تسجل الجزائر سنويا أكثر من ثلاثة آلاف حالة محاولة انتحار عند الأطفال والمراهقين بسبب الأمراض العقلية والعصبية التي تنخر هذه الفئة الجد حساسة من المجتمع لذا وجب اهتمام السلطات الوطنية التي تتكفل بالصحة باختصاص الأمراض العقلية لدى الأطفال وبناء مستشفيات متخصصة في الصحة العقلية للأطفال أو على الأقل فتح مصالح للتكفل بهذه الفئة على مستوى مصالح طب الأطفال بالمستشفيات، هذا ما أكده البروفيسور ولد طالب محمود رئيس مصلحة الطب العقلي للأطفال بمستشفى دريد حسين بالقبة على هامش اليوم الدراسي المنظم يوم الخميس الماضي بقاعة المحاضرات لمديرية النشاطات البيداغوجية للمركز الاستشفائي الجامعي سعادنة عبد النور بسطيف ومن جهة أخرى أكد ذات البروفيسور أن هذا الاختصاص يبقى مقتصرا على الجزائر العاصمة إذ كثيرا ما يضطر الأولياء إلى اصطحاب أبنائهم إلى هذه المصلحة قاطعين مئات الكيلومترات في بعض الأحيان وهو ما ينعكس سلبا على صحة الأطفال كما دعا الوزارة إلى ضرورة التكفل الفعلي بهذا الملف ودراسة إمكانية تكوين أطباء متخصصين في هذا المجال من أجل تأطير المصالح والمستفيدين وتكفل أحسن بالمرضى كما أبدى استعداده لتقديم كل ما يمكن تقديمه في هذا المجال وأشار البروفيسور إلى مشكل وصف الأدوية الخاصة بالأمراض العقلية والعصبية. كما تطرق إلى مرض التوحد أو ما يسمى بذهال الأطفال (Autisme) والذي يعرف انتشارا كبيرا دون القدرة على علاجه و التكفل به من طرف الأطباء إذ تعد الجزائر على حسب البروفيسور أزيد من 60 ألف طفل أي بمعدل طفل متوحد لكل 300 ولادة وذكر البروفيسور بعملية تكوين 150 مختصا بقسنطينة غير أن العملية لم تستكمل ليحذر في الأخير من عدم إدماج مصالح الصحة العقلية للأطفال داخل مستشفيات الطب العقلي للكبار وجدير بالذكر أن الدكتور مراد رئيس مصلحة النشاطات الصحية والطب العقلي أكد أن هذه العملية تدخل في إطار التكوين المتواصل للأطباء الخواص والعاملين في القطاع العمومي كما تم التطرق خلال هذا اليوم الدراسي إلى العديد من المواضيع الهامة التي تهم صحة الأطفال العقلية على غرار التكفل بالأطفال والمراهقين المدمنين، انفصام الشخصية، الكشف عن التأخر العقلي والتكفل به الانهيار العصبي التكفل بالأطفال المعاقين حركيا ذوي المصدر العصبي وعلم نفس الأطفال في المستشفى وغيرها.