سوء الأحوال الجوية تفرض منطقها على سكان الحي لا تزال معاناة سكان الحي الفوضوي القصديري المتواجد بالعاشور في العاصمة متواصلة بمكوثهم بذات الحي الفوضوي والمزري والذي يفتقد إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة بدءا من وضع السكنات الهشة المهددة بالانهيار على رؤوس قاطنيها في أي لحظة، وهو ما أرق يوميات العائلات البالغ عددهم 70 عائلة، نظير الظروف القاهرة التي يواجهونها يوميا منذ عشرين سنة والتي لم تتغير بازديادها سوءا وبتلقيهم وعودا من طرف السلطات المحلية مطلع العام الماضي لترحيلهم إلى سكنات لائقة تضمن لهم الحياة الكريمة التي تليق بكرامة الإنسان. هكذا يعاني سكان حي واد الطرفة لأزيد من 20 سنة يعاني سكان الحي الفوضوي واد الطرفة 2 الكائن ببلدية العاشور والبالغ عددهم 70 عائلة معاناة حقيقية، وذلك نظير الوضعية التي يغرق بها الحي والظروف المفروضة عليهم والتي لا تتلخص في معاناة واحدة أو اثنين، بحيث يعاني سكان هذا الحي الأمرين، بدءا من وضعهم الغير الواضح بمكوثهم بالسكنات الهشة، والواقع الذي يفرض عليهم من معاناة حقيقية يتخبطون فيها يوميا، حيث ومع حلول فصل الشتاء تظهر مظاهر المعاناة بصورتها الحقيقية والتي تفرض على السكان حصارا حقيقيا بفضل ما تظهر على الحي من ظروف تمنع السكان من مغادرة منازلهم، بحيث ولدى تساقط الأمطار يغرق الحي الفوضوي في مياه الأمطار الراكدة والأوحال، ليصبح بذلك التنقل إلا للضرورة القصوى. ومن جهته، فإن هذه المعاناة تمتد إلى الأطفال المتمدرسين، إذ يمثل لهم فصل الشتاء كابوسا بفضل الأوحال التي تغرق الحي بأكمله ليصبح التنقل به شبه مستحيل بفعل الانزلاق الحاصل، إذ يقع هذا الحي بمنحدر على ضفاف الوادي والذي يساهم في رفع درجات الرطوبة والانزلاق بفضل ارتفاع منسوب مياهه وامتداده نحو السكنات والمسالك المؤدية إليها، ليصبح بذلك التنقل أمرا صعبا عبر أرجاء الحي وخاصة للأطفال والذين يمتنعون عن التوجه إلى المدرسة بسبب الوضع الذي يصبح عليه الحي من غرق في الأوحال والمياه المتجمعة بأطرافه والتي تحول دون حركة الأشخاص في سلام، بحيث أنه لا يكاد يتنقل شخص إلا للضرورة القصوى بفعل الانزلاق والمياه المتجمعة و التي تشل الحركة تماما. ولا يقتصر الأمر على تنقلات الأشخاص فحسب، لتمتد إلى السيارات والتي لا تجد سبيلا للخروج من الحي أو الدخول إليه بفعل غرق عجلاتها بالطين والأوحال، حيث يواجه السائقين من سكان الحي صعوبات بالغة في سياقة مركباتهم، إذ يعمد الكثيرون إلى ركنها بعيدا عن الحي حتى لا تعلق بالأوحال وذلك إلى أن يجف المكان وخاصة انه واقع بمنحدر ما يعرقل حركة السير واجتياز المنحدر بالنسبة للسائقين. سيول الأمطار تفرض منطقها على الأكواخ وتمتد معاناة سكان الحي الفوضوي خلال فصل الشتاء وتهاطل الأمطار الغزير والذي يضاعف معاناة السكان بفرض السيول منطقها على السكنات الهشة والتي زاد وضعها سوءا على ما كانت عليه سابقا، بحيث تتسبب السيول الناتجة عن الأمطار في معاناة للسكان، بحيث تتسلل هذه الأخيرة إلى قلب الأكواخ والتسبب في إزعاج حقيقي للسكان، إذ ولدى تهاطل الأمطار تغرق هذه السكنات في مياه السيول والتي لا تكاد تتوقف عند حد ما، بحيث تصيب السكان بالبلل وتقوم بإتلاف أفرشتهم وأغطيتهم، وهو ما أشاروا إليه، بحيث أوضحوا بأن مياه الأمطار والسيول لا تهدأ خلال فصل الشتاء متسببة في إزعاج كبير لهم، إذ أن منازلهم لا تجف أبدا خلال فصل الشتاء كما أن البرودة تنال منهم خلال هذا الفصل بحيث أنهم يفتقدون للإمكانات اللازمة لمجابهة قساوة الطقس والبرودة الشديدة، إذ ورغم محاولاتهم المتكررة في محاولة خلق جو دافئ داخل البيوت القصديرية غير أنهم لا يفلحون في ذلك بسبب القصدير والمواد التي شيدت بها الأكواخ والتي تسمح بمرور المياه وتسربها إلى الداخل ما يجعل الغرف وكأنها ثلاجات، إذ لا يوجد فرق بين مكوث السكان داخل المنازل أو خارجها فالأمر سيان، إذ أن الأمطار تتسلل من أسقف أغلب السكنات والبرودة الشديدة كذلك وهو الأمر الذي حول يومياتهم إلى جحيم محقق. ومن جهته، يقضي أغلب سكان الحي القصديري معظم أوقاتهم في ترقيع الأكواخ وإيجاد حل لمنع تسربات المياه والأمطار إلى الداخل، غير أن ذلك يعد غير كافيا بسبب هشاشة الأكواخ وبلوغها درجات قصوى من التهدم، كما وجد آخرون من تغطية المنزل بالكامل بالبلاستيك لعزل الأمطار للتخفيف من حدة المشكل، غير أن الأمطار تتسلل بطريقة أو بأخرى لأنها تأتي من أعماق الأرض الزلقة وتدخل البيوت عبر الأرضيات بحيث تصبح الأرضيات التي بنيت عليها الأكواخ أكثر هشاشة بفعل مياه الأمطار الغزيرة التي تتشبع بها الأرضيات. الظلام الدامس.. هاجس السكان خلال أيام الشتاء وخلال فصل الشتاء، يصبح الحي الفوضوي نقطة سوداء بفعل انعدام الكهرباء والتي يصبح الحصول عليها أشبه بالمستحيل هي الأخرى، إذ ينقص الإمداد بهذه المادة الطاقوية بفعل فوضوية الحي وطريقة بنائه، إذ يحصل السكان على الكهرباء بواسطة الكوابل والتي تأتي من عند المتطوعين من غير ساكني الحي القصديري، وكلما تهاطلت الأمطار بشكل غزير تصبح الإنارة بهذا الحي في خبر كان بفعل تبلل الأسلاك وعدم قدرتها على الإمداد بالكهرباء ما يجعل الحي مظلما و يغرق في ظلام حالك، حيث تعد الإنارة بهذا الحي الفوضوي في خبر كان بفعل سوء الأحوال الجوية و تهاطل الأمطار التي تعرقل إمداد الكوابل بالطاقة، وهو الأمر الذي حول بدوره يوميات السكان إلى جحيم من نوع آخر، إذ لا يكادون ينعمون بالنور سوى باعتمادهم على إشعال الشموع والتي بالكاد تكفي لإنارة جزء من غرفة واحدة، ويجعل فصل الشتاء من الحي ظلاما حقيقيا وذلك لعزلته وتواجده بمحاذاة الوادي والغابات الكثيفة والموحشة بدورها إذ ومع حلول الظلام حتى تتحول الغابة إلى مصدر خوف ورعب حقيقي لانتشار الحيوانات الضالة بها على غرار الذئاب والكلاب و الخنازير والتي تصل إلى غاية السكنات، متسببة بذلك في إزعاج كبير للمواطنين بفعل ما تصدره من فوضى وأصوات مزعجة. الأكواخ مهددة بالسقوط فوق رؤوس قاطنيها ولسوء الأحوال الجوية والعوامل المناخية التي مر بها الحي على مدار أكثر من 20 سنة، باتت السكنات عرضة للسقوط والانهيار على من فيها في أي لحظة، بحيث أن أغلبها تشهد تصدعات متفاوتة بالجدران والأسقف، وهو ما يثير رعب السكان لتخوفهم الدائم من أن تنهار هذه المساكن الهشة فوق رؤوسهم والتسبب لهم في المأساة، إذ طالما شهدت هذه الأخيرة انهيارات جزئية بالأسقف والجدران، مثيرة بذلك هلع واسع في أوساط السكان خوفا من أن تقع أسقف وجدران البيوت عليهم أثناء نومهم ليلا، بحيث يزداد تخوف السكان أثناء هبوب الرياح العاتية والتي تكفي لأن تتسبب في مضاعفة خطر انهيار الجدران أو أسقفها بفضل هشاشتها البالغة والتي لا تسمح لها بالصمود أكثر في وجه العوامل الطبيعية والمناخية القاسية. وخلال كل فصل شتاء، تتحول يوميات المواطنين إلى معاناة حقيقية وذلك لتخوف السكان من حدوث الكوارث المتعلقة بانهيار الأسقف والجدران والتي تزداد هشاشتها وعرضتها للانهيار أثناء هطول الأمطار وهبوب الرياح العاتية التي يخشاها السكان. وعود السلطات في مهب الريح للتذكير، فإن هذا الحي المتواجد ببلدية العاشور بالعاصمة والمسمى واد الطرفة 2، تعرض مطلع شتاء العام الماضي لسيول جارفة أصابت معظم السكنات بالتحطم والتصدعات والتشققات ما جعل السكان يطالبون بوقوف السلطات على وضعيتهم الكارثية والتي تنقلت إلى عين المكان للاطلاع على حجم معاناة السكان، إذ اكتفت آنذاك بأنها سوف تقوم بالإجراءات اللازمة لانتشال السكان من الوضع القائم وذلك بترحيلهم إلى سكنات لائقة في آجال قصيرة جدا، غير أن هذا الوضع لم يتغير منذ ذلك الوقت، لتكون قد مرت سنة بأكملها على الفيضانات والسيول التي شهدها الحي القصديري والذي جرف أجزاء وأسوار أغلب المنازل آنذاك، إذ بقي السكان منذ ذلك الوقت يتطلعون إلى غد أفضل غير أن ذلك لم يحصل بذهاب الوعود المقدمة من طرف رئيس البلدية أدراج الريح، فلا وعود السلطات تجسدت ولا وضعية السكان تغيرت بصراعهم المتواصل مع وضعهم المزري والذي يتضاعف ويظهر جليا خلال فصل الشتاء بتحول السكنات إلى جحيم لا يطاق بتهديدها للسكان بالانهيار فوق رؤوسهم، ناهيك عن افتقاد الأكواخ لأدنى مقومات الحياة الكريمة التي تضمن لهم السلامة وتحفظ لهم كرامتهم كبشر وتحد من معاناتهم التي فاقت 20 سنة بأكملها.