أحيت أمس الأحد مدينة سطيف الذكرى السادسة والستين لمجازر الثامن ماي بتنظيم عديد النشاطات ذات الطابع التاريخي، فبشعار " 08ماي 45 جريمة لا تنسي" خرج آلاف المواطنين بولاية سطيف في مسيرة حاشدة انطلاقا من نفس المكان الذي بدء فيه شهداء الجريمة الفرنسية في ذات يوم من 8ماي 1945 أين خرج الجزائريين يحتفلون بانتهاء الحرب العالمية الثانية لمطالبة فرنسا في تجسيد وعدها حيال تضحيات آلاف الجزائريين في الحرب ضد النازية المرتبطة باستقلال الجزائر وإنهاء استعمار دام لأزيد من قرن من الزمن، لكن وما إن وصل الجزائريون بمسيرتهم السلمية إلى المكان المسمى آنذاك مقهى فرنسا "سعال بوزيد حاليا" رافعين العلم الوطني حتى تصدى لهم الاستعمار الفرنسي بالقمع والتقتيل وسقط حينها أول شهيد للجريمة التي أبادت أزيد من 45 ألف جزائري وهو الشاب سعال بوزيد من الكشافة الإسلامية الجزائرية، لتنتشر بعدها الإحداث وتمس كل من خراطة وقالمة لتنتهي بالحصيلة الثقيلة التي ستظل وصمة عار في جبين فرنسا وتاريخها الحافل بجرائم ضد الإنسانية، هذه المجازر التي ولدت بعدها أعظم ثورات التحرير في العالم ثورة نوفمبر المجيد التي قرر فيها الشعب الجزائري استرجاع سيادته وإخراج فرنسا المستبدة إلى غير رجعة وهو ما حدث فعلا بعد أقل من ثمن سنوات من الجهاد سقط فيها مليون ونصف مليون جزائري، اليوم وبعد ستة وستون سنة من هذه الأحداث التي لا تزال جارحة لقلوب كل الجزائريين اختارت مدينة سطيف شعار "جريمة لاتنسى" لأنه وحسب شهادة أحد الناجين منها الذي صدر منه الشعار المعروف "لم يكن بالإمكان أبشع مما كان" فإن الجميع وقف وقفة الرجل الواحد قائلين لفرنسا أننا لا زلنا نلاحقها ولا زلنا متمسكين بتجريم كل أعمالها في الجزائر وان التاريخ لن يمحى أبدا، إذ وفي هذا السياق ولتمرير الرسالة إلى الأجيال المقبلة تم بجامعة فرحات عباس الرئيس الأول للحكومة الجزائرية المؤقتة افتتاح فعاليات الندوة التاريخية والتي عنوانها "8ماي جريمة لا تنسى" للتذكير وترسيخ المسيرة النظالية للشعب الجزائري مع عرض خاص حول مشروع إنجاز مرصد 08ماي 1945، فيما التوجه إلى مقبرة شهداء المجزرة المعروفة باسم مقبرة سيدي السعيد بمدينة سطيف، ليتم بعدها انطلاق المسيرة الشعبية من أمام مسجد أبي ذر الغفاري حي لانقاد سابقا باتجاه موقع انطلاق المجازر، كما أن الجمهور كان على موعد مع أوبرات "محكمة التاريخ" التي رسمت هذه المجازر في لوحة فنية معبرة عن إدراك جيل الإستقلال لحجم البشاعة التي كانت في تلك المجازر.