احتدمت المعركة الانتخابية المحلية مع اقتراب موعدها بعد عشرة أيام، ودخلت الأحزاب السياسية في سباق لتنظيم التجمعات الشعبية وإلقاء الخطابات لتسويق لمرشحيها من خلال كسب الوقت ولقاء الناخبين في ظل ما تبقى من أيام عن موعد الاقتراع المقرر في 23 نوفمبر الجاري. وفي هذا السياق، يسعى كل مرشح لدعوة أكبر عدد ممكن من المواطنين وخصوصا من قواعده الانتخابية ومحاولة التنسيق مع الممثلين في المناطق من اجل إلقاء كلمات تأييد ومؤازرة بحق المرشحين لكسب المزيد من الدعم والتأيد، كما يسعى المرشحين إلى بث خطاباتهم بالتجمعات الشعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإظهار مدى الشعبية التي يحظون بها وقدرتهم على الفوز بمنصب رئاسة البلدية أو عضوية المجالس البلدية والولائية. ويسعى المتنافسون خلال الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية إلى حصد أكبر قدر من الأصوات التي يمثلها الوعاء الانتخابي، مركزين في خرجاتهم الميدانية على ضرورة المشاركة في هذا الموعد الذي يعد فرصة لتغيير الأشخاص والسياسات من خلال تصويت مسؤول يضع مصلحة البلاد قبل كل شيء. وفي هذا الإطار، أكد الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، على أن انتخابات 23 نوفمبر تعد فرصة لتغيير الأشخاص والسياسات وأيضا لتغيير الواقع نحو الأفضل، مشيرا إلى أن هذه الاستحقاقات هي انتخابات محلية بأبعاد وطنية، فيما تعهد بأن التكتل الذي تنتمي إليه حركته رشح أشخاصا يتسمون بالصدق والكفاءة والوعي. ومن جهته، رافع رئيس حزب الحرية والعدالة، محمد السعيد، من أجل تصويت مسؤول يضع مصلحة البلاد قبل كل شيء بحيث يتعين على المواطنين القيام بخيار حكيم من أجل اختيار المرشح الأفضل لتسيير المجالس المحلية التي سيتم تجديدها كما حرص على التذكير بأن تشكيلته السياسية هي حزب فتي، وبالتالي هو بحاجة إلى الوقت من أجل القيام بتغيير سلمي عن طريق صناديق الاقتراع وحتى يكون في مستوى الثقة الموضوعة في كفاءاته الشابة. أما رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، شدد على أن بناء جزائر قوية بحاجة إلى كل أبنائها بالنظر إلى الخطر الخارجي الذي يهددها، وحث الأحزاب السياسية على التنافس لتقديم الأفضل للجزائريين مهما كانت الخلافات بيننا كأحزاب وسلطة. بدوره، شدد الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري، بلقاسم ساحلي، على ضرورة اختيار الكفاءات خلال الانتخابات المحلية المقبلة، بهدف رفع التحديات التي تواجه البلاد على أكثر من صعيد، كما ربط بين السياسة العامة للسلطات العمومية والسياسة التنموية المحلية اللتان لا يمكن فصلهما، الأمر الذي يستدعي إسناد شؤون المجالس البلدية والولائية إلى كفاءات ذات مستوى تعليمي عال. من جهته، أبرز رئيس حركة مجتمع السلم، عبد المجيد مناصرة، أن نجاح المنتخب المحلي سواء على مستوى المجالس الشعبية البلدية أو الولائية يتطلب حمايته من كل أشكال الضغوطات، حتى يؤدي واجبه بكل تفان وجدية طالما أنه الأكثر إدراكا ومعرفة بحاجيات المواطنين. أما الأمين العام لحزب التجديد الجزائري كمال بن سالم فقد ركز خطابه على الدور المحوري المنو بالشباب الذين هم من يصنعون أمجاد كل دولة. ومن جهته، دعا رئيس الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية، خالد بونجمة، السلطات الإدارية والمنتخبين إلى اعتماد مبدأ المساواة بين مختلف البلديات والأحياء في التنمية ضمانا للانسجام بين مختلف شرائح المجتمع والابتعاد عن سياسة الإقصاء والتهميش لسكان الأحياء والبلديات الفقيرة والمعزولة. وجدد رئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، تأكيده رفض حركته للمقاطعة، وهو ما يدفعها لخوض الانتخابات المحلية ببرنامج طموح وخطاب صريح، يسمح بتحقيق التكامل على المستوى المحلي وهو العنصر الذي اعتبره ضروريا لإرساء توافق وطني.