كادت أشغال حفر تجرى على مستوى الطريق المزدوج بالسعيد حمدين بالعاصمة امس، أن تؤدي الى حدوث كارثة، بعد إنهيار جزء كبير من الطريق الاجتنابي القريب من كلية الحقوق، و انهيار للتربة التي أودت بدورها الى ميلان عمارتين قيد الانجاز بذات المنطقة، فضلا عن تسبب عملية الحفر الى حدوث عطب في شبكة الغاز. عاش امس، مرتادوا الطريق سعيد حمدين المحاذي لكلية الحقوق بالعاصمة، امسية مرعبة بعد ان تسببت مؤسسة أشغال في حدوث انهيار للطريق الاجتنابي المحاذي للكلية المنهار بشكل كلي تقريبا حسب ما وقفت عليه السياسي ، كما تسببت أشغال الحفر هذه، في ميلان عمارتين قيد الانجاز في انهيار التربة تحتهما مما جعلهما مهددتان بالسقوط في أي لحظة، الامر لم يتوقف هنا حيث كادت هذه الاشغال أن تتسبب ايضا في حدوث كارثة بعد أن مست الاعطاب شبكة الغاز الموجودة على جانب الطريق في ذات المنطقة، واثار هذا الحادث حالة من الهلع وسط السكان المحاذين للطريق وكذلك مرتادوه، الامر الذي إستدعى تدخل مستعجل للحماية المدنية و لمصالح الامن التي فتحت تحقيقا في القضية، وقد خلف الحادث اضطراب في حركة السير حيث شهد الطريق ازدحام كبير بعد الانهيار الذي شهده الطريق المحاذي لكلية الحقوق بسعيد حمدين . كما اعادت هذه الحادثة الاخيرة الى الاذهان، صور سقوط عمارة العاشور غرب العاصمة التي بثتها وكالة الأنباء الجزائرية خلال الاشهر الماضية، والتي توضح كيفية سقوط البناية التي تعود الى المرقي العقاري "صحراوي" ببلدية العاشور، حيث تبين من خلاله مدى هشاشة أساساتها، نظرا لسقوطها بفعل عملية حفر عميقة على احد جوانبها فقط، وهذا ما اثار دهشة خبراء البناء والمقاولاتية، الذين استغربوا من الحالة التي كانت ستكون عليها هذه العمارة اذا ما تعرضت لزلزال عنيف او امطار غزيرة، مؤكدين مرة أخرى خطورة البناء فوق هذه الأراضي الفلاحية الهشة وعلى اطراف الوديان التي يعمل عليها المرقون الخواص، المشتهر على اغلبهم عدم لجوئهم الى القيام بدراسات تقنية للأرضيات التي يشيدون عليها مشاريعهم، وعدم عرض مخططات البناء على ذوي الاختصاص المتواجدين بمكاتب الدراسات، وعلى رأسهم المهندسون المعماريون، مكتفين بما يمليه عليهم البناؤون من تعليمات ونصائح، طمعا في وضع اتعاب المختصين في جيوبهم، مقابل العمل بمهنية وضمير لتجنيب الخسائر في الارواح التي قد تنجم عن انهيار مشاريعهم على رؤوس قاطنيها، حادث العاشور العام الماضي ادى بوزارة السكن والعمران والمدينة الى سحب الاعتماد من المرقي العقاري صاحب المشروع محمد صحراوي، فهل تتحرك الوزارة لاتخاذ اجراءات جديدة في حق المؤسسة التي تسبب في هلع كبير للسكان المحاذين للطريق الاجتنابي في سعيد حمدين؟ .