لكن طالما تمنيت زيارة هذا البلد الجميل للأسف ظروفي حالت دون ذلك ولكن أعدكم بأنها لن تكون الزيارة الأخيرة وسأحرص على مشاركة أفراحكم السينمائية مستقبلا". الممثل سامي ناصري: مشاركتي حلم تحقق في هذه الطبعة عبر الممثل الفرانكو جزائري سامي ناصري، في تصريح لجريدة المساء عن سعادته بتواجده بهذا الحدث السينمائي العربي الهام الذي تحتضنه مدينة وهران التى يزورها لأول مرة، شاكرا في ذات السياق محافظة المهرجان التى حققت له حلمه في الحضور والمشاركة به بعدما سمع عنه من زملائه الفنانين الذي سبقوه في المشاركة به. وأكد كذلك أن المهرجانات السينمائية فرصة لايجب تفويتها للاحتكاك وتبادل الخبرات بين صناع السينما لاسيما في العالم العربي من أجل خلق الإبداع السينمائي المطلوب للمضي قدما في عالم خاص جدا يحتاج إلى المتابعة المستمرة لكل ما هو جديد . وأضاف الممثل سامي الجزائري أن"الأهم بالنسبة لي هو أن المهرجان الدولي للفيلم العربي سيسمح لنا بلقاء سينمائيين جزائريين وعرب وأجانب".