رغم نتائجهم السلبية التي اقرها الصندوق في الانتخابات التشريعية والمحلية الاخيرة التي جرت خلال سنة 2017، أبى زعماء احزاب المعارضة السياسية في الجزائر إلا أن يواصلوا التشبث بكرسي الرئاسة في احزابهم، هذا الواقع جعل مراقبين وناشطين في المجال السياسي يتساءلون حول المعايير التي تعتمدها مثل هذه التشكيلات السياسية في اختيار رؤساءها، وهل يخضع هؤلاء إلى المسائلة الداخلية حول النتائج المحققة في عهداتهم الرئاسية، أم أن المواثيق الداخلية الخفية لدى التاسيس تؤشر على حزب ما بأنه ملك لشخص واحد؟. وتم مساء أمس الاول انتخاب عبد الله جاب الله، رئيسا لجبهة العدالة والتنمية لعهدة جديدة تدوم خمس سنوات خلال أشغال المؤتمر الأول للجبهة الذي شارك فيه نحو 800 مؤتمر. وفضل المؤتمرون تجديد الثقة في الشيخ جاب الله رغم اعلانه من قبل أنه لن يترشح لعهدة جديدة في الحزب المحسوب على التيار الاسلامي، ولم تحرم النتائج السلبية التي حققتها الجبهة في محليات وتشريعيات 2017 جاب الله من التربع على كرسي الزعامة مجددا، وهو ما دفع مراقبين للتساؤل حول المعايير التي تعتمدها مثل هذه الاحزاب في اختيار رؤساءها. كما تم خلال هذا المؤتمر، الذي عقد تحت شعار وقفة للتأمل والاعتبار ، إحداث منصب رئيس مجلس الشورى والأمين الاول للحزب اللذين سيتم انتخابهما من طرف أعضاء مجلس الشورى الذي سيجتمع في غضون اسبوع، حسبما أكده لخضر بن خلاف، القيادي في الحركة. ونفى جاب الله نيته اعتزال العمل السياسي، معترفا بتفكيره في وضع لحد للنضال الحزبي إلا أنه اقتراحه قوبل بالرفض من طرق قيادات جبهة العدالة والتنمية. بدوره، سيكون حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية على موعد مع المؤتمر الوطني ال5 للحزب نهاية الاسبوع الجاري ، اين توحي كل المؤشرات بأن رئيس الارسيدي محسن بلعباس سيكون أمام طريق مفتوح من أجل الفوز بعهدة أخرى على رأس الحزب الذي أسسه السعيد سعدي. ولحد الآن، لم يبد أي قيادي في الارسيدي نيته في الترشح ومنافسة الرئيس الحالي محسن بلعباس على رئاسة حزب سعيدي سعدي خلال المؤتمر المقبل نهاية الاسبوع الجاري، ما يعني ان الامر بات محسوما داخليا لتزكية بلعباس لعهدة هي الثانية على راس الارسيدي. ورغم ان الارسيدي تحت قيادة بلعباس لم يحرز أي نتائج ايجابية تذكر في تشريعيات ومحليات 2017، اين اكتفى بمقاعد ضعيفة في المجلس الشعبي الوطني والمجالس البلدية والولائية، إلا ان الراي الغالب في مبنى ميسوني، بحسب مصادر عليمة، هو الابقاء على بلعباس الذي نجح بحسبهم في تفادي انشقاقات جديدة في الحزب بعد رحيل جماعة عمارة بن يونس، كما كان له كلمة مسموعة في تكتل احزاب المعارضة الذي تم الاعلان عنه في سنة 2014. اما في حركة مجتمع السلم المقبلة على مؤتمر مفصلي خلال ربيع 2018 ، فكل المؤشرات تؤكد تجديد الرئيس الحالي عبد الرزاق مقري الذي يسابق الزمن في الفترة الحالية للظفر بتزكية اعضاء مجلس الشورى خلال المؤتمر المقبل الذي يفصل في الرئيس المقبل لحمس للخمس سنوات المقبلة، بعدما تم اقتسام الرئاسة بين مقري ومناصرة في اطار اتفاق الاندماج بين حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير.