تعرف السواحل الغربية للوطن توافد العديد من المصطافين الباحثين عن الراحة والاستجمام بعد انقضاء العطلة الصيفية، نظرا للوحة الفنية التي تصنعها زرقة شواطئها الخلابة الممتزجة مع اخضرار الجبال والغابات، فنهاية موسم الاصطياف لم يمنع الكثيرين من التوجه إلى مرسى بن مهيدي بولاية تلمسان، التي توافد عليها الملايين من المصطافين من مختلف أنحاء الوطن ومن خارجه للتمتع بسحر المنطقة العذراء. تستقبل شواطئ مرسى بن مهيدي التي تتمتع بطبيعة ساحرة سنة بعد سنة أعدادا متزايدة من الزائرين، رغبة منهم في الاستمتاع بجمال الموقع ورفاهية المنشآت الفندقية المنجزة، ويقع شاطئ مرسى بن مهيدي بالتحديد في أقصى شمال الغرب الجزائري حوالي 700 كلم عن العاصمة غربا، وشواطئ بلدية مرسى بن مهيدي تبعد عن مدينة تلمسان ب125 كلم غربا. - تحضيرات موسم الإصطياف تبدأ من شهر أفريل مع مطلع كل شهر أفريل، تستعيد دائرة مرسى بن مهيدي حيويتها لاستقبال المصطافين نظرا لطابعها الجغرافي المميز، لما تجمعه من غابات وشواطئ خلابة وإطلالتها على المملكة المغربية بحكم كونها أقصى بلدية غرب التراب الوطني الشاسع، وتراهن السلطات المحلية لمرسى بن مهيدي على ثلاثة عوامل أساسية لضمان راحة الزوار، وهي توفير الماء الشروب على مدار 24 ساعة، وكذا توفير الإنارة العمومية عبر شوارع المدينة والأضواء الكاشفة لإضاءة 1200 متر من شاطئ المدينة، ودخول محطة بحرية حيز الخدمة حتى يتمكن حراس السواحل من تنظيم الحركة البحرية. تتخذ بلدية مرسى بن مهيدي كعادتها في كل سنة ابتداء من شهر أفريل جملة من الإجراءات لتحضير موسم الاصطياف، لتكون كل سنة أفضل من السنوات الماضية بتسخير جل الإمكانيات البشرية والمادية من أجل راحة وطمأنينة المصطافين لضمان موسم اصطياف ناجح، وتتوفر دائرة مرسى بن مهيدي على أربعة شواطئ خلابة منها ثلاثة تقع بتراب مقر البلدية وآخر ببلدية مسيردة الفواقة، وهو شاطئ كبير ومتميز تقصده عائلات كثيرة خاصة من ولاية تلمسان، ويطلق عليه اسم شاطئ بيدر وهو جد معروف ويبلغ طوله ما يفوق ال5 كلم، ويقع شاطئ بيدر ببلدية مسيردة الفواقة غرب مدينة مرسى بن مهيدي، ويعد أحد الأماكن الساحلية الجميلة المنعزلة ويمتاز بمناظر طبيعية خلابة تجمع بين زرقة البحر واخضرار الجبال. أشار محمد، القاطن في مسيردة، إلى أن هذه المنطقة الساحلية أصبحت مؤخرا تستقطب العديد من الزوار كل موسم اصطياف، نظرا للمرافق التي بدأت تنجز هناك، إذ كانت في وقت مضى تعاني من نقص في المطاعم والفنادق ومختلف المرافق الضرورية، لكن مع تدعيمها بالضروريات ازداد عدد المتوافدين على المكان، إذ أصبحت مكانا مفضلا للكثير من قاطني المنطقة الذين نقلوا السمعة الجيدة لشواطئ مسيردة التي لم تلمسها يد البشر من قبل. - عائلات تؤجر سكناتها صيفا مقابل 40 إلى 60 ألف دينار شهريا وفي فترة الصيف، من الصعب إيجاد غرفة أو مكان بالمخيمات نظرا للطلب الكبير المسجل عقب الوصول المكثف للمصطافين القاطنين بالعاصمة وأيضا الجالية بالخارج، إذ تتحول مدينة مرسى بن مهيدي في أوج الموسم الصيفي إلى فندق كبير إلى درجة أن سكان المدينة لا يفوّتون فرصة هذا الإقبال الكبير لتأجير بيوتهم أو مرائبهم أو شققهم للمصطافين، وبالفعل فإن كل الشروط المطلوبة متوفرة بهذه الجهة لكي يستمتع الزائر بالراحة والاستجمام، رغم غلاء الأسعار المطبقة بعين المكان والتي ليست في متناول العائلات ذات الدخل المتوسط، إذ يتراوح سعر كرائها ما بين ال40 و60 ألف دينار في الشهر. وقال كمال، أحد سكان مدينة مسيردة، أن الكثير من العائلات تلجأ إلى تأجير منازلها في ظل نقص الفنادق التي تأوي زوار المنطقة، فكل موسم اصطياف يعتبر فرصة سانحة للعديد من السكان لكسب المال بتأجير بيوتهم مقابل مبالغ خيالية، لكن سحر شواطئ مسيردة التي تتزاوج مع المناظر الطبيعية الخلابة للجبال الخضراء يجذب الكثيرين للتمتع بسحر المنطقة والاستمتاع بالمياه الزرقاء النقية، فضلا عن هدوء المكان في ظل شساعة الشواطئ التي تتخذ فيها كل عائلة زاوية، خاصة تلك الباحثة عن السترة.