هل سيتم الإعلان عن إلغاء التأشيرة نحو تركيا؟ الدكتور بن حفري ل السياسي : التعاون الأكاديمي بين الجزائروتركيا بلغ ذروته يحل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم بالجزائر، في زيارة وصفت بالهامة نظرا لثقل الملفات التي يرتقب أن يتطرق لها خلال مباحثاته مع المسؤولين الجزائريين، واختار اردوغان بلادنا التي تعتبر بوابة لإفريقيا كمحطة أولى في جولة إفريقية تستغرق 5 أيام تقوده كذلك إلى موريتانيا والسنغال ومالي. ومن المنتظر، حسب وكالة الاناضول التركية، أن يعقد أردوغان لقاءً ثنائياً مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ويترأسا معاً اجتماع وفدي البلدين، لبحث سبل تعاون البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وكيفية رفع مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية بينهما، كما سيبحثان مسائل إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك. وتتضمّن زيارة أردوغان تدشين مسجد كتشاوة التاريخي الذي يعود إلى فترة الحكم العثماني للجزائر والذي تكفّلت وكالة تركية بإعادة ترميمه بعد إغلاقه منذ سنوات كذلك سيبحث عن دعم التعاون الاقتصادي مع الجزائر وزيادة الاستثمارات التركية في الجزائر. ويرافق أردوغان إلى الجزائر، كوكبة من رجال الأعمال والمستثمرين الأتراك، للمشاركة في منتدى الأعمال التركي الجزائري الذي يلتئم بالعاصمة، غدا الثلاثاء. وتعد زيارة أردوغان إلى الجزائر، الثانية من نوعها بعد استلامه منصب رئاسة الجمهورية، حيث أجرى زيارة رسمية في 19 نوفمبر 2014. هل تُلغى التأشيرة نحو تركيا؟ وسيفتح الطرفان، بحسب مصادر إعلامية تركية، ملف إلغاء التأشيرة بين البلدين تشجيعا للسياحة والاستثمار، حيث أن هذا الإجراء تم اقتراحه في الزيارة السابقة شهر جوان 2013 لرجب طيب أردوغان كرئيس للوزراء، تحت قبة البرلمان الجزائري عندما قال وقتها عن أمله في إلغاء تأشيرة الدخول بين الجزائروتركيا، قائلا في خطاب: يجب أن نزيل تأشيرة الدخول بيننا.. لقد أزلنا التأشيرة مع 70 دولة، ولم لا تكون الجزائر من بين هذه الدول . وأضاف أردوغان أنه إذا تم تحقيق هذا الأمر سيعطي قفزة نوعية في مجال السياحة إذ بلغ عدد السياح الجزائريين الذين زاروا تركيا 170 ألف سائح سنة 2017، وتعد تركيا الوجهة السياحية الثانية بعد تونس. علاقات تاريخية ومستقبل واعد وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين أنقرةوالجزائر، فور إعلان الأخيرة استقلالها وتخلصها من الاحتلال الفرنسي عام 1962، وفتحت تركيا سفارتها في الجزائر عام 1963. واكتسبت علاقات البلدين زخما كبيراً مع الزيارة التاريخية التي أجراها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى أنقرة عام 2005، والزيارة التي قام بها أردوغان إلى الجزائر، عندما كان يشغل منصب رئاسة الوزراء في تركيا عام 2006. وعقب ذلك، بدأت الزيارات المتبادلة بين كبار مسؤولي البلدين، تزداد كل عام، وتتعزز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين. وبلغت صادرات تركيا إلى الجزائر عام 2016، مليارا و700 مليون دولار، واستوردت منها منتجات بقيمة مليارا و300 مليون دولار. وتستورد تركيا من الجزائر، الغاز الطبيعي المسال، وغاز البترول المسال، والنفط الخام، وتشكل منتجات الطاقة 97 بالمئة من صادرات الجزائر إلى تركيا. بالمقابل، تصدّر تركيا إلى الجزائر، مركبات النقل البري وقطعها، والحديد والصلب ومنتجات النسيج والزيوت الطيّارة والأدوات الكهربائية والألبسة. وتنشط الشركات التركية العاملة في الجزائر، في مجال الحديد والصلب والنسيج والمواد الكيماوية والمنظفات والمواد الغذائية، وتجاوزت قيمة استثمارات تلك الشركات 2 مليار دولار. التعاون الأكاديمي بين الجزائروتركيا وصل لذروته يرى أستاذ التاريخ العثماني بجامعة الجزائر 2 ، ورئيس قسم اللغة التركية، الدكتور شكيب بن حفري، في زيارة الرئيس التركي للجزائر اليوم فرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين واعطاء دفعة قوية للتعاون ليس فقط في الجانب الاقتصادي، انما في الشأن الثقافي والاكاديمي. وفي السياق، اكد الدكتور بن حفري في تصريح ل السياسي ، امس، أن تركيا اليوم هي اول مستثمر في الجزائر بعد الصين بتواجد اكثر من 650 مؤسسة تركية بالجزائر، كما ان حجم المبادلات التجارية بين البلدين ضخم جدا، اضف إلى ذلك ان تركيا بالمقابل اضحت من اهم الوجهات السياحية الخارجية للجزائريين، وهذا ما يدل، بحسبه، على وجود مصالح اقتصادية وتراث ثقافي مشترك بين الحكومتين والشعبين. وقال الدكتور شكيب بن حفري، إن العلاقات بين الجزائروتركيا تمتد لاكثر من ثلاثة قرون من الزمن وبالضبط تاريخ الوجود العثماني في بلادنا وهو ما انعكس على تراث موسيقي وملبس ومأكل وبنايات وامثال شعبية متبادلة ومشتركة بين الشعبين، على حد تعبيره. وقد عادت هذه العلاقات التاريخية القوية مؤخرا الى الواجهة، يقول محدثنا، بفعل تأثر الجزائريين بالدراما والمسلسلات التركية المدبلجة والتي احدثت، بحسب تحليله، نوعا من التقارب بين الشعبين والثقافتين الجزائرية والتركية. وحول حقيقة وجود تعاون ثقافي واكاديمي بين البلدين بنفس قيمة المبادلات التجارية، قال بن حفري الذي يعد أول جزائري يحصل على دكتوراه في التاريخ العثماني من جامعة أنقره عام 1989، إن التعاون في المجال الاكاديمي وصل لذروته منذ سنة 2013 بعد افتتاح اول قسم للغة التركية في الجزائر والذي ضم بداية 70 طالبا. وعن اقبال الطلبة الجزائريين على دراسة اللغة التركية، قال محدثنا بلغة الارقام: خلال هذه السنة هنالك 850 طالب بقسم اللغة التركية بكل من جامعة الجزائر 2 وجامعة قسنطينة ، وهذا ما يدل، حسبه، على زيادة اقبال الجزائريين على دراسة هذه اللغة المطلوبة بكثرة في سوق الشغل بالجزائر.