يشهد شاطئ مداغ بوهران منذ بداية موسم الاصطياف توافدا منقطع النظير للعائلات القادمة من خارج وداخل الوطن حيث يبقى الوجهة المفضلة لكل المصطافين لما يتوفر عليه من جمال الطبيعة وسحر البحر طلبا للراحة والاستجمام كونه يمزج بين عبق المكان بنسيم البحر وهواء الجبل النقي وسحر الغابة فضلا عن توفر الأمن والحماية. مع حلول موسم الاصطياف يصبح شاطئ مداغ بوهران قبلة للعائلات الراغبة في الهدوء والسكينة الذين سُحروا بروعة مناظره حيث يقع على بعد 80 كلم غرب وهران على الحدود مع ولاية عين تموشنت والطريق إليه ممتع كونه يخترق مساحة غابية على شكل منعرجات يكتشف من خلالها الزائر مناظر طبيعية خلابة صنعتها تلك الجبال التي تكسوها حدائق خضراء وتقابلها زرقة البحر أين يمتزج البحر بهواء الجبال واخضرار الغابة. ويتوفر الشاطئ على جميع ظروف الراحة من أمن وحماية. ويقصد شاطئ مداغ يوميا آلاف المصطافين القادمين من مختلف جهات الوطن وهو ما رصدته “الفجر” خلال جولتها حيث كانت ترقيمات السيارات من مدن داخلية وساحلية فضلت هذا المكان على الأماكن القريبة منها منها سيدي بلعباس غليزانتيارتمستغانم عين تموشنت وبشار وسطيف والعاصمة والبليدة والكثير من الولايات الأخري. وفي هذا الإطار عبر لنا العديد من الزوار عن استمتاعهم بزيارة الشاطئ خاصة الذين يزورونه لأول مرة ومنهم هشام 26 سنة القادم من من تبسة الذي أكد لنا أنه اندهش من روعة المكان وسحر منظره مضيفا:”لقد أحببت المكان الساحر على الرغم من أن الشرق الجزائري توجد به أماكن ساحرة إلا أن مداغ لا يضاهيه جمال آخر”. كما تعتبر الغابة المحاذية للشاطئ مقصد العشرات من العائلات التي جعلت منها مكانا للشواء على الجمر. وتجدر الإشارة إلى أن الإقبال الكبير على الشاطئ يعود إلى التحضيرات الجيدة لموسم الاصطياف من قبل السلطات الولائية بتوفير جميع وسائل الراحة والهياكل التي يحتاجها المصطاف بعد تسخير 2000 شرطي لتغطية موسم الاصطياف وأزيد من 1000 دركي ضمن مخطط الدلفين إضافة إلى تدخلات الحماية المدنية حيث أجمع المصطافون الذين تم استجوابهم أن اختيارهم لمداغ راجع إلى أنهم يعتبرونه شاطئ العائلات بحكم بعده عن المدينة وعن الكورنيش الوهراني ما جعله يتميز بميزات خاصة لا توجد في باقي الشواطئ. كما أسهم القرار الأخير بمجانية الشواطئ في تزايد إقبال المواطنين حيث لم يعد هناك مجال للمستغلين الذين يفرضون على المصطافين كراء الشمسيات والطاولات والتي في حالة عدم كرائها يجدون أنفسهم في الصفوف الخلفية ما يحرم عليهم لذة الاستمتاع بالبحر. كما تم تخصيص مرأب دون مقابل للمواطنين. هذه التغييرات التي طرأت على الشاطئ حفزت على تزايد المقبلين على هذا المكان الساحر. من جهته ممثل الحماية المدنية قال إنه بالرغم من جمال الطبيعة في هذا الشاطئ والهدوء التام الذي يخيم عليه لطبيعة قاصديه من أصحاب السيارات بعيدا عن الحافلات وما تحمله من تدفق كبير للمصطافين ما جعل القائمين عليه متحكمين في كل تحركات المصطافين. مشاريع استثمارية في الأفق لاستقطاب المزيد من المصطافين وقد حفز إقبال المصطافين على مداغ إلى عرض السلطات المحلية والمجلس الشعبي الولائي 13 فضاء غابيا منه غابة مداغ بالولاية أمام المستثمرين لاستئجارهم خدمة للمصطافين. ولأول مرة يتم إنارة شاطئ مداغ ليلا بعد أن تم اقتناء مولدين كهربائيين بقوة ضغط عالية لكل واحد خلال هذه السنة ما جعل هذا الشاطئ يزدهر بالأضواء ليلا ما يسمح لعامل النظافة للبلدية وكذا عناصر الأمن والدرك الوطني من تأمين المكان وتأدية واجبهم في أحسن الظروف. كما يسمح استلام الطريق الريفي على طول 7 كلم الرابط بين العامرية وعين تموشنت وبلدية عين الكرمة في تردد المصطافين على هذا الشاطئ حسبما صرح به مدير الأشغال العمومية بالولاية ل”الفجر”. ليبقي شاطئ مداغ وجهة أخرى للمستثمرين الذين انبهروا بموقعه الاستراتيجي وجمال طبيعيته لتجسيد مشاريع من فنادق وقرى سياحية. كما سيتم إنجاز بعض المشاريع منها ملاعب جوارية و مساحات للعب ومحلات للمنتجات التي تشتهر بها المنطقة قصد إنعاش السياحة بهذا الشاطئ الذي احتل المرتبة الأولى ولائيا خلال مسابقة أحسن شاطئ التي جرت الموسم الفارط.