تم بقالمة تشغيل الإنارة الريفية لفائدة سكان (مشتة القلب) ببلدية الدهوارة بولاية قالمة، وذلك ضمن إحياء الذكرى ال62 لمعركة البسباسة التي سقط فيها 365 شهيد في يوم واحد، عدد معتبر منهم أعدمهم الاستعمار الفرنسي حرقا. وقد أشرفت سلطات الولاية المدنية والعسكرية بالمناسبة، على إشعال مصابيح النور بمنازل قرابة 20 عائلة تسكن بهذه المشتة التي كانت ضمن المنطقة التي كانت مسرحا لمعركة البسباسة في 6 مارس من سنة 1956 على الحدود الشرقية ما بين بلديتي حمام النبائل والدهوارة على بعد حوالي 70 كلم عن مقر الولاية قالمة، وذلك وسط فرحة كبيرة للسكان. وحسب المعلومات التي قدمت بعين المكان، فإن إيصال الكهرباء إلى هذه المشتة جاء ضمن عملية مسجلة في إطار البرنامج الوطني للكهرباء الريفية للخماسي 2014 -2019، حيث تم نقل الطاقة الكهربائية على مسافة تتجاوز 7 كلم إضافة إلى ربط المنازل المتفرقة بالمنطقة، وذلك بغلاف مالي إجمالي وصل إلى 25 مليون د.ج. وذكر الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، مسعود رقيق، خلال الكلمة التي ألقاها بالمناسبة بمقبرة البسباسة التي تضم جدارية بأسماء 365 شهيد، بأن معركة البسباسة التي جرت وقائعها بين 5 و6 مارس 1956 سقط فيها شهداء بعدد أيام السنة منهم 8 نساء و8 صبيان و4 أطفال صغار فداء للوطن، وتعتبر من أبشع المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر. وأضاف أن أسباب تلك المعركة تعود إلى تمكن 80 عسكريا من الجزائريين كانوا مجندين في صفوف الجيش الفرنسي من الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني وذلك بالتنسيق مع مجاهدي المنطقة، مذكرا بأن المجاهدين تمكنوا من الاستيلاء على أسلحة وذخيرة حربية هامة من بينها 5 مدافع هاون ومدفعي بازوكا و100 بندقية حربية وحوالي 50 رشاشا من مختلف الأنواع. وتميز برنامج إحياء هذه الذكرى، بإبرام اتفاقية لتحويل تسيير المياه الصالحة للشرب من بلدية الدهوارة إلى الجزائرية للمياه، إضافة إلى تكريم مجموعة من المرضى من ذوي الحقوق وتوزيع أوسمة ورخص استغلال مقاهي وسيارات أجرة.