- مختصون: التأخر في التطعيم الأول يؤدي إلى مخاطر كبيرة على الأطفال أكدت تقارير ميدانية امتناع العديد من الأولياء عن تلقيح أبنائهم في المؤسسات الاستشفائية عبر القطر الوطني، بفعل توجسهم من لقاح بانتافالو الجديد الذي يشتبه في تسبّبه في وفات أكثر من 4 رضع خلال الأسابيع الأخيرة. ورغم سحب مصالح الوزير بوضياف لهذا اللقاح من كل مراكز الصحة عبر التراب الوطني، إلا أن هذا الإجراء لم يثن هؤلاء عن الانتظار ريثما تهدأ الموجة بفعل ما سماه البعض فقدان الثقة بين المواطن ومسؤولي قطاع الصحة، هذا الواقع يحذر منه مختصون في طب الأطفال حيث أن التأخر في التطعيم الاول قد يؤدي إلى تدهور صحة الرضيع. عبر العديد من الأولياء عن استيائهم من استمرار وجود اللقاح، الذي أدى إلى وفاة رضيعين يبلغان شهرين من العمر بعيادة خاصة بالرويبة بضواحي العاصمة بعد تلقيهما لقاح بانتافالو . وطالب هؤلاء بالتحقيق في نوعية هذا اللقاح الذي وصف بالمميت، وأبقت اللجنة الوطنية لخبراء التلقيح على رزنامة التلقيح الجديدة وقدمت توصيات بتغيير ممون لقاح بانتافالو وذلك تبعا لوفاة رضيعين، حسبما أفاد به بيان لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وكانت وزارة الصحة قد سحبت اللقاح من كل مراكز الصحة عبر التراب الوطني الاثنين الماضي، لكن العديد من أولياء الرضع لم يطمئنهم هذا الإجراء وفضّلوا التريث إلى غاية بروز نتائج التحقيقات وهدوء موجة الجدل، وذلك خوفا على صحة فلذات أكبادهم. التأخر في التلقيح الأول يؤدي إلى تدهور صحة الرضيع وإثر ذلك، حذّر مختصون في طب الأطفال من التأخر في التلقيح الأول لأنه يؤدي إلى تدهور صحة الرضيع، وقالت المختصة سخاري أمينة، في تصريح ل السياسي ، إن المشكل في تأخر التلقيح يطرح بالنسبة للقاح الأول الذي يعتبر أساسيا وليس في إعادة التلقيح، فتأخر المرحلة الأولى من التلقيح ضد الشلل والتيتانوس والتهاب الكبد الفيروسي والسعال الديكي والتهاب السحايا والديفتيريا، هو الذي يعرض الطفل للإصابة بأحد هذه الأمراض، وبالنسبة لإعادة التلقيح، فالتأخير لا يشكّل مشكلة كبيرة، لأن مفعول الأجسام المضادة الخاصة بالتلقيح الأول يبقى قائما. ولتوضيح الصورة أكثر، قالت المتحدثة، إنه، مثلا، بالنسبة لمرض التهاب السحايا، يجب عدم التأخر في تلقيح الطفل في المرة الأولى حين يبلغ ثلاثة أشهر من عمره، وإذا تعدى هذا العمر، فإن احتمال الإصابة بالمرض تكون مرتفعة، لأنه في حال تعرضه للفيروس المسبب له لن يجد الأجسام المضادة التي تحميه، وفي المقابل، إذا تأخرت إعادة التلقيح التي تتم عادة عندما يبلغ أربعة أشهر، فإن الطفل لن يكون معرضا للإصابة، على ألا تتعدى مدة التأخير الشهر الواحد. بركاني: لا نربط الوفيات باللقاح والتحقيق لا يزال جاريا بدوره، اعتبر رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطباء الجزائريين، الدكتور محمد بقاط بركاني، بخصوص قضية لقاحات الرضع، إن التحقيق لايزال جاريا ولا نربط الوفيات باللقاح، موضحا أن التلقيح يدخل في إطار الوقاية حيث تمكنت الجزائر من القضاء على عدة أمراض بفضل السياسة المنتهجة في هذا المجال، كاشفا في تصريحات إذاعية حديثة، أنه ليست لدينا خريطة خاصة بأمراض كل منطقة لمحاربتها ، كما أشار الدكتور بركاني إلى أن هذه اللقاحات مقبولة من طرف المنظمة العالمية للصحة، حيث أعطت موافقتها على استخدامها. وكانت وزارة الصحة قد فتحت تحقيقا حول وفاة رضيعين يبلغان شهرين من العمر بعيادة خاصة بالرويبة بعد تلقيهما هذا اللقاح. وفي نفس السياق، أمر وزير الصحة عبد المالك بوضياف بالعودة إلى رزنامة اللقاحات القديمة مؤقتا حتى لا يحرم الرضع من التلقيح بتغيير اللقاح موضحا أن منظمة الصحة العالمية أوصت باستخدام بانتافالو وأن كل بلدان العالم تستعمله، كما أنه معتمد من طرف المنظمة العالمية للصحة. وشرع خلال هذا العام في تطبيق الرزنامة الجديدة للقاحات الأطفال التي تشمل اللقاح المضاد للشلل في شكل حقن واللقاح المضادة للنكاف والمكورات الرئوية والحصبة الألمانية وقد تم تجنيد لهذه العملية 2000 مهني في الصحة العمومية. ويعرف البنتافالو كلقاح خماسي يندرج ضمن البرنامج الجديد للتلقيح الذي اعتمدته وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات ويعطى اللقاح المذكور للأطفال لحمايتهم من أمراض معروفة، وهي السعال الديكي، الديفتيريا، شلل الأطفال، الكزاز أي التيتانوس والتهاب الكبد الفيروسي. واعتمدت وزارة الصحة على اللقاح الخماسي كبديل عن اللقاحات القديمة أين كان التطعيم يقدّم على شكل قطرات توضع في فم الرضيع. للإشارة، فقد رصدت الوزارة ميزانية تقدر ب10 مليار دج لتطبيق البرنامج الجديد للتلقيح بعدما كانت الميزانية المخصصة لهذه العملية خلال السنة الفارطة لا تتجاوز ال3ر3 مليار دج.