لا تزال الزاوية العلوية بحي الأمير عبد القادر العتيق بمدينة سيدي بلعباس تساهم بقوة في النشاط التضامني، حيث دأبت منذ 21 سنة، على فتح مطعمها وتقديم وجبات ساخنة طيلة شهر رمضان المبارك لإفطار الصائمين من المعوزين وعابري السبيل. وقد حافظت هذه الزاوية التي يقصدها أكثر من مائتي صائم يوميا على نشاطها التضامني الذي بدأته في عام 1996 على يد المرحوم الحاج غوثي شكشوك، أحد شيوخ الزاوية العلوية الذي كان له الفضل في ميلاد هذا العمل الخيري التضامني، حسبما أوضحه الحاج عبد الغاني، أحد رفاقه وممن شاركه في هذا العمل منذ البداية وأضاف ذات المتحدث أن الحاج شكشوك كان يتعاون مع نحو ثلاثين فردا من عائلته وأقربائه وبعض الأصدقاء والمحسنين على تحضير وجبات ساخنة للصائمين حيث كان يشرف بنفسه على موائد الإفطار وتقديم الطعام للمعوزين وعابري السبيل الذين كان يستقبلهم بابتسامته المعروفة ورحابة صدر جعلت الكل يقدره. وكانت بداية هذا العمل التضامني قوية منذ إطلاقه حيث كان عدد المتطوعين في تحضير الطعام وتقديم الوجبات يزداد من سنة لاخرى ليصل لأكثر من ستين فردا حملوا على عاتقهم هذا العمل التضامني وآثروا ترك منازلهم واستقبال المتوافدين على الزاوية وخدمتهم والإفطار معهم، حسبما أوضحه ذات المصدر. ويعود الفضل كذلك لاستمرار هذا العمل الخيري الذي يساهم فيه محسنون من سيدي بلعباس وخارجها إلى عائلة الشيخ شكشوك التي لا تزال تبذل كل ما في وسعها من أجل تحضير وجبات ساخنة تتنوع بين ثلاثة أطباق للصائمين وأشار نجل الشيخ شكشوك عبد المجيد إبراهيم إلى أنه فضلا عن أن الزاوية العلوية اعتادت استقبال أكثر من مائتي صائم من معوزين وعابري السبيل تعمل كذلك على توزيع يوميا من 40 إلى 50 قفة تأخذها العائلات المعوزة إلى بيوتها. وقد عبّر من جهتهم، بعض الوافدين على هذه الزاوية عن امتنانهم الكبير لهذه العائلة التي تجسدت فيها قيم التسامح الكرم التي تميز الشهر الفضيل وصرح في هذا الصدد الشيخ محمد عابر سبيل أن الجو بهذه الزاوية مفعم بمشاعر التضامن والإحساس الخيري بفضائل الشهر الكريم حيث يتوافد عليه صائمون من فئات مختلفة وذلك في أجواء تعاضد اجتماعي جلي يجعل الزائر يحس براحة نفسية وكأنه في بيته وسط عائلته، وأشاد (عبد الرحيم. ك)، شاب في الثلاثين من العمر من بجاية وعامل بمؤسسة أشغال بمنطقة سيدي بلعباس، بهذه الروح التضامنية التي تجسد قيما سامية يتحلى بها الشعب الجزائري، على حد تعبيره، وأضاف بأن مثل هذه المبادرات من شأنها أن تسهل على العمال البعيدين عن أماكن إقامتهم أو عابري السبيل صيام شهر رمضان والإفطار في ظروف مناسبة، كما توجه بالشكر لكل المتطوعين والأفراد المحسنين الذين بفضلهم تزداد وتترسخ أكثر قيمة ومعاني الشهر الفضيل الدينية والتضامنية التي تزيد في لحمة المجتمع وتقوي جسور التآخي والتسامح.