أتى من بلاد يسودها الفقر، بلاد يأكل القوي فيها الضعيف، نجمنا ذاق مرارة الجوع وحرارة الشمس، كان يلعب الكرة حافي القدمين، لم يجد حذاء ليلبسه، هذا هو الفقر بالنسبة للاعبي كرة القدم، فكيف يلعب الكرة من دون الحذاء؟ لكن لكل قصة نهاية سعيدة، هذه هي الحياة، فها هو الآن يعيش حياة الملوك، هو الآن يمحي الذاكرة الأليمة التي عاشها في الصغر، الحزن لا يفارق وجهه، آنذاك، ولكنه الآن يرسم البسمة على جميع من يسكن كاتالونيا ويصنع ربيع برشلونة، بالتأكيد، تعرفون عمن نتكلم، إنه الأسد الكاميروني، صامويل إيتو فيلز. البطاقة الشخصية الاسم: صامويل إيتو فيلز سنة الولادة: 10/3/1981 مكان الولادة: نكون، الكاميرون الوزن: 75 كجم الطول: 180 سم المركز: مهاجم الأندية التي لعب لها: ريال مدريد، برشلونة، ليغانس، إسبانيول، ريال مايوركا، ينيون دوالا بداية المشوار صامويل إيتو ابن مدينة نكون الكاميرونية الصغيرة، كسب موهبته وهو حافي القدمين كغيره من النجوم، بدأ حياته الكروية في نادي يونيون دوالا الكاميروني، وكالعادة، يأتي المستكشفون الأوروبيون الى إفريقيا، فجلب الأنضار وسلب العقول بموهبته الفذة وكانت الجائزة ان ريال مدريد يريد صامويل إيتو بعد مباراة منتخبه امام كوت ديفوار استدعاه نادي ريال مدريد هو وزميله بالمنتخب جيرمي الى العاصمة الإسبانية ونجح الاثنين وتعاقدا مع مدريد في عام 1996. بداية متعثرة ولعل الظهور الاول مع الفريق تأخر كثيراً لزخم الفريق بالنجوم، آنذاك، حيث كان ظهوره الاول عام 1998 وقد قدّم أداء متواضعا، لربما، لا يعد مقياساً للاعب، إلا ان ريال مدريد قام بإعارته الى نادي إسبانيول ومن ثمّ، إلى ليغانس في الدرجة الثانية. كأس العالم 1998 المشاركة الدولية مع منتخب بلاده سوف تكون تاريخية للاعب ومن الطبيعي ان يشارك كونه محترف في اوروبا وفي نادي ريال مدريد وكان له ذلك في نهائيات كأس العالم 1998 في فرنسا، ولم يقدم صامويل ورفاقه في كأس العالم أي شيء يذكر، فخرج منها خالي الوفاض. العودة بعد كأس العالم بعد المشاركة مع المنتخب الكاميروني، عاد إيتو الى فريق ليغانس في الدرجة الثانية، ليعود الإحباط من جديد، فلم يكن يتوقع انه سيكون هنا يوما ما ولم يشارك ايتو مع الفريق بسبب التأخير والخلاف مع إدارة النادي، إلا ان الحظ بات يظهر مع نجمنا صامويل إيتو بعدما تقدما نادي مايوركا لضمه ب5ر5 مليون يورو، وها هو يستعيد شيئا من حلمه الذي كاد يفقده. الشهرة مع مايوركا وها هو إيتو يكسب الشهرة ويلفت الأنظار بعدما انتقل الى مايوركا بتصدره قائمة الهدّافين برصيد 23 هدفا عام 1999 في دوري الدرجة الأولى، ف23 هدفا في 70 مباراة لم تكن هي فقط سبب بروزه، بل مساعدته لمنتخب بلاده الكاميرون لتحقيق الميدالية الذهبية لأولمبياد سيدني كان لها فضل ايضا عام 2002 والمساهمة مع منتخب بلاده ايضا بالفوز بكأس الأمم الإفريقية عامي 2000 و2003 واخيرا وصيف بطل القارات عام 2003. إيتو ومايوركا بعد ظهور هذه الموهبة، كان لمايوركا الطموح لتقديم صورة لافتة مع إيتو وتحقيق مراتب متقدمه في الليغا الإسبانية، وقد سجل إيتو 14 هدفا في الموسم الرابع مع مايوركا وكان له دور كبير في إحراز كأس ملك اسبانيا لمايوركا على حساب الفريق الذي اتى به الى اوروبا بنتيجة كبيرة قدرها 5-1. وفي آخر موسم له مع مايوركا، لم يقدم إيتو ذاك المستوى، إلا انه انهى الموسم ب14 هدفا، ليصبح مجموع اهدافه في الليغا الإسبانية 54 هدفا. أندية أوروبا تريد صامويل إيتو بعد الأداء الجميل الذي كان إيتو يقدمه في كل مباراة والذي جعل اندية اوروبا الكبيرة تتسابق لضمه في صفوفها والذي كان ابرزها برشلونة وليفربول ومدريد الذي كان ينوي استرجاعه وكان مدريد يمتلك نصف بطاقة اللاعب الدولية، ولكن مدريد لم يكن يريد إيتو بشدة وصامويل إيتو لم يرغب في الذهاب الى هناك لأنه كاد ان يفقد حلمه عندما اتى الى مدريد وبعد شد وجذب، تمكن النادي الكاتالوني من شراء الأسد الكاميروني صامويل إيتو ب24 مليون يورو وهذا الإنتقال كان من الصعب تصديقه بسبب العداوات بين الناديين ولكن عدم اهتمام مدريد بهذا النجم سهل من هذه الصفقة، وفعلا اتى إيتو الى برشلونة بكل الفرح حاملا احلامه معه. صامويل إيتو وبرشلونة انتقل صامويل إيتو الى برشلونة في صيف 2004 وهو سعيد جدا بهذا الإنتقال ومشيرا الى انها اهم مراحل حياته الكروية، فهو انتقل للعب بجوار الساحر رونالدينهو والمايسترو اكزافي والمبدع ديكو، وتمكن إيتو من فرض نفسه في التشكيلة الأساسية وفعلا قدما الأداء المبهر والذي كان متوقع من إيتو ان يبرز في برشلونه بوجود هذه الكوكبة من النجوم، فأعطاه ريكارد كل الثقة لقيادة هجوم البارسا، فأبدع وسجل وابهر الجمهور واسعد الجمهور الكاتالوني في اكثر من مباراة وكان المنقذ الأول للفريق وفعلا من الموسم الأول عشق إيتو البارسا وصرح قائلا: حب البارسا يجري في عروقي ولن ألعب لغيره ، وتمكن إيتو من تسجيل 24 هدف في اول موسم له مع برشلونة وفي هذا الموسم، تمكن إيتو ورفاقه من تحقيق الدوري. إيتو VS مدريد لا يخفى على الجميع ماذا فعله مدريد بإيتو وماذا فعل إيتو بمدريد، فالصراع بين اللاعب وهذا النادي كبير جدا، فمدريد لم يقدر موهبة إيتو من البداية ولم يشركه في الفريق الأول إلا دقائق معدودة وهذا الشيء احبط إيتو كثيرا في بدايته وها هو الآن يرد الدين لمدريد، فلا توجد مشاركة يتقابل فيها الأسد الكاميروني مع مدريد إلا وكان له تأثير كبير اما ان يسجل او يصنع او يبهر الجميع، فسجل وابدع مع فريقه السابق مايوركا ضد الريال وها هو يصنع تاريخا آخر مع برشلونة ضد مدريد ففي اول مباراة له مع برشلونة امام مدريد سجل هدفا جميلا بعدما اخطاء روبرتو كارلوس في تقدير الكرة، لينقض عليه اسدنا الكاميروني إيتو مودعها في الشباك ولم يقف عند هذا الحد، إذ تلاعب بدفاع الريال ليكسب ضربة جزاء اودعها النجم البرازيلي رونالدينهو الشباك ايضا. وبعد فوز برشلونة ب الليغا احتفلا برشلونة بهذا اللقب في النوكامب وهناك صرح إيتو تصريح استهزاء فيه بريال مدريد ادى هذا لغضب إدارة ريال مدريد وجمهور الريال، فاعتذر إيتو لهم قائلا: كنت فرحا ولم اتمالك نفسي، فقلت ما قلت والى الآن نجمنا يرد الدين للريال. إيتو وعشق البارسا جميع كاتالونيا تعلم بأن الأسد الكاميروني يعشقها وان عشقه ليس له حدود يأتي هذا بعدما صرح إيتو في العديد من المناسبات بأنه لا يفكر إلا في برشلونة وكيف يسعد كاتالونيا، فبعدما جاء تشلسي بملايينه ليخطف الأسد الكاميروني، صرح إيتو بأنه لن يغادر النوكامب وصرحة إدارة برشلونة بأنها لا تنوي بيع اللاعب اصلا وجدد إيتو للبارسا الى 2010 قاطعا كل الطرق على تشلسي في ضمه.