اعتبرت إيران أن أعدائها من الخارج يقفون وراء الاحتجاجات العنيفة التي تعرفها منذ أسبوع، وحذرت المحتجين من التعدي على الممتلكات العمومية، ويواجه عدد معتبر ممن ألقي عليهم القبض عقوبة الإعدام. خرجت في مدن إيرانية، أمس، عدة مظاهرات مؤيدة للنظام ومعارضة للمظاهرات الاحتجاجية ضد سياسات الحكومة، بينما توعدت السلطات المتظاهرين الذين يثيرون الفوضى. ورفع المتظاهرون الداعمون للحكومة، شعارات تطالب بمحاكمة من سموهم مثيري الفتنة وجابوا شوارع مدن كل من الأهواز وكرمنشاه وإيلام وبوشهر وخرم آباد وجرجان وقم ومدن أخرى. يأتي ذلك، بينما قال قائد قوى الأمن الداخلي في إيران العميد حسين أشتري إنه تم إبلاغ جميع قادة الشرطة في مختلف المحافظات بالتعامل الحازم مع من يستهدف المنشآت العامة ويحدث الفوضى، ورصد تحركاتهم على الأرض وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. وتواصلت الاحتجاجات في عدد من المدن الإيرانية ومنها العاصمة طهران، وارتفاع عدد القتلى في المظاهرات التي تفجرت الخميس الماضي إلى 22 قتيلا. اعتقال المئات وأعلنت أجهزة الاستخبارات أنه تم اعتقال عدة أشخاص متهمين بالمسؤولية عما وصفتها بالاضطرابات، مشيرة إلى أن الاحتجاجات تحولت إلى أعمال عنف «بسبب وجود عناصر مشبوهة وعدوانية». وكان نائب حاكم طهران قال إن أكثر من 450 شخصا اعتقلوا في العاصمة خلال 3 أيام بينما اعتقل مئات آخرون في جميع أنحاء البلاد، وقال مسؤول في القضاء إن بعضهم قد يواجه عقوبة الإعدام. وقال مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي أن من أسماهم «أعداء» الجمهورية الإسلامية يقفون وراء إثارة الاضطرابات في أرجاء البلاد. وقال في أول تعليق له على المظاهرات إنّ أعداء إيران استخدموا أدوات مختلفة -منها المال والسلاح والسياسة وأجهزة المخابرات، لإثارة مشاكل للبلاد. قلق دولي وتصعيد أمريكي وأفادت مصادر دبلوماسية بأن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أجرى مباحثات هاتفية مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف تناولت التطورات الأخيرة في إيران.وفي باريس، قالت الرئاسة الفرنسية إن إيمانويل ماكرون أعرب عن قلقه بشأن التطورات في إيران، ودعا روحاني إلى ضبط النفس. من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لسقوط قتلى في الاحتجاجات بإيران، وطالب السلطات الإيرانية باحترام حق الشعب الإيراني في التظاهر سلميا، وهي الدعوة نفسها التي صدرت عن دول غربية عدة. في المقابل أصدرت واشنطن تصريحات متتالية منذ اندلاع الاحتجاجات في إيران وسقوط أكثر من عشرين قتيلا، تصب كلها في انتقاد النظام الإيراني وتأييد الاحتجاجات. وكان الرئيس دونالد ترمب أعرب في عدة تغريدات على تويتر دعمه للمحتجين.