خرجت مظاهرات حاشدة مؤيدة للحكومة في أرجاء إيران، بعد أيام من الاحتجاجات على السلطات. وبثت محطات التلفزيون الرسمي تغطية حية لخروج عشرات الآلاف في مسيرات في شوارع عدد من المدن والبلدات، وهم يهتفون بشعارات مؤيدة للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي. ويبدو أن الليلة الماضية شهدت احتجاجات مناوئة للحكومة أقل مما حدث في الأيام الستة الماضية. وقد أدت المظاهرات التي بدأت الخميس الماضي إلى قتل 21 شخصا، على الأقل حتى الآن. واتهم علي خامنئي الثلاثاء أعداء إيران بالتآمر ضد بلاده، في أول تعليق له على موجة الاحتجاجات التي دخلت يومها السادس. ولكن مندوبة أمريكا في الأممالمتحدة، نيكي هيلي، قالت إن الاحتجاجات عفوية بالكامل، وإن الولاياتالمتحدة ستطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في إيران. ووصفت الولاياتالمتحدة اتهامات إيران لأعدائها بالوقوف وراء الاحتجاجات العنيفة الحالية في البلاد، بأنها محض هراء. وبدأت الاحتجاجات الخميس الماضي وأدت، حتى الآن، إلى مقتل 22 شخصا، بحسب تقارير رسمية إيرانية. وقد اندلعت في مدينة مشهد وامتدت إلى مدن أخرى، كحركة احتجاجية على الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار ومواجهة الفساد. لكنها رفعت لاحقا شعارات تطالب بإسقاط الحكومة ومناهضة للزعماء الإيرانيين، ومن بينهم خامنئي والرئيس حسن روحاني. وأجرى روحاني مباحثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعا خلالها الرئيس الفرنسي السلطات الإيرانية إلى ضبط النفس. وتشير تقارير إلى أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان إلى طهران، التي كانت مقررة الأسبوع الجاري قد تؤجل. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء قوله إن الرئيس الإيراني حسن روحاني أبلغ أردوغان في مكالمة هاتفية إنه يأمل أن تنتهي الاحتجاجات في إيران في غضون أيام قليلة. وأضافت المصادر أن أردوغان قال خلال المكالمة إن روحاني اتخذ موقفا ملائما بقوله إنه يجب ألا ينتهك المتظاهرون القانون أثناء ممارسة حقهم في الاحتجاج السلمي. وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية قد قال في منشور على موقعه الرسمي على الأنترنت أعداء إيران استخدموا، في الأيام الأخيرة، أدوات مختلفة بما فيها الأموال والأسلحة والسياسة والاستخبارات لخلق مشاكل في الجمهورية الإسلامية . ويقول المحللون إن خامنئي يشير بكلمة (أعداء) إلى إسرائيل والولاياتالمتحدة والمنافس الإقليمي المملكة العربية السعودية. ووصفت مندوبة أمريكا في الأممالمتحدة هذه الاتهامات بأنها سخيفة. وأضافت هيلي: الشعب في إيران يصرخ من أجل الحرية، ويجب على كل الشعوب المحبة للحرية أن تساند قضيته . وكشفت عن أن الولاياتالمتحدة ستدعو إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة الاحتجاجات الحالية ضد الحكومة الإيرانية. وتقول ندى توفيق، من بي. بي. سي في نيويورك، إن مجلس الأمن الدولي يتعامل مع التهديدات الدولية للسلام والأمن، لكن ليس واضحا وجود دعم كاف بين أعضاء مجلس الأمن لعقد الاجتماع الذي تريده واشنطن. وقالت هيلي: إن الحريات المكرسة في ميثاق الأممالمتحدة تتعرض لهجوم في إيران، وتم بالفعل قتل العشرات، واعتقال مئات المحتجين . وأضافت: إذا كان تاريخ الديكتاتورية الإيرانية يمثل أي مؤشر نسترشد به، يمكننا توقع المزيد من الانتهاكات الفظيعة في الأيام المقبلة . وأثار الموقف الأمريكي من الاضطرابات، الذي تضمن سلسلة من تغريدات للرئيس دونالد ترامب، ردود فعل غاضبة من القيادة الإيرانية. وقال بهرام قاسمي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن ترامب يجب أن يركز على القضايا الداخلية لبلاده مثل قتل عشرات الناس يوميا، ووجود ملايين من المشردين والجوعى. واتهمت مجموعة من النواب الإصلاحيين والمعتدلين في البرلمان الإيرانيالولاياتالمتحدة بمحاولة استغلال الوضع في البلاد. واعتقلت السلطات الإيرانية أكثر من 450 شخص في طهران وحدها خلال الأيام الثلاثة الماضية.