كشف عبد الحميد سلاقجي، رئيس جمعية 08 ماي 1945 في حوار ل السياسي عن وجود تلاعب كبير ومغالطات فيما يتعلق بالعدد الحقيقي لشهداء الجزائر من طرف الجانب الفرنسي، مشيرا إلى أن قضية اعتراف فرنسا بجرائمها لن يتأتي الا بضرورة تتمسك الجزائر بمطالبها في هذا الاتجاه، مضيفا أن الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون من شأنه أن يحقق هذا المطلب خاصة بعد تأكيده لمدى حاجة فرنسا للجزائر خاصة من الجانب الاقتصادي ما يجبره على تحسين العلاقات بين البلدين. قلتم في تصريحات سابقة،أن جرائم فرنسا خلال 8 ماي 1945، مست عدة مناطق لكن نجد الكتابات التاريخية تركز فقط على ثلاث مناطق وهي سطيف وقالمة وخراطة لماذا؟ هذه المجازر كانت على مستوى كامل ولايات الوطن وكانت معركة وطنية عرفت صعوبات بسبب الاتصالات بين مختلف الولايات والمناطق لأجل الخروج في تلك المسيرة لكن القضية هي قضية شملت كافة ربوع الوطن على غرار سعيدة وتيزي وزو وغيرها، والتركيز على ثلاث مناطق فقط راجع لنقص البحث، حيث لا نعرف إلا القليل عن التاريخ ونحن يوميا نكتشف وجود ضحايا وقتلى في كل مناطق الجزائر، والمؤرخين والباحثين والطلبة يوميا يطلعون ويبحثون عن التاريخ الجزائري، زيادة على أن التقسيم الإداري أنذلك مختلف تماما عن التقسيم الحالي، حيث كانت على سبيل المثال بجاية ومسيلة وجيجل وغيرهم كلهم كانوا منظمين لولاية سطيف، هناك فرق بين التقسيم الإداري لفرنسا والتقسيم الذي قام به الجنرال ديغول، واليوم في الجزائر المستقلة التقسيم مختلف ولهذا تم ذكر فقط هذه الثلاث مناطق خلال المجزرة. فيما يتعلق بتجريم الاستعمار واعتذار فرنسا على جرائمها ضد الإنسانية في الجزائر، كيف سيكون تأثير فوز ماكرون برئاسة فرنسا على هذين المطلبين ؟ الدولة الجزائرية قامت بما عليه من تحركات، فضلا عن مطالب المؤسسات والجمعيات من أجل استمرار فكرة تجريم الفترة الاستعمارية، ومنذ تولي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الحكم بعث بالعديد من الرسائل للسلطات الفرنسية فيما يخص هذا الأمر وبوقتها خلال توقيع اتفاقية الصداقة ما بين الجزائروفرنسا خرج جاك شراك بتصريحاته التي تمجد الاستعمار وهو ما أثار مشكل خلال تلك الفترة وبعدها جاء ساركوزي ومن ثم هولاند اللذان قام بخطوات تهدئة لاحتواء الأمر لكنها كانت بطريقة سياسية دبلوماسية، وفي ديسمبر 2012 صرح هولاند أن ما عاناه الشعب الجزائري يعتبر استعمار ونحن اعتبرناها خطوة هامة، ومع انتخاب الرئيس الجديد ايمانويل ماكرون نظن أن الأمور ستلقى منحنى آخر خاصة أنه تأكد أن فرنسا بحاجة إلى علاقات برغماتية من الناحية الاقتصادية، مع إفريقيا والعالم، والجزائر بصفة خاصة، وبالتالي فان ملف الذاكرة يبقى مهما في تحديد مستقبل العلاقات بين البلدين، وهناك تصريحات أدلى بها ماكرون قبل وصوله إلى قصر الاليزيه، تتعلق بتجريم الاستعمار، وما عليه سوى الاعتراف بهذه الجرائم ضد الإنسانية في الجزائر. هكذا سعت السلطات الفرنسية طمس مجازر 8 ماي 1945 فيما يتعلق بعدد شهداء مجازر 08 ماي دائما يوجد نزاع حول العدد هناك من يقول 70 ألف ومن يقول 80 ألف، و45 ألف هل تملكون العدد الحقيقي ولماذا هذا التضارب في الأرقام؟ الجدال هذا والتضارب في الأرقام هو من أجل تزوير الحقيقة فحسب المخابرات الأمريكية التي كانت تتواجد في الجزائر على شاكلة صحافة دولية بحيث كان لها صحافيين هم في الحقيقة عملاء استخبارات سريين فإنها قدرت عدد الضحايا 80 ألف وحسب الاستخبارات الانجليزية فإنها صرحت في تقاريرها 70 ألف أما بالنسبة للفرنسيين فهم كانوا مختلفين في الرأي فحسب الشرطة الفرنسية آنذاك وتقارير شرطة قائد الشرطة تور يقول سجلنا 1500 ولو نقارنهم مثلا بتقارير الجنرال دوفال الذي كان يحكم الشرق القسنطيني يقول بأنه يوجد 8 آلاف جزائري قتل في تلك الأحداث ولكن لو ذهبنا قليلا إلى المؤرخين الفرنسيين وخاصة الذين عايشوا الحدث فقد تكلموا عن عدد 30 ألف، أما بالنسبة للجزائريين فهم يصرحون بعدد 45 ألف شهيد وهذا العدد راجع لكون الكثير من الجزائريين في ذلك الوقت لم يكونوا مسجلين في وثائق رسمية والسكان الأصليون لم يكونوا ليمتلكوا وثائق إدارية إلا القليل والإدارة المدنية لم تكن متواجدة في كل التراب الوطني آنذاك ومعظم الجزائريين لم يسجلوا عند الفرنسيين وسجلنا هذا العدد وفق روايات السكان ومن عايش تلك المجازر فيرى أن فرنسا استغلت ذلك السبب وخلقت جوا من النزاع لتغطية العدد الحقيقي للمجزرة والشيء المهم أكثر هو أن الجريمة وقعت ووقعت باسم فرنسا التي كانت تدعي الحرية والعدالة والمساواة والأشخاص الذين أعدموا الجزائريين هم ضباط فرنسيين جنود الجيش الذين كانوا مهيكلين تحت قيادة الحكومة الفرنسية هم من كانوا يتكلمون باسم فرنسا وهم من ارتكبوا تلك الجرائم البشعة. تدعي فرنسا أنها تحارب النازية في الحرب العالمية الثانية، لكنها في المقابل قامت بارتكاب جرائم تفوق الخيال وضد الإنسانية بالجزائر، كيف تعلقون على هذه الهلوكوست الفرنسية في 8 ماي 1945 ضد الجزائريين؟ 08 ماي 45 بالنسبة لفرنسا كان يوم عيد وطني احتفلوا فيه بالنصر على الجيش النازي الذي أحتل فرنسا لكن بالنسبة لنا نحن عندنا محورين أولا الجزائريون شاركوا في تحرير فرنسا من أيدي النازية بحيث جندت الكثير من شبابنا الذين أرغموا على خوض تلك المعارك طمعا في تحررهم هم أيضا من فرنسا وكان عندهم نية بأن تجازيهم فرنسا على خدمتهم وتلبي طلباتهم الاستقلالية، لكن مع الأسف الحقيقة كانت غير ذلك فقد دخل مناضلو الحركة الوطنية في احتفالات النصر الخاصة بنهاية الحرب العالمية الثانية واستقلال فرنسا قصد إرسال رسالة وهي تلبية طلبهم في الاستقلال ففاجئوا بقمع شرس وإيقاف مظاهرتهم السلمية ومن قبل ذلك وجدوا صعوبات في طلب تنظيم المظاهرة من طرف حاكم ولاية سطيف ومحافظ الشرطة آنذاك ولم يقوموا بمنحهم ترخيص للقيام بهذه المسيرة، ولكن بعض الفاعلين آنذاك في الحركة الوطنية والكشافة الإسلامية اتصلوا بالحاكم وقدموا له ضمانات بأن المسيرة ستكون سلمية فسمح لهم بإقامة المسيرة مع تحذيرهم من الاصطدام مع المعمرين الفرنسيين، لكن سرعان ما حولت البوليس الفرنسي بأمر من السلطات الفرنسية هذه المسيرة السلمية إلى مجزرة ومذبحة حقيقية لايزال التاريخ شاهدا عليه إلى غاية اليوم ، راح ضحيتها الآلاف من الجزائريين، وتبقى هذه المجازر عار في جبين فرنسا التي تدعي الانسانية والديمقراطية والحرية. يتداول الجزائريون عدد شهداء الثورة الجزائرية في مليون ونصف المليون شهيد فقط، لكن جمعيتكم تتحدث عن أكثر من 8 مليون، كيف ذلك ؟ تاريخ الجزائر والمقاومات الشعبية والانتفاضات والمسيرات وثورة التحرير كل هذا يندرج في إطار إحصاء عدد الشهداء الذي قدر ب 8 ملايين من الشهداء ومن جهة أخرى فرنسا تصرح انه لا يوجد أزيد من 7 ملايين، ونحن لدينا ملف يتضمن عدة أقسام اقتصادية اجتماعية نفسية وأخلاقية والتي تدخل في إطار الجرائم ضد التي ارتكبتها فرنسا ضد الإنسانية، لان قانون حقوق الإنسان الذي حررته فرنسا ووقعت عليه آنذاك يشير إلى انه لما دولة قوية تظلم دولة ضعيفة هذا يسمى جريمة لا إنسانية، والأسماء التي أطلقتها فرنسا على الجزائريين والتي تعتبر بمثابة الاهانة لهم هذه أيضا تدخل في إطار الجرائم التي لم تحتسب بالإضافة إلى العديد من الجرائم المرتكبة في حق الشعب الجزائري ولم يتم إحصائها. جمعيتكم نشطة جدا على المستوى الوطني، هل تهدفون من خلال هذا النشاط الكثيف بإماطة اللثام عن المجازر الفرنسية بالجزائر، في 8 ماي 1945 فقط، أم أن أهدافكم تتعدى المجازر نحو مهام أخرى على غرار الحفاظ على الذاكرة الوطنية ؟ الهدف من جمعيتنا والدور الذي تسعى إليه هو نفض الغبار عن حقيقة هذه المجزرة 08 ماي 1945 ولهذا تم تسمية الجمعية بهذا الاسم، ولما تم الاتفاق على هذه الجمعية بدأت في خراطة وكان رئيسها خلال تلك الفترة الشيخ بشير بومعزة الذي قام بتأسيسها والهدف المسطر الأول والأخير لهذه الجمعية هو الدفاع عن الذاكرة التي تتمثل في حق المتابعة القضائية ضد الناس الذين قاموا بهذه المجازر وضد تلك الدولة التي كانت قوية وهجمت على شعب ضعيف وأعزل، حيث قامت بتعذيبه وقتله بأبشع الوسائل من خلال رميه بالرصاص وحرقه وضربه بالنابالم ورميه في الوديان وقتل النساء والأطفال.