لا يزال أغلب الفلاحين في الجزائر يعتمدون على الطرق التقليدية في الفلاحة والزراعة، على غرار الحرث والبذر والحصاد، وذلك رغم توفر الوسائل الحديثة التي تضمن لهم الراحة وتوفر عنهم الجهد والوقت. الوسائل التقليدية ملاذ أغلب الفلاحين رغم توفر الوسائل الحديثة والتكنولوجيا في مجال الزراعة، إلا أن أغلب الفلاحين لا زالوا يعتمدون طرقا بدائية في أعمال الفلاحة المختلفة، حيث نشاهد أغلب الفلاحين لا زالوا يكدون ويكابدون في العمل بالوسائل التقليدية القديمة، رغم ما ينتج عنها من تعب وتطلبها بالقيام بمجهود ذاتي كبير من الفلاح حيث تعتمد على أدوات بسيطة في الزراعة من معدات وحيوانات، على غرار الحمير والبغال وأدوات حفر وتقليب التربة المتعبة كالفؤوس والمحراث الذي تجره غالبا الحيوانات بقيادة الفلاح الذي يتبع جميع الخطوات ويشرف عليها طيلة فترات النهار، ما يصيبه بالإجهاد والتعب الشديد. وتتميز الطريقة التقليدية في الفلاحة بضعف مردوديتها بسبب تضييع الوقت واستهلاكه، إذ تتطلب وقتا كبيرا من الفلاح الذي يبقى يصارع ويعتمد على يديه المجردتين في تسيير الوسائل البدائية التي يشغلها كتوجيه الحمار وجره أثناء الحرث والصراع لأجل اتخاذ المسار الصحيح بالنسبة للمحراث والذي، في بعض الأحيان، يتسبب في مشاكل بسبب الأرض الزلقة والطين أو الأرضية الجافة والصلبة التي لا تحرث بسهولة ما يزيد من التعب الشديد لهذا الأخير والإرهاق ويزيد أيضا من استهلاك الوقت، ورغم ما تسببه الطريقة التقليدية في الفلاحة من متاعب وتضييع للوقت، إلا أن أغلب الفلاحين لا زالوا يتمسكون بها ويحرصون على العمل بها في الوقت التي تتوفر فيه آلات عملاقة مذهلة تضاعف في الإنتاج وتختصر الوقت والجهد وذلك لتوفرها على أحدث التكنولوجيات والسهولة في الاستعمال كما أنها لا تتطلب المجهود البدني للشخص سوى التسيير والتحكم ببرامجها لتقوم هذه الأخيرة بتأدية مهامها موفرة على الفلاح المشقة التي تنتج عن الطرق التقليدية واليدوية. ويلجأ الكثيرون إلى الوسائل التقليدية باعتبارها وسيلة تنتج منتوجات طبيعية بامتياز ونامية بطريقة طبيعية دون تدخل الماكينات، كما يلجأ آخرون إلى الطرق التقليدية لنقص علمهم بها وعن كيفية استعمالها، لتبقى بذلك الطرق التقليدية ملاذ أغلب الفلاحين والمزارعين. موسوني: هذه هي أسباب اعتماد الفلاحين على الطرق التقليدية وفي ذات السياق، أكد آكلي موسوني، خبير في الزراعة في اتصال ل السياسي ، بأن انعدام التكوين والإعلام وسط الفلاحين هو السبب الرئيسي في تمسك الفلاحين بالعمل بالطرق التقليدية، حيث أن هناك ماكينات عالية الجودة متطورة جدا وتسيّر ببرامج إلكترونية تتطلب الصيانة الدورية والمستمرة والتنظيم والعناية في الاستعمال مما يجعل الأغلبية يتخلون عنها لتكاليفها. بالمقابل، فإن الوسائل التقليدية الأخرى لا تتطلب لا صيانة ولا عناية ورغم ما تتطلبه من مجهود، فإنها ملاذ أغلب الفلاحين، وهناك مشكل آخر بالنسبة للفلاحين وهو أن السوق الجزائرية لم تتخذ معايير معينة يتقيد بها الفلاح لا من ناحية التأهيل ولا التعليم ولا الإعلام، ولهذا نجد بان المنتوجات الفلاحية المحلية والتي هي بطرق تقليدية أغلى من المنتوجات المستوردة من الدول الأجنبية.