تم إبراز أهمية هجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام في الثورة التحريرية المجيدة وهذا خلال ندوة تاريخية انتظمت امس بمتحف المجاهد بتلمسان بمناسبة إحياء اليوم الوطني للمجاهد. وتضمن هذا اللقاء المنتظم من طرف المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 تحت شعار تتويج عسكري لانتفاضة شعبية وخارطة طريق لثورة القرن ، عدة محاور تم من خلالها إبراز أهمية هجومات الشمال القسنطيني (20 أوت 1955) ومؤتمر الصومام (20 أوت 1956)، في تنظيم الثورة والتعريف بها لدى الرأي العام الدولي. وتحدث أستاذ التاريخ حوثية محمد، من جامعة أدرار، خلال مداخلته عن المراحل التي سبقت الثورة التحريرية والتحضير لتفجيرها الثورة والطرق التي كان ينتهجها المجاهدون في اقتناء الأسلحة، قائلا ان الضغط الكبير كان بمنطقة الأوراس وانفتح بعد هجومات الشمال القسنطيني ثم مؤتمر الصومام مما سمح للثورة بدخول مرحلة جديدة بإشراك الشعب والمنظمات الوطنية فيها. وأشار نفس المتحدث أن نتائج مؤتمر الصومام في مستوى عظمة الثورة لأنها ألزمت كل ولاية بتطبيق قراراته مما جعله منعرجا حاسما في الثورة وسمح بالتعريف بها لدى الرأي العام الدولي. ومن جهته، ذكر أستاذ التاريخ الأحمر قادة، من جامعة سيدي بلعباس، عبقرية التخطيط لهجمات الشمال القسنطيني تحت إشراف الشهيد زيغود يوسف، قائلا أنه تم إختيار اليوم والتوقيت المناسب لتنفيذ الهجوم، وذكر أن عبقرية زيغود يوسف تتجلى في التفاف الشعب ومشاركته في الهجوم فور وقوعه، زيادة على الحنكة التي كان يمتاز بها الجزائريون ممن خططوا لهذه الهجومات. كما أبرز أستاذ التاريخ الحديث زين محمد، من نفس الجامعة، تداعيات ونتائج مؤتمر الصومام مشيرا إلى أنه انبثقت عنه الوثيقة الرسمية الثانية بعد بيان أول نوفمبر التي حددت الأطر العامة للدولة الجزائرية حتى بعد الاستقلال وأشار أن مؤتمر الصومام سمح بإصدار مجموعة قرارات كتقسيم التراب الوطني إلى 6 ولايات وتحديد الرتب العسكرية والاهتمام بالجانب المادي للمجاهد وخلق المجلس الوطني للثورة. وتم على هامش الندوة عرض شريط وثائقي خاص بالمناسبة وتكريم المجاهد أعمر بن علي وعائلة الشهيدين لبلق عبد السلام وعمارة عدة وبعض أعوان الحرس البلدي المتقاعدين والتلاميذ النجباء في امتحانات الأطوار الثلاثة.