تعيش حركة النهضة واحدة من أعمق أزماتها السياسية, ويكمن جوهر الصراع في خلاف بين الأمين العام للحركة محمد ذويبي وخصومه الذين يريدون إسقاطه وتنحيته من على رأس الأمانة العامة للتشكيلة السياسية، التي خسرت الانتخابات التشريعية وهي تتجه إلى إخفاق أكبر في المحليات المزمع تنظيمها شهر نوفمبر إلى ديسمبر بحسب تأكيدات المعارضين الذين قدموا استقالتهم الجماعية من الحركة. واحتدم الصراع القائم داخل حركة النهضة المحسوبة على التيار الاسلامي, قبيل أسبوع من انعقاد مجلس الشورى المرتقب عُقده السبت المقبل, ويبرر المناوئون رغبتهم في الإطاحة بالأمين العام لحركة النهضة بالنتائج السلبية التي حققتها التشكيلة السياسية في المحطات الانتخابية السابقة, وعدم قدرته على التسيير وتوالي الاستقالات, وأثر هذا الوضع كثيرا على أدائها ونتائجها. و قدم أعضاء المكتب الوطني لحركة النهضة استقالتهم الجماعية، بعد تفاقم الأزمة داخل الحركة، حيث اتهم الأعضاء المستقيلون وعددهم 12 عضوا، الأمين العام الحالي، محمد ذويبي، ب تشكيل مجموعة موازية خارج مؤسسات الحركة" لمقاومة قرارات المكتب الوطني و إجهاض" قرارات مجلس الشورى الوطني. وعشية اجتماع مجلس الشورى, خرج القيادي البارز في حركة النهضة, يوسف خبابة المستقيل بعد أقل من شهرين من انسحاب القيادي والمكلف بالإعلام محمد حديبي من النهضة, عن صمته وقال في تصريحات بشأن الأزمة الداخلية التي تعصف بالحركة , إن الكثير من مناضلي الحزب يعلم أزمة الحركة وموقفي منها منذ فيفري 2014 تاريخ استقالتي من المكتب الوطني والتي توالى بعدها نزيف الاستقالات, وقد رضخنا لقرار مؤسسة مجلس الشورى الوطني الذي رفض استقالاتنا وألزمنا بالعودة إلى المكتب, مشيرًا إلى أن الأزمة التي تمر بها التشكيلة السياسية عميقة وقديمة وسبقت مشروع الاتحاد الإسلامي والانتخابات بأكثر من سنتين. وأكد المتحدث أن التشكيلة المحسوبة على التيار الإسلامي تعرف تراجعًا غير مسبوق منذ المؤتمر الخامس, وفقدت معظم المواقع السياسية ووقع نزيف حاد من قياداتها, وخسرت الانتخابات التشريعية وهي تتجه إلى إخفاق أكبر في المحليات المزمع تنظيمها شهر نوفمبر إلى ديسمبر بسبب التعنت وسحق المؤسسات وعرقلة عملها, آخرها عرقلة مجلس الشورى من الانعقاد. وأوضح يوسف خبابة, في الأخير نبقى متمسكين بضرورة انعقاد مؤسسة مجلس الشورى الوطني, التي تتحمل مسؤولية تصحيح الانحراف, ومن جهتنا سنحترم قرار المؤسسات عكس الذين يدعون ذلك بأفواههم ويحاربون قرارات المؤسسة بعصابات إلكترونية وأسماء مستعارة ويوفرون لها الحماية ويغذونها بالافتراءات, ويلبسون ثوب الضحية, ويقيمون الاجتماعات الموازية لكيفية إخضاع مؤسسات الحزب لنزواتهم وتفجير الحركة وجرها إلى مستنقع الفتنة إذا اقتضى الأمر . ورفض الأمين العام السابق لحركة النهضة فاتح ربيعي الإدلاء بأي تصريح حول هذا الموضوع أو تأكيد أو نفي صحة هذه المعطيات، بينما لم يرد المكلف بالإعلام في المكتب السابق محمد حديبي على اتصالاتنا، فيما اكتفى الامين العام محمد ذويبي بالقول في تصريحات مقتضبة ل السياسي إن ما يحدث داخل حركة النهضة هو شأن داخلي ومجلس الشورى هو المؤسسة الوحيدة المخول لها الفصل في هذا الأمر، فيما انتقد ذويبي ضمنيا التصريحات النارية لمعارضيه في الحركة حينما قال ما يحدث في بيت النهضة لا تتم مناقشته في صفحات الجرائد .