تمّ الشروع في تدعيم محيط السقي الفلاحي بقالمة، بكمية من المياه تقدر ب3 مليون متر مكعب انطلاقا من سدي وادي الشارف بولاية سوق أهراس المجاورة ومجاز بقر بعين مخلوف لإنقاذ موسم الطماطم الصناعية، حسبما أفادت به مديرية الوارد المائية بالولاية. وأوضحت في هذا السياق، فاطمة الزهراء قروي، رئيسة مكتب الري الفلاحي بذات المديرية، بأن هذه الدفعة الجديدة من المياه تتوزع على كل من 2 مليون متر مكعب تمّ جلبها من سد وادي الشارف التابع لولاية سوق أهراس، إضافة إلى 1 مليون متر مكعب سيتم إطلاقها من سد مجاز بقر ببلدية عين مخلوف التابعة لولاية قالمة. وأضافت المتحدثة بأن كميات المياه المعنية تم ضخها من السدين بشكل مدروس لضمان وصولها إلى المساحات الفلاحية التي تعاني العطش، مبرزة بأن المياه ستصل إلى محيط السقي قالمة بوشقوف عبر وادي مجاز بقر ووادي الشارف اللذين يلتقيان بمنطقة مجاز عمار ويشكلان وادي سيبوس الذي يمثل الشريان الرئيس لمحيط السقي. وحسب ذات المصدر، فإن مصالح الري والفلاحة تعمل على متابعة دقيقة لكميات المياه التي تصل إلى محطات الضخ التابعة لديوان محيط السقي بشكل تدريجي انطلاقا من محطة الضخ بالفجوج ثم بوقرقار وصولا إلى محاطة بومهرة أحمد التي تزود مساحات واسعة من الأراضي المغروسة بالطماطم الصناعية. وقد ثمّن الفلاحون المنتجون للطماطم الصناعية هذه المبادرة بالرغم من أنها جاءت -حسبهم- متأخرة، لأن حملة جني محصول الطماطم قد انطلقت في عدة أماكن من الولاية على مساحات تقارب 3 آلاف هكتار، معتبرين أن هذه الكمية من المياه تمثل جرعة أوكسجين إضافية ما من شأنه إنقاذ مساحات واسعة من العطش وبشكل خاص ما مساحته 1000 هكتار تم غرسها بشكل متأخر ولم تستفد من كمية المياه اللازمة لضمان تحقيقها لمردود جيد. وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من المحاولات التي تقوم بها السلطات الولائية بالتنسيق مع جهات مركزية لمواجهة الظروف الاستثنائية التي تعيشها بعض الشعب الفلاحية هذا الموسم بالولاية، بسبب نقص مياه الأمطار وعدم القدرة على تزويد محيط السقي الفلاحي الذي يعتمد على مياه سد بوهمدان الذي تراجع منسوبه إلى ما دون 15 بالمائة، مما أجبر السلطات على وقف عملية ضخ المياه للسقي الفلاحي منذ بداية الموسم الجاري. وكانت مساعي السلطات الولائية خلال الموسم الفلاحي الجاري قد سمحت في مجملها بتوفير ما مجموعه 22 مليون متر مكعب من المياه من سد بوهمدان وسد سدراتةبسوق أهراس، لكنها لم تكن كافية لإنقاذ شعبة الطماطم لأسباب مختلفة أكبرها طبيعة محيط السقي قالمة - بوشقوف في حد ذاتها التي تعتمد على عملية الضخ انطلاقا من وادي سيبوس ما يجعل كميات كبيرة تضيع لتصب في البحر. وتصل إجمالي المساحات المخصصة لإنتاج الطماطم الصناعية بولاية قالمة خلال الموسم الجاري 2016-2017 إلى 4 آلاف هكتار، كما تتجه الأهداف المسطرة إلى تحقيق إنتاج يقدر بحوالي 3 مليون و217 ألف قنطار من الطماطم سواء الموجهة منها لأسواق الخضر أو لمصانع التحويل.