- أصدقاء وأهل الفقيد يلقون عليه النظرة الأخيرة إنتقل الى رحمة الله، أمس، العلامة محمد الشريف قاهر، رئيس لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى، عن عمر ناهز ال83 سنة، إثر وعكة صحية ألمت به، مؤخرا، لتفقد الجزائر بذلك أحد أبرز علمائها في مجال الأدب والفكر والتجديد الديني. وقد ولد الشيخ محمد الشريف قاهر في 2 جانفي 1933 بقرية تاموقرة بولاية بجاية، وهو من عائلة محافظة ومتواضعة، وبعد أن تعلم القرآن، انتقل سنة 1951 إلى جامع الزيتونة بتونس، حيث تحصل على شهادة في الشريعة الإسلامية عام 1959، وبعد عودته إلى أرض الوطن، تكفلت الحكومة الجزائرية المؤقتة التي تشكّلت عام 1958 بإرساله الى بغداد لمواصلة الدراسة، حيث تحصل على شهادة البكالوريا في اللغة العربية. وقد ناضل إبان الثورة التحريرية حيث كان عضوا في جيش التحرير الوطني ومناضلا في صفوف جبهة التحرير الوطني الى غاية تحقيق الاستقلال في 5 جويلية 1962. وبعد الاستقلال، إشتغل في التعليم الثانوي ثم أستاذا بكلية الآداب بجامعة الجزائر، قبل أن يعين مديرا لمعهد العلوم الإسلامية، ثم مديرا للمعهد الوطني العالي لأصول الدين. كما التحق في الثمانينيات بالمجلس الإسلامي الاعلى حيث ترأس لجنة الإفتاء، الى جانب عضويته في لجنة الأهلة بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف. وقد شارك في العديد من ملتقيات الفكر الإسلامي داخل الوطن وخارجه وحضور إعلامي مكثف من خلال الأحاديث الدينية والندوات الفكرية في الإذاعة والتلفزيون، بالإضافة الى إسهاماته في الجرائد والمجلات بعشرات المقالات. وترك الفقيد رصيدا ثريا من الكتب والمؤلفات في مجال الفقه والأدب والسيرة النبوية، الى جانب مشاركته في كتاب مشاهير المغاربة ضمن لجنة البحث التابعة لجامعة الجزائر. ووري جثمان المرحوم الثرى بعد صلاة الجمعة بمقبرة سيدي نعمان بالزغارة بأعالي العاصمة. وإثر هذا المصاب الجلل، سارعت عديد الأحزاب والشخصيات الوطنية إلى إصدار بيانات تعزية، فقال حزب تجمع أمل الجزائر ، (تاج)، إن الجزائر فقدت قامة من قاماتها ورمزا من رموزها ورجلا من رجالاتها الأوفياء الأنقياء الذين ما فتئوا يعلمون الناس مبادئ الدين في ظل الوسطية والاعتدال، فيما تقدم رئيس الحزب، عمار غول، لأفراد عائلته وتلامذته وللجزائريين عامة بصادق التعازي والمواساة. بدوره، تقدم رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، إلى الجزائريين بأخلص عبارات التعازي والمواساة إثر وفاة رئيس لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى، العلامة الشيخ محمد الشريف قاهر. أما حركة مجتمع السلم، فأشادت، بعد التعزية، بمآرب الشيخ قاهر الذي أفنى حياته في خدمة العلم وطلابه، وتخرّج على يديه الكثير من الإطارات ونخبها من قضاة وأساتذة جامعات ومدارس.