دخلت عدة أحزاب سياسية المنعرج الأخير للحسم في مواقفها بخصوص الانتخابات الرئاسية المبرمجة ليوم 17 أفريل المقبل، وذلك من خلال انعقاد يومي 24 و25 جانفي الجاري، لأعلى هيئة ما بين المؤتمرين، لأحزاب كل من الأرندي وحمس والأرسيدي. وسترمي تصريحات الأمين العام للأفالان التي أعلن فيها ”ترشح بوتفليقة رسميا”، بظلالها على الخيارات ومواقف هذه الأحزاب. يفتتح، غدا، عبد القادر بن صالح، الدورة الاستثنائية للأرندي، بفندق الرياض بسيدي فرج، وفي جدول الأعمال عدة نقاط تخص المصادقة على برنامج عمل الحزب للفترة المقبلة، واعتماد التشكيلة الجديدة للأمانة الوطنية التي تقرر رفع عددها من 17 إلى 21 عضوا، وكذا ملف الرئاسيات. وضمن هذا السياق، وباعتبار بن صالح يعدّ الرجل الثاني في الدولة لكونه يرأس مجلس الأمة، فإن موقف حزبه من الرئاسيات المقبلة، وخصوصا ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، سيكون له أكثر من دلالة حول توجهات منظومة الحكم بشأن هذا الاستحقاق الانتخابي، الذي ما يزال يخبئ جزءا من أسراره، حتى وإن كان الأمين العام للأفالان، عمار سعداني، سبق الجميع وأعلن عن سبقه الإعلامي (سكووب) بإعلان ترشح بوتفليقة رسميا إلى موعد 17 أفريل، ولم يترك أي عنصر للمفاجأة أمام صاحب القرار الرئيس نفسه الذي لم يبق أمامه كخبر جديد سوى معاكسة ذلك. وإن كان الأرندي، وهو حزب السلطة الثاني، لن يخرج عن الطريق المرسوم له، وهو دعم مرشح السلطة سواء كان بوتفليقة أو غيره ممن سيختار لخلافته، حتى وإن كانت كل المؤشرات ترجح استمرار بوتفليقة في مقعده، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لحركة مجتمع السلم التي استبعدت كليا من قاموسها مساندة مرشح السلطة، ولكنها في المقابل لم تستطع الوصول إلى مرشح ” توافقي” ظلت تبحث عنه مع أحزاب مجموعة ال20، ما يجعل خياراتها لموعد 17 أفريل مقسمة بين ترشيح مقري أو سلطاني، حسب موازين القوى الموجودة في تشكيلة مجلسها الشوري الذي سيجتمع اليوم بمقر الحركة، أو اللجوء إلى خيار المقاطعة حتى وإن كان ذلك صعب المنال. ومن جانب حزب الأرسيدي فإن خيار المقاطعة يعد الأقرب في توجهات خيارات تشكيلة محسن بلعباس، مقارنة بخيار المشاركة خلال دورة المجلس الوطني المنعقدة اليوم بنادي المجاهد بالعاصمة، بالنظر إلى أن الحزب لم يبد أي اهتمام أو استعدادات سابقة لتحضير الرئاسيات، خصوصا على مستوى القواعد، ومن شأن ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة أن يدفع أكثر قيادة الأرسيدي لإدارة ظهرها لهذا الاقتراع. وإن كانت قناعة رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد اللّه جاب اللّه، تميل أكثر لخيار المقاطعة، خصوصا بعدما وجه نداء لعدم الترشح وترك مرشح السلطة وحده في السباق، غير أنه فضل عدم قطع شعرة معاوية من خلال برمجة دورة المجلس الشوري لحزبه لتاريخ 14 فيفري المقبل، وهو تاريخ تكون قد انزاحت فيه السحابة التي تحيط بموعد 17 أفريل.