يتطلب مسرح العرائس أو تحريك الدمى، خصائص منها أماكن وديكورات وأكسسوارات ومؤثرات صوتية وضوئية وأزياء ملائمة للعرض من أجل تقديم عرض متكامل في هذا الفن، حسبما أعرب عنه المخرج ياسين تونسي، المختص في مسرح الطفل. وأوضح ذات المخرج الذي يشرف على دورة تكوينية حول هذا الفن المسرحي بالمسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة -افتتحت في 24 فيفري المنصرم واختتمت يوم السبت- بأن هذا الانسجام ينقل المشاهد إلى عوالم متعددة تزيد من انبهار الجمهور بالعمل وجلب اهتمامه نحو مواضيعه وإبعاد الملل الذي قد يصيبه، لأن الطفل يميل بطبعه -كما قال- إلى الأشياء المذهلة التي تدخله إلى عوالم أخرى. وعلى الرغم من شهرة ورواج هذا النوع من الفنون المسرحية عبر العالم، إلا أن مسرح الدمى أو مسرح الأشياء في الجزائر لا يزال مجهولا ويكاد أن يكون الإقبال عليه منعدما لدى فئة واسعة من الجمهور، وهو ما جعله يعاني نقصا كبيرا من جميع الجوانب نتيجة غياب المراجع والبحوث والدراسات في هذا المجال، على حد تعبير ياسين تونسي. واعتبر ذات المخرج المسرحي أن غياب معاهد متخصصة في هذا النوع من الأعمال المسرحية وكذا مختصين في هذا المجال، أثر بشكل سلبي على مواكبة التطور الكبير الذي يشهده هذا النوع من الفن المسرحي واقتصاره فقط على ممارسين هواة وفنانين يفتقدون إلى الخبرة فيه، وبالتالي لم ينضج -كما قال- بالشكل الكافي. وبالمقابل، لم يخف ياسين تونسي بأن قسنطينة كانت رائدة في مجال مسرح العرائس خلال السنوات الماضية، على اعتبار أنها كانت حاضنة للمهرجان الوطني للعرائس في الثمانينيات ومطلع التسعينيات، معرجا في هذا السياق للحديث عن عديد الأعمال المنتجة مؤخرا والتي تعتبر خطوة أولى في طريق إعادة إحياء هذا النوع من الفن وتعريف الجمهور بمسرح العرائس. وأشار إلى أن مسرح الدمى يجذب انتباه الطفل بالنظر إلى أن الأزياء قريبة جدا من ملابس الأطفال والكبار لواقعيتها. كما أن علاقة الطفل بالدمية وطيدة جدا فهو يعتبرها -كما قال- كالإنسان وفي معظم الأحيان يتبادل معها الحوارات. وساهمت هذه (العلاقة السيكولوجية في توطيد الرابطة بين الإنسان سواء كان صغيرا أو كبيرا في السن بالعرائس، وهيأت له فرصة تأدية الأدوار التي خلقها الخيال الإنساني واستخدامها للتسلية والمتعة)، يقول ياسين تونسي صاحب الخبرة في هذا المجال الفني.