أكد رئيس المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، أمين بوطالبي، أن قرار الحكومة بمنع استيراد عديد المنتوجات من الخارج هو قرار جريء، مشيرا إلى أن الأزمة تولد الهمة لاستهلاك كل ما هو جزائري، مؤكدا أن 2018 ستكون سنة نهضة اقتصادية كبيرة وستشهد فيها الجزائر حركية كبيرة في التصنيع والمشاريع الكبرى. في سياق آخر، كشف بوطالبي، أمس للإذاعة الوطنية، عن الطبعة الخامسة للملتقى الإفريقي للاستثمار والتجارة التي ستنظم في ال31 مارس المقبل والتي ستشهد استقطاب بين 400 إلى 500 مليون دولار كاستثمار مباشر في الجزائر، مشيرا إلى أن هذا الملتقى سيشهد حضور عدة بنوك وهيئات كبيرة ورجال أعمال من السعودية، مبرزا أن الهدف من هذا الملتقى خلق علاقات شراكة وتعاون بين المستثمرين وهذه الهيئات بالتركيز على القطاع الخاص لفتح أسواق جديدة للجزائر في الخارج. وبعد أن أشار إلى أهم المعارض والملتقيات الدولية التي تمت المشاركة فيها بوفود اقتصادية هامة والمقدرة بأكثر من 342، قال رئيس المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، إنه رغم امتلاك الدولة الجزائرية للعديد من الصناديق الدولية التي تسدد فيها الاشتراكات السنوية والعضوية إلا أنها لا تعود بالفائدة، حسبه، لا على القطاع العام أو الخاص، مضيفا أن السبب يعود إلى عدم وجود لوبي الذي يعد مهما جدا في استقطاب ما نملكه خارج الجزائر . إيجاد آلية لإنشاء لوبيات اقتصادية لجلب المستثمرين بالجزائر واعتبر أمين بوطالبي، أن آفاق وإمكانيات الاستثمار موجودة بالجزائر غير أننا لا نمتلك آلية لمتابعة إطاراتنا ومستثمرينا بالخارج وعلى الحكومة إيجاد نظام يضم لوبيات قوية لديها القدرة على الإقناع لنزع النظرة السوداء عن الجزائر خاصة فيما تعلق بالبيروقراطية والقاعدة 51-49، على حد تعبيره. كما يتعين على سفاراتنا بالخارج، يضيف المتحدث ذاته، المساهمة في صنع خارطة اقتصادية خاصة للدول الإفريقية والتي تعد مهمة في معرفة احتياجات الدول وكيفية التعامل معها خاصة النيجر والتشاد والبنين وبوركينافاسو، ومازال لهذه السفارات دور كبير مع روسيا وسلطنة عمان حيث لدينا أسواق كبيرة مع هذه الدول. وأردف في السياق ذاته بالقول لدينا علاقات قوية مع لبنان في إطار برنامج تنمية ودعم التجارة الخارجية التابع لصندوق النقد العربي وكذا مع تونس والأردن في الهيئة العربية للإنماء والاستثمار الزراعي التي باشرت الآن في الجزائر استثمارات كبيرة، إلى جانب وضع برامج لدعم التصدير في إفريقيا حيث هناك بنك مختص يضمن للمصدر أمواله قبل إرسال منتوجه. الجزائر ترفض الاستفادة من المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص . وفي معرض حديثه عن المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، أشار أمين بوطالبي إلى أهمية هذه المؤسسة في تمويل كل المشاريع سواء في مجال السياحة والصحة وكذا الصناعات الخفيفة والثقيلة ومن المهم استغلال هذه الفرص، إلا أن الجزائر، كما يقول، لم تستفد ولا تريد الاستفادة من ذلك وهذا راجع لعدم وجود روح التفاوض والمبادرة لدى المؤسسات البنكية سواء العمومية أو الخاصة. وبخصوص اللقاء الوطني التوجيهي لرؤساء المجالس الشعبية الولائية والبلدية الذي سيتم تنظيمه اليوم الخميس، أكد المتحدث على أهميته في مجال تحفيز الذكاء الاقتصادي وإعادة إدراجه ضمن الأطر السليمة والكبيرة التي تضطلع بها الإدارة المحلية أو البلدية. وأضاف أن أهم شيء سيكون في المستقبل القريب وجود تنافسية بين الإدارة المحلية كبلدية وولاية لأن الحكومة ستتوجه مباشرة إلى البحث عن آليات تنافسية داخل البلديات لاستقطاب استثمارات ولصناعة اقتصاد يمكن أن يدر على البلدية بإضافة نوعية.