قامت مجموعة من الشباب المتطوع بتنظيف سلالم جسر ملاح سليمان بقسنطينة، التي شهدت في السنوات الأخيرة وضعية كارثية، وذلك جراء الانتشار الكبير للقاذورات والروائح الكريهة، دون أي تدخل من أعوان المصالح البلدية المعنية. الوضع الذي آلت إليه السلالم المؤدية إلى مدخل جسر ملاح سليمان في الفترة الأخيرة، مشين للغاية ولم يعد باستطاعة المواطنين استعمالها، نظرا للروائح الكريهة المنبعثة منها وكذا النفايات والأوساخ المنتشرة بها، حيث يفضل الأغلبية الانتظار طويلا لاستعمال المصعد الهوائي ويتجنبون السلالم الممتدة عبر خمسة طوابق. الحالة المتدهورة تسجل منذ سنوات، ولم يسجل أي تدخل للسلطات،غير أنها أثارت حفيظة بعض شباب قسنطينة الغيورين على مظهرها ونقاوة معالمها، حيث تطوعت مجموعة من الشباب والشابات، وقاموا بشراء مواد وأدوات التنظيف واقتنوا صهريجا من المياه، وشرعوا في تنظيفها، أول أمس، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا وتواصلت العملية إلى غاية الخامسة مساء، حيث تمكن المتطوعون البالغ عددهم 13 شابا وشابة، من تنظيف الجدران بشكل كامل، بعد أن استعملوا السلالم الخشبية وكميات كبيرة من مواد التنظيف، وتمكنوا بذلك من القضاء على الروائح الكريهة التي كانت تنبعث منها. هذه المبادرة جاءت بعد أسبوع من نشر شابة في العشرينات من العمر، متحصلة على شهادة ماستر في علم الاجتماع على حسابها بموقع الفايس بوك ، منشورا يدعو إلى التطوع لتنظيف سلالم جسر ملاح سليمان، وقد تجاوب معها 10 شباب وفتاتين، فتمكنوا في ظرف أسبوع من اقتناء المستلزمات والقيام بالمبادرة، في انتظار تخصيص يوم آخر لطلاء جدران السلالم. تحمس هؤلاء الشباب للفكرة، يأتي لكون جسر ملاح سليمان المعروف ب قنطرة الصانصور الذي يربط شارع العربي بن مهيدي بشارع رومانيا، يقصده السياح بكثرة، كما أنه شهد حركية كبيرة بعد فتح محطة زعموش التي تبعد ببضعة أمتار عن الجسر قبل سنتين تقريبا، وكذا حظيرة السيارات، حيث تمتد طوابير انتظار المصعد المؤدي إلى الجسر مسافة طويلة يوميا، في الوقت الذي تشهد فيه السلالم عزوفا كليا من المواطنين، هذا في الوقت الذي كانوا يسلكونه للتمتع بالمناظر المطلة عليها.