تحولت أحواض السباحة في العديد من المناطق، على غرار ولاية تبسة، إلى مفرغات عمومية، في حين يتوجه شباب ومراهقين وحتى أطفال إلى المستنقعات والبرك المائية من أجل العوم، معرضين أنفسهم لشتى المخاطر التي تصل إلى حد الموت. شباب عاصمة الولاية أوفر حظا من شباب بقية البلديات الأخرى، لتوفرها على مسبح نصف أولمبي، وفتح المسبح القديم بوسط المدينة يمتصان الفراغ والروتين ووطأة الحر الذي يميز المنطقة، في حين تبقى أيام وليالي الصيف في المناطق الأخرى بولاية تبسة متشابهة تتقاطع مع واقع صعب مثقل بالملل والهموم التي يجترها الشباب والمراهقون، البطالون أو المستفيدون من عطل، في فضاء باهت منعدم الألوان ووسائل الترفيه والتسلية، فلا مرافق ولا نواد أو دور شباب بإمكانها أن تصنع البديل لدى هذه الفئة، التي تقضي نهارها في الغالب، تحت ظلال الأشجار على قلتها، والمقاهي التي تتناسل يوما بعد يوم. ويلجأ الكثيرون منهم إلى أحواض السقي ومياه الأودية والبرك الراكدة للسباحة والاستجمام، رغم ما تحمله هذه المغامرات من أخطار على حياة أصحابها. ولعل الجميع يذكر المآسي التي سببتها السباحة في سد وادي ملاق بالونزة وسد بكارية والمجمعات المائية في الكويف والعقلة، التي تلتهم كل سنة أكثر من ضحية، جلهم أطفال أبرياء ، في وقت يلجأ بعض الشباب من البلديات الأخرى إلى شد الرحال إلى الشواطئ، رغم المتاعب والمشاق التي تصاحب هذه الرحلة الاستجمامية، وخطر الغرق الذي يتربص بهم إذا ما غاصت أرجلهم في مياه البحر، لكون بعضهم لا يحسن فن العوم، كما حدث مؤخرا لشاب من بلدية الكويف الذي قضى نحبه بشاطئ القالة وعاد إلى أهله في صندوق جثة هامدة. يحدث هذا في وقت تحولت فيه أحواض السباحة في البلديات التي استفادت من مسابح ، بسبب الإهمال والتسيب، إلى مفرغات عمومية وهو ما أكده العديد من سكان المنطقة ، حيث تساءل بعض الشباب ممن التقينا بهم، عن سبب كل هذا الإهمال الذي طال المسبحين، في حين أن هذا النوع من الأحواض لا يكلف شيئا ويمكن استرجاع نشاطها بالتطوع، حتى تكون متنفسا لأبناء الشريعة. ويناشد شباب المدينة والي الولاية بالتدخل لتهيئة مسبح، على الأقل، حتى لا يظل مهملا. بالمقابل، يتساءل سكان بلدية بئر العاتر عن أسباب حرمانهم من حقهم في مسبح، رغم أنها من بين البلديات التي استفادت منذ سنوات بمشروع مسبح، لكن ظل على الورق فقط، الأمر الذي دفع بشاب الجهة إلى التنقل إلى بلدية نقرين على بعد 60 كلم للسباحة في مسبحها الذي يعود إنجازه لعقود من الزمن، في حين يفضل البعض الآخر اللجوء إلى الأحواض المائية على قلتها، لمواجهة حرارة الجو الشديدة.