تجرى مساعي بميلة، من أجل ترميم بناية الطاحونة القديمة الكائنة بحي صناوة عند المخرج الشرقي لمدينة ميلة وذلك لقيمتها التاريخية التي تعود للحركة الوطنية ، حسبما علم لدى مصالح ولاية ميلة. وكانت هذه الطاحونة التي تعود ملكيتها خلال فترة الاحتلال الفرنسي للمعمر فارجاس وزوجته مشهورة بطحن حبوب منطقة ميلة المعروفة بإنتاج الحبوب ذات النوعية، قبل أن يستأجرها المجاهد الراحل لخضر بن طوبال بين العامين 1948 و 1950 ليستعملها أيضا كمركز سري للقاءات الحركة الوطنية ومخبأ للأسلحة التي شرع في جمعها بدءا من تأسيس المنظمة الخاصة سنة 1947، وكان موقع الطاحونة كما يقول المجاهد عبد المالك بولمرقة رئيس الجمعية الثقافية 8 ماي 1945 مواتيا للعب هذا الدور لكونه يحاذي خط مرور حافلات النقل القادمة من قسنطينة ما يمكن المناضلين من النزول والالتحاق بالمكان بعيدا عن أعين البوليس الفرنسي، الذي كان يراقب الحركة بوسط المدينة ويذكر المجاهد بولمرقة أسماء مجاهدين كبار كانوا يلتحقون بالمكان، على غرارعبد الحفيظ بوالصوف وزيغود يوسف. وكان المعلم مهددا بالهدم مؤخرا، لاسيما لجواره لمشروع انجاز مقر جديد لإقامة ولائية قبل أن تقرر السلطات المحلية المحافظة عليه وترميمه حفاظا على الذاكرة النضالية للمنطقة ويعكف مكتب دراسات فنية حاليا بصفة مجانية على إعداد الدراسات اللازمة، من أجل الحفاظ على المعلم وإهداءه للمدينة ولذاكرتها الثورية الثرية فيما قرر والي ميلة أحمودة أحمد زين الدين، التكفل بانجاز الأشغال على حساب ميزانية الولاية من أجل تذكير الأجيال الجديدة بكفاحات المجاهدين والشعب الجزائري وذلك خلال زيارة أخيرة له للمعلم، حيث ألح بعين المكان على الإبقاء على مواصفات وخصائص هذا المعلم التاريخي.