تحولت بعض الأعراس من مصدر للبهجة والفرح، إلى مسبب للأمراض والآلام، حيث تكثر التسمّمات الغذائية، التي تهدد صحة المواطنين، خاصة في هذه اللّقاءات، والتجمعات العائلية الكبرى، التي تُطبخ فيها كميات معتبرة من الطعام، يصعب على أصحاب العرس التحكم في طريقة حفظها وطهيها. إضافة إلى غفلتهم عن إحترام معايير النظافة الضرورية، ممّا جعل بحوالي60 بالمائة من التسمّمات الغذائية، تحدث في الأعراس والولائم. و هو ما أكده البعض من المختصين ل السياسي . غواطنون يتحاشون وليمة العشاء لتفادي التسمّمات شهدت العديد من الأعراس والولائم ، خلال هذه السنة، عددا معتبرا من التسمّمات الغذائية الفردية والجماعية، ما دفع بالكثير من المواطنين تفادي حضور وليمة العشاء، أو الغداء الخاصة بالعرس، تخوفا من الإصابة بتسمم غذائي، خاصة بعد تفشي هذه الظاهرة بصورة رهيبة في السنوات الأخيرة، مكتفين بحضور اليوم، الذي تحضر فيه العروس و شرب القهوة فقط، وهذا ما أكدته لنا جميلة. ب، حيث قالت: أنها مؤخرا دعيت إلى عرس جارتها، إلا أنها إعتذرت لها عن الحضور ليلة العشاء بدعوى أنها مريضة، على الرغم من أنها لم تكن كذلك، إلا أنها تخوّفت من الأكل خاصة، وأن جارتها أخبرتها قبل العرس، أنها قد إقتنت كميات من اللحم المجمد من المحل المجاور لهم في الحي، وقالت خالتي جميلة ، أنها في يوم الغد أخذت هدية وقصدت بيت جارتها وقدمت التبريكات لها وللعروس. وفي ذات السياق تضيف كريمة أنها تعرضت لتسمّم غذائي حاد بعد تناولها لطبق المثوم بإحدى الأعراس وتضيف المتحدثة، أنها أفرطت في تناول هذا الأخير وهو ما عرضها للتسمّم وعلاج طويل الأمد بعد ذلك، ونظرا لإعتماد اللّحوم البيضاء والحمراء، واللحم المفروم، في إعداد الوجبات بالأعراس فيعتبر الأمر خطيرا. إن لم يتقيد الطهاة بالشروط اللاّزمة لحفظ هذه المواد جيدا وترجع أغلب حالات التسمّم إلى تلف المواد التي تحضر بها الأطعمة والتي هي معروفة، أنها سريعة التلف، وذلك بسبب إرتفاع درجات الحرارة الكبير، إذا تطلّعنا هاجر في هذا الصدد أنها تعرضت لحالة تسمّم، أثناء حضورها حفل زفاف، لتضيف المتحدثة أنها تبينت بعد معاينة الطبيب لها، أن الحالة ترجع لتناولها لحما فاسدا، والذي تم به إعداد العشاء. الظاهرة تطال حتى قاعات الأفراح و يمتد أمر الإصابة بالتسمّم الغذائي إلى قاعات الأفراح، التي توفر خدمة إعداد وجبات العشاء، حيث أن أصحاب العرس يعتمدون على الطهاة ، في إعداد الأطعمة ما يجعلهم يغفلون عن أمور عدة أثناء، قيام الطهاة بإعداد الأطعمة على غرار الإلتزام بشروط النظافة وحفظ المواد التي تحضر بها الأطعمة، والتحضير بطرق عشوائية وإستعمال أواني متسخة. لتطلعنا زكية في هذا الصدد، أن أشخاصا أصيبوا بحالات تسمّم غذائي خلال حفل زفاف إبنها لتضيف، أنها إعتمدت على طهاة في إعداد الوجبات، وأنهم لم يلتزموا بشروط تبريد اللحم وحفظه جيدا، ممّا أصاب الضيوف بحالات تسمّم خطيرة. وتضيف نصيرة في السياق ذاته، أن إعتمادها على طهاة في إعداد الوجبات عرض العديد من الأشخاص للتسمم الغذائي. لتضيف المتحدثة، أنها إكتشفت بأن الطهاة لم يلتزموا بالنظافة وإستعملوا أواني غير نظيفة ساهمت في إصابة الضيوف بالتسمم الغذائي. ولا يقتصر الأمر على إصابة الأشخاص بالتسمّم فقط من وراء الوجبات الأساسية، ليمتد إلى الحلويات والمشروبات، والتي لها فاعلية كبيرة في إصابة الأشخاص بالتسمّم و خاصة للأشخاص الذين يتناولونها بشراهة كبيرة، ويفرطون في ذلك. وليطلعنا رشيد في هذا الصدد: أنه أصيب بحالة تسمم حاد من وراء تناوله المشروبات الغازية التي وزعت بأحد الأعراس، ليضيف المتحدث، أن ذلك ألزمه علاجا طويلا، ولا يقتصر الأمر على الأشخاص الراشدين فقط، في الإصابة بالتسمّم الغذائي لتمتد لفئة الأطفال والذين تسهل إصابتهم بالتسمّم لبنية أجسامهم الضعيفة، والذين يحبذون عادة تناول كل ماهو حلو على غرار الفواكه، والمشروبات، والحلويات، و كما تطلعنا نجاة في هذا الصدد، أن طفلها تعرض لآلام حادة في بطنه أثناء حفل زفاف، ليتبين بعد ذلك، أنه تسمّم جراء تناوله الحلويات والمشروبات بإفراط. لتضيف المتحدثة، أنها بعد تحقيقها في الأمر، تبين أن الحلويات التي وزعت بالزفاف صنعت منذ مدة طويلة. وهي: مدة كافية لتصيبها بالتلف وإصابة الأشخاص بالتسمّم. زبدي: هذه هي أسباب التسممّات الغذائية بالأعراس في ظل إنتشار الظاهرة على نطاق واسع بالأعراس، أكد مصطفى زبدي رئيس منظمة حماية المستهلك في إتصال ل السياسي أن سبب التسمّم الغذائي، الذي يحصل بالأعراس والمناسبات سببه غياب أدنى شروط النظافة، حيث يستعمل الطهاة أواني غير نظيفة، ممّا يساهم في تجمع البكتيريا والجراثيم المسببة للتسمّم الغذائي ، وكذلك الكمية الكبيرة التي تطهى من أطعمة ما يدفع الطاهي للإنتهاء فورا والتخلص من طهيها سريعا، ما يجعله يتغاضى عن جانب النظافة، ومن جهة أخرى، فإن المواد التي تستعمل في إعداد الوجبات فهي مواد سريعة التلف على غرار الدواجن واللّحوم إذ لا يتم حفظها وتبريدها جيدا.