يواجه الكثير من الجزائريين، أزمة حادة بعد حالة ارتفاع الاسعار في العديد من القطاعات خاصة الطبية منها، ما دفع بالبعض إلى مقاطعة العلاج عند الأطباء الخواص في الوقت الذي تشهد فيه المستشفيات العمومية حالة تدهور في الخدمات الصحية، وأمام هذا الوضع أصبحت محلات بيع الأعشاب تشهد إقبالا ملحوظا وتنافس الصيدليات إلى حد ما. قطف و الشيح و الحرمل أعشاب لقيت رواجا كبيرا وعرفت ندرة في محلات بيعها، وهذا بعد الحديث عنها وسط المرضى، واحتلالها مساحات واسعة في مواقع الطب البديل والتداوي بالأعشاب، عبر الإنترنت. وفي الكثير من الأحيان، يطمع المصابون بالأمراض المزمنة في الشفاء نهائيا وذلك بالتخلي عن حصص المتابعة الطبية وشراء الأدوية، فيتخذون من الأعشاب التي تروج لها شبكات التواصل الاجتماعي، تطبيبا إضافيا إلى يتناولونه من الدواء الذي يصفه الطبيب المختص، هذا الأمل في التخلص من معاناة صحية أنعش تجارة الأعشاب يحدث هذا في ظل ارتفاع تكاليف اسعار العلاج بالعيادات الخاصة وغيرها إذ وصلت بعض الأسعار ببعض العيادات وبعض التخصصات إلى حدود غير معقولة، على غرار عيادات أمراض القلب والتي يفوق بها سعر الكشف 5000 دج، وصولا إلى عيادات الطب العام والتي لم تسلم هي الأخرى من الارتفاعات لتصل إلى 3500 دج فما فوق، وهو ما أثار استياء أغلب المواطنين، حيث يعد كشف روتيني وعادي مكلفا بعض الشيء ومبالغا به، وهو ما أطلعتنا عليه أمال لتقول في هذا الصدد أنها اصطدمت بارتفاع تكاليف العيادات الخاصة وما يتطلبونه من أموال طائلة، حيث أن ارتفاع أسعار العيادات الخاصة باتت هاجسا للمرضى، وخاصة الذين يقصدونها، ليصطدموا بغلاء التكاليف وارتفاعها المجنون. ومن جهته، فإن هذه العيادات الخاصة وعلى الرغم ما توفره من خدمات وعلاج، غير أنها تبقى تستنزف جيوب المرضى لما تتطلبه من تكاليف باهظة ليست في متناول الجميع، إذ تفرض هذه الأخيرة نفسها باحتياج أغلب المرضى للخدمات الصحية بالقطاع الخاص وتوجههم إليه للسرعة التي تقدمها في العلاج والتشخيص، غير أن هاجس ارتفاع الأسعار بات يؤرق الجميع وخاصة أن الأغلبية يفضل زيارة العيادات الخاصة لتوفرها على الاختصاصات وما إلى غير ذلك من خدمات، حيث أن هذه الأخيرة أصبحت مصدر استنزاف للجيوب، وهو ما أطلعنا عليه الأشخاص الذين التقيناهم لتطلعنا نادية في هذا الصدد أنها من رواد العيادات الخاصة، لتضيف أن هذه الأخيرة تتسبب لها في خسارة أموال طائلة مقابل الفحوصات والكشف والتشخيص. ومن جهته، ورغم ارتفاع تكاليف العيادات الخاصة، فإن الإقبال يبقى كبيرا عليها لما توفره من خدمات صحية وعلاجية، ويرى الكثيرون من المواطنين أن ما يقوم به أصحاب العيادات الخاصة من طلب للأموال التي تستنزف الجيوب انتهازا للفرص واستغلال لحاجة المرضى للعلاج، حيث أنه ومع بداية العلاج تتطلب العيادات الخاصة أموالا كبيرة منذ بداية ولوجهم لهذه الأخيرة، لتبدأ رحلة استنزاف الجيوب، بدءا من التحاليل وتكاليف الكشف وغيرها من الأمور التي تكلف المرضى الكثير، وهو ما اشتكى منه المواطنون والذين عبروا عن استيائهم البالغ من الأمر وخاصة أن العيادات لا تراعي القدرة الشرائية لأغلب المواطنين، وهو ما أوضحه العديد من المواطنين الذين التقيناهم والذين أشاروا إلى الأمر، معربين عن أمله في أن تعيد هذه العيادات الخاصة النظر في أمر التكاليف الباهظة التي تفرضها هذه الأخيرة وخاصة في بعض التخصصات ذات الإقبال الكبير. ومن جهته، فقد أرجع العديد من الأشخاص ارتفاع تكاليف العيادات الخاصة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة ولغلاء الأسعار التي مست أغلب القطاعات بما فيها ارتفاع أسعار كراء الشقق والمنازل والتي يعتمد عليها الأطباء الخواص لممارسة نشاطهم، كما أرجع آخرون ارتفاع تكاليف العيادات الخاصة إلى جشع الخواص ومبالغتهم في استنزاف جيوب المواطنين، ليبقى بذلك المواطنين ذوي الدخل المحدود في مواجهة ارتفاع أسعار العيادات الخاصة وتكاليف العلاج الباهظة. العلاج بالأعشاب بديل الجزائريين وقد فرض ارتفاع أسعار العيادات الخاصة على أغلب المواطنين الاتجاه إلى العلاج ب دواء العرب والذي، حسبهم، يوفر عليهم الكثير من الأتعاب والمصاريف هم بغنى عنها، حيث يلجأ الكثيرون إلى التداوي بالأعشاب والخلطات العشبية الطبيعية لتجنيب أنفسهم ظاهرة استنزاف الجيوب التي تتطلبها العيادات الخاصة، حيث يرى الكثير من المرضى أن التداوي ببعض الأعشاب حلا بديلا لمجابهة المصاريف على غرار علاج بعض الأمراض البسيطة مثل الزكام عن طريقة مكافحته بالأعشاب الطبيعية وغيرها من الأمور والتي لا تستدعي علاجا خاصا، وذلك للابتعاد عن تكاليف هم في غنى عنها. غاشي: ارتفاع تكاليف العيادات الخاصة لا مبرر له وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على المرضى بفرض العيادات الخاصة أموالا باهظة على المواطنين، أوضح غاشي الوناس، الأمين العام للنقابة الوطنية للشبه الطبيين، في اتصال ل السياسي ، ان ارتفاع تكاليف العيادات الخاصة لا مبرر له، وهذا يرجع إلى أن العيادات الخاصة تعمل بنظام حر ومستقل دون خضوع لرقابة معينة من طرف الجهات الوصية، إذ هنا يأتي دور السلطات والتي يتوجب عليها ان تراقب وتستقصي أسباب الارتفاعات في كل مرة، حيث أن أغلب العيادات الخاصة لا تقوم بتخفيض الأسعار بل ترفعها لأقصى المستويات في كل مرة، وهذا لغياب الرقابة، وأضاف المتحدث بأن العيادات الخاصة في الجزائر هي سوق حر ومفتوح فكل واحد يتصرف على هواه ويفرض منطقه ويحدد سعره الذي يناسبه في تنافس تجاري لا يصب في مصلحة المواطنين. خياطي: غلاء المعيشة يعيد المرضى إلى المداواة بالطرق البدائية ومن جهته، اضاف البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية وتطوير البحث العلمي فورام ، في تصريح سابق لوسائل الاعلام، إن الأزمة الاقتصادية والتهاب التكاليف المعيشية أعادت التجارة غير المنظمة للأعشاب، خاصة بعد الترويج لها عبر الإنترنت، ويضيف أن وزارة الصحة مدعوة اليوم أكثر من ذي قبل إلى تنظيم بيع بعض الأعشاب التي يستعملها مرضى السكري والسرطان، وتحديد فوائدها وأضرارها والأدوية التي لا تتناسب معها. واقترح تعليق قائمة أعشاب محددة من طرف الوزارة تحوي وصفة دقيقة لكل عشب تتعلق بمعلومات علمية وطريقة تناوله، كما دعا وزارة التكوين المهني إلى فتح فروع متخصصة معرفة لحرفة بيع الأعشاب مدة 18 شهرا. وأكد مصطفى خياطي أن هيئته كتبت عدة تقارير إلى وزارة الصحة حول مخاطر بيع الأعشاب بعشوائية خاصة للمصابين بأمراض خطيرة، وحذر الجزائريين من تبعات تناول أعشاب بشكل مفرط قد يؤدي إلى وفاتهم أو التسبب في تعقيدات صحية قد تكلف الكثير.