تترقب الجزائر زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للمرة الثانية يوم الاثنين المقبل، بعد مرور 4 سنوات على زيارته الأولى شهر نوفمبر 2014. ومن المنتظر أنه سيتطرق خلال زيارته لعدة ملفات ثقيلة، من بينها الأزمات الأمنية في الدول العربية والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، مثل اتفاقية الغاز، الحديد والصلب والأشغال العمومية، حيث تسعى تركيا لرفع استثماراتها بالجزائر إلى 10 ملايير دولار، حيث تعتبر الجزائر الشريك الاقتصادي الأول لتركيا في قارة افريقيا، وتعول تركيا دخول القارة السمراء من خلال بوابة الجزائر، كما سيناقش الطرفان إمكانية إلغاء التأشيرة بين البلدين بناءا على رغبة أردوغان في اعفاء الجزائريين من التأشيرة سنة 2013، وهذا بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية. ومن المرتقب أن يلتقي أردوغان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لمناقشة أهم الملفات المحورية والإقليمية، في مقدمتها الوضع الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط ، بالإضافة إلى الأزمة السورية والليبية. وتزامنت زيارة أردوغان إلى الجزائر المرتقبة الاثنين المقبل بزيارة تحضيرية من قبل وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل الخميس، إلى العاصمة أنقرة في زيارة تمهيدية، استُقبل خلالها من طرف الرئيس التركي، بالمجمع الرئاسي، في لقاء دام 45 دقيقة بعيدا عن وسائل الإعلام. وكشف وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره التركي جاويش أوغلو، الخميس، أن "حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ سنويا 3.5 ملايير دولار أمريكي، كما يوجد 797 شركة تركية تعمل في الجزائر، توظف 28 ألفا و434 شخص". وجاء في توضيح وزير الخارجية متحدثا "أعتقد أن مثل هذا التعاون مهم جدا بين البلدين" وأن العلاقة بين تركياوالجزائر في المجال الاقتصادي مبنية على أساس ربح الطرفين. في حين صرح وزير خارجية تركيا جاويش أوغلو، "إن البلدين يبذلان جهودا مضاعفة من أجل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية"، مؤكدا على ضرورة رفع حجم التبادل التجاري الحالي بين الطرفين، عن طريق عقد اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة ومنتدى الأعمال في أسرع وقت ممكن". كما يُنتظر عقد منتدى الأعمال التركي- الجزائري على هامش الزيارة، والذي تسعى تركيا من خلاله إلى رفع حجم استثماراتها في الجزائر إلى أزيد من 10 ملايير دولار، حيث تبلغ حاليا 7 ملايير دولار، مع رغبتها في تعزيز سبل التعاون في مجال الطاقة والزراعة والسياحة ، وتتضمّن زيارة أردوغان الاثنين المقبل إلى الجزائر ، تدشين مسجد "كاجي أوفا" أي (كتشاوة)، الذي يعود إلى فترة الحكم العثماني للجزائر، حيث تم ترميمه من طرف وكالة تركية. كما سيفتح الطرفان ملف إلغاء التأشيرة بين البلدين تشجيعا للسياحة والاستثمار، رغم أن هذا الإجراء تم اقتراحه في الزيارة السابقة شهر جوان 2013 لرجب طيب أردوغان كرئيس للوزراء، تحت قبة البرلمان الجزائري عندما قال وقتها عن أمله في إلغاء تأشيرة الدخول بين الجزائروتركيا، قائلا في خطاب "يجب أن نزيل تأشيرة الدخول بيننا لقد أزلنا التأشيرة مع 70 دولة، ولم لا تكون الجزائر من بين هذه الدول". وأضاف أردوغان أنه "إذا تم تحقيق هذا الأمر سيعطي قفزة نوعية في مجال السياحة إذ بلغ عدد السياح الجزائريين الذين زاروا تركيا 170 ألف سائح سنة 2017، وتعد تركيا الوجهة السياحية الثانية بعد تونس".