دخلت الأحزاب السياسية التي أعلنت مشاركتها في تشريعيات 4 ماي 2017 وعددها يفوق الخمسين في حملة مسبقة، هدفها محاربة سياسة التيئيس والتي يعتبرونها سببا رئيسيا للعزوف الانتخابي والإحجام عن غوض معترك السياسة، وهي سلوكات لا تخدم أي طرف كما تشكل مادة دسمة للتشكيك في العملية الانتخابية برمتها. ووجهت عديد التشكيلات السياسية باختلاف توجهاتها خطابها في الفترة التي تسبق الحملة الانتخابية للتشريعيات إلى محاربة سياسة التيئيس التي تلعب بعض الاطراف المقاطعة على وترها للحديث باسم الحزب الصامت، كما يسمى، وتوجيهه إلى منعرجات خطيرة ترهن استكمال المسار الديمقراطي في الجزائر. وفي السياق، أصدر الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، تعليمة جديدة حملت الرقم 3، وشدد فيها على ضرورة تنظيم لقاءات تحسيسية وتوعوية على مستوى المحافظات و القسمات لتوعية الشباب بأهمية المشاركة في الاستحقاقات القادمة وفتح ابواب الانخراط امامهم لتعزيز الفعل الديمقراطي، كما دعا ولد عباس الشباب للتسجيل في القوائم الانتخابية تزامنا مع المراجعة الاستثنائية لها وتحيينها قبل 4 ماي 2017. بدوره، دعا رئيس حزب تجمع أمل الجزائر ، عمار غول، الأحزاب السياسية إلى التنافس بالبرامج والمقترحات بدل اتباع سياسة التيئيس خلال الحملة الانتخابية القادمة للتشريعات. وقال غول في حوار سابق مع السياسي ، إن الأحزاب السياسية مطالبة بأخلقة عملها السياسي والتنافس بالبرامج والمقترحات بدل الدعوة إلى العنف والفوضى والتيئيس خلال الحملة الانتخابية القادمة، وذلك بهدف، كما قال، جعل الانتخابات التشريعية محطة قوية للتوجه نحو الأفضل. أما رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، فقال في حوار سابق مع السياسي ، إن الوسيلة الناجعة لمحاربة ظاهرة العزوف هي تجند الاحزاب لإقناع المواطنين لإحداث التغيير عبر الصندوق وتحسيسهم بأهمية العمل السياسي والعملية الانتخابية. ولجأ سياسيون آخرون إلى تكتيك آخر لمحاربة العزوف من خلال إبطال حجج المقاطعين للتشريعيات المقبلة، حيث دعا الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس أمس الأول المواطنين الى المشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية المقبلة، بما يساهم في إعطاء الشرعية والمصداقية للبرلمان المقبل الذي ستنبثق منه حكومة حسب الأغلبية النيابية. وأشار الى أن مقاطعة الاستحقاقات المقبلة التي يدعو إليها مسؤولون في أحزاب معارضة ليست بالحل، ولكنها ستعقد من وضعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مضيفا بأن الحل في الديمقراطية هو التصويت. كما دعت الأمينة العامة لحزب العمال في خرجاتها الأخيرة إلى ضرورة محاربة سياسة التيئيس التي يريد البعض غرسها في الجزائريين، لما لها من تأثير على عملية الانتخاب، من خلال العزوف الذي طبع الإستحقاقات السابقة، وهي تراهن على وعي الشعب الجزائري بالخطر الذي يحيط بالبلاد على الصعيد الإقليمي.