تعكف إدارة حديقة التجارب الحامة بالعاصمة، منذ مطلع سبتمبر الجاري، لإطلاق مشروع جرد الممتلكات الطبيعية للحديقة بهدف ادراجها مجددا ضمن قائمة الحدائق العالمية المعترف بها دوليا، حسبما علم لدى إدارة الحديقة. وقد تقرر عقب اجتماع أعضاء المجلس العلمي في بداية سبتمبر، إعادة بعث عملية الجرد والتصنيف داخل الحديقة لإعادة تثمين مكتسباتها الطبيعية والعمرانية والتاريخية، حسبما أكده بولحية عبد الكريم، المدير العام لحديقة التجارب الحامة. وأوضح بولحية بصفته أيضا مهندس دولة في الفلاحة وعضو في المجلس العلمي، أن حديقة الحامة لم تعد مصنفة في أي من القوائم المعترف بها عالميا، حيث سقطت من القائمة في فترة ما بعد الاستقلال حيث كانت مصنفة كأجمل حدائق العالم. واتفق أعضاء المجلس العلمي الجديد الذي تم تنصيبه مطلع السنة الجارية في جلسته الأولى هذا الشهر على ضبط منهجية العمل المناسبة لإطلاق مشروع الجرد الداخلي للمصنفات بالحديقة والالتزام بالمعايير الدولية التي تحددها الجامعات والمنظمات المختصة في الشأن. وقال المتحدث أن إدارته تواصلت مع الهيئات المعنية باستقبال ملف حديقة التجارب الحامة وأبدت اهتمامها بقيمة المعلم الطبيعي وكذا استعدادها على تقديم المساعدة ومتابعة الملف. ويتكون المجلس العلمي لحديقة التجارب الحامة، علاوة عن المدير العام للحديقة، ممثلين عن وزارتي الفلاحة والبيئة وآخر عن جامعة العلوم والتكنولوجيا باب الزوار والمعهد القومي للعلوم الفلاحية بالحراش ومعهد الأبحاث الغابية بينام ومعهد وقاية النباتات و3 باحثين آخرين مختصين في مجالات مختلفة لإثراء المجلس علميا. ويحرص هذا المجلس في هذه المرحلة على تحيين المعلومات التي لم يعاد النظر فيها منذ 1993 سنة آخر جرد قامت به الإدارة آنذاك لكنها لم تعرضه على الهيئات المعنية بالشأن، وفق ذات المصدر. وستلعب مؤشرات إيجابية كثيرة لصالح تفعيل ملف حديقة الحامة لدى المنظمات المختصة، حسب بولحية، وذلك بالنظر إلى اعتبارات عدة منها أقدمية الحديقة (أنشأت في 1832)، وجود نباتات معمرة ونادرة على غرار أشجار البلاطان التي غرست في 1847، ناهيك عن توفر نباتات محلية، وكذا تهيئتها الداخلية وتواجد المدرسة البيئية المنشأة في 1900 لتكوين مختصين في النباتات، ناهيك عن خصائص أخرى. وفي انتظار بلوغ مرحلة اختيار مكاتب الدراسات لتفعيل عملية الجرد، يضيف المصدر، سطرت الإدارة الحالية برنامج انجاز خريطة نباتية لتحديد مكان وطبيعة وحالة كل نبتة خاصة وأن الحديقة (التي اعيد فتحها في 2009) شهدت في السنوات الأخيرة نمو نباتات جديدة اجتاحت الممرات وزاحمت النباتات الأصلية. وتعرف حديقة التجارب الحامة، الممتدة على مساحة 32 هكتار، وضعا ماليا مريحا، على حد تعبير مديرها العام، إذ تستفيد من دعم ولاية الجزائر يغطي كل تكاليف الحديقة حيث بلغت الميزانية الأولية لسنة 2016 حوالي 22 مليار سنتيم. كما تحقق الحديقة نسبة أرباح معتبرة من وراء شباك التذاكر وقد غطت مداخيل الزوار للسنة الجارية أكثر من 80 % من ميزانية التسيير، وفق المتحدث. وتحصي الحديقة 300 عامل موزعين بين اختصاصات علمية وأخرى خدماتية وتقنية، حيث يتم التفكير في سبل الاستفادة من اليد العاملة المؤهلة وتدعيم صفوف الحراسة بفرقة الأنياب وتكوين أعوان الأمن في تدريب الكلاب وناهيك عن تحصين أرجاء الحديقة ب40 كاميرا عالية الجودة، 32 منها موزعة على مستوى حديقة الحيوانات. وتشير آخر الاحصائيات التي أدلت بها سناء جبالي، المكلفة بالإعلام على مستوى حديقة التجارب، إلى تسجيل أزيد من 500 ألف زائر تردد على الحديقة طيلة موسم الاصطياف المنصرم (من شهر جوان إلى اوت 2017)، وعرف شهر أوت ذروة النشاط في تلك الفترة بتسجيل أكثر من 268 ألف زائر. كما أشارت المتحدثة إلى تسجيل ولادة جديدة في صنف السنوريات وهي لبؤة من النوع الإفريقي لتنضم إلى حظيرة الحيوانات التي تعرف تكاثرا ملفتا يسمح للحديقة بتدعيم حدائق الحيوانات عبر الوطن.