شرعت الصين، أمس، في تشغيل أكبر تلسكوب لاسلكي في العالم، يطلق عليه اسم التلسكوب فاست ، الذي من شأنه أن يمكّن العلماء من البحث عن أي علامات للحياة خارج المجرة ودراسة واستكشاف نشأة الكون. ويقع التلسكوب فاست في مقاطعة قويتشو، في جنوب غرب الصين ويبلغ قطر عدسته الكروية خمسمائة متر، أي أن مساحة منطقة استقباله تبلغ مساحة 30 ملعبا لكرة القدم. وكانت الصين قد أكملت مطلع شهر جويلية الماضى وضع آخر اللوحات العاكسة لعدسة التلسكوب والتي بلغ عددها 4,450 لوحة، كما أجّلت السلطات المحلية في قويتشو أكثر من تسعة آلاف شخص من سكان المنطقة الذين كانوا يسكنون ضمن مسافة خمسة كيلومترات من الفتحة الكروية للتلسكوب كجزء من إجراءات الحماية الخاصة بالمشروع وبهدف خلق بيئة مؤاتية للموجات الكهرومغناطيسية الخاصة به. ويعتقد الخبراء أن فاست سيحافظ على مكانته كواحد من أكثر المعدات تطورا في العالم في العشرين إلى الثلاثين عاما المقبلة، مؤكدين أن البشرية ستتقدم في معرفة الفضاء بعد اكتمال بنائه وتشغيله. ويترأس مشروع فاست المرصد الفلكي الوطني التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، بمشاركة أكثر من مائة من العلماء الذين ينتمون لأكثر من 20 جامعة ومعهدا في الصين. وقد بدأ بناء المشروع رسميا في مارس عام 2011 وكلف نحو 1.2 مليار يوان، (180 مليون دولار أمريكي).