اعتبر رئيس مصلحة طب الأمراض العقلية للأطفال بمستشفى الأمراض العقلية دريد حسين بالجزائر العاصمة، أمس الأول، بوهران، بأن الجرائم التي ارتكبتها بقسنطينة وتيبازة، مؤخرا، أمهات في حق فلذات أكبادهن، مرتبطة باضطرابات نفسية تظهر أثناء الحمل أو الولادة. ولدى سؤاله حول المآسي الأخيرة، وصف البروفيسور ولد طالب محمود، بأن هذه الجرائم بقتل للأطفال، وهي مرتبطة باضطرابات نفسية تطرأ أثناء الحمل أو الولادة والتي لم يتم علاجها في الوقت المناسب. إنها أمراض تتطور، مع الأسف، على مدار سنوات. وهن نساء لم يتلقين العلاج النفسي اللازم في الوقت المناسب، لذا تتدهور صحتهن العقلية. وتصبح تعاني من انفصام الشخصية والذهاني والإحباط الشديد. كما تتعرض حتى الى مضاعفات مع محاولات للانتحار سواء فردية أو مع آخرين ، كما أوضح هذا الأخصائي، على هامش المؤتمر الدولي الثاني لطب الأمراض العقلية الجامعي. ويرى المتحدث، بأن الوقاية الوحيدة ضد مضاعفات الاضطرابات النفسية تكمن في الحصول على العلاج. كل امرأة تواجه صعوبات نفسية يجب أن تحظى بالعلاج أي تكفل جيد بصحتها العقلية في أسرع الآجال الممكنة، كما أوضح، مما يعكس أهمية مضاعفة المستشفيات المختصة في الأمراض العقلية والفحوصات المتخصصة. ويتعين أن تصبح الصحة أولوية، وفق ذات الأخصائي. وحسب البروفيسور رتيبة عز الدين، رئيسة مصلحة الاستعجالات للأمراض العقلية بالمركز الاستشفائي الجامعي لوهران، فإن الاضطرابات العقلية تعد مرض مثل غيرها من الأمراض يتطلب بالضرورة علاج وتكفل موات. وأشارت الى أنه في سياق الإنفعال الشديد والأوهام، انتقلت النساء إلى الفعل ووضعت حدا لحياتهن وحياة أبنائهن. لقد كانت مريضات من قبل ولكن أقاربهن لم يدركوا خطورة حالتهن العقلية. وأبرزت الأخصائية أنه في غياب العلاج والتكفل، يمكن للنتائج أن تكون كارثية مثلما حدث بقسنطينة والحجوط بولاية تيبازة، الأمر الذي يقتضي اللجوء الى طبيب في الأمراض العقلية. ويبقى الفحص في طب الأمراض العقلية، مع الأسف، طابوها لا سيما حينما يتعلق الأمر بالنساء، كما ذكرت. ومن جهته، أشار البروفيسور، محند طيب بن عثمان، رئيس مصلحة طب الأمراض العقلية بالمركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا ، أنه حينما تكون المرأة عرضة لعدة مشاكل اجتماعية واقتصادية وعائلية وعاطفية في آن واحد، يمكن أن ترتكب جرائم فظيعة كتلك التي وقعت في قسنطينة وتيبازة.نسمي هذه الوضعية بالانتحار الغيري، لأن المرأة تقرر وضع حد لحياتها مع أطفالها، وفق ذات المصدر. وعرف هذا المؤتمر المنتظم تحت شعار السلوكات الإدمانية ، مشاركة أخصائيين جزائريون وأجانب قجموا من فرنسا والمغرب وتونس. وقد تناول العديد من المواضيع مثل الإدمان والصحة العقلية وانفصام الشخصية والسلوك الإدماني والسلوكات الإدمانية بدون مخدرات.. وغيرها.