سيكون قانون تجريم الاستعمار الذي سيناقشه المجلس الشعبي الوطني "وصمة عار على جبين فرنسا الاستعمارية" كما صرح به الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد السعيد عبادو أمس بقالمة. وأكد السيد عبادو في لقاء نظم بمناسبة إحياء الذكرى ال54 لمعركة البسباسة ببلدية الدهوارة بولاية قالمة أن المنظمة الوطنية للمجاهدين "تحيي المجلس الشعبي الوطني وتدعمه في ذلك وستساهم في إثراء هذا القانون وتدافع عنه حتى يتم تطبيقه" لأن تجريم الاستعمار-كما قال- "تعبير صادق عما يشعر به الشعب الجزائري بكامله والذي مفاده أن ما قام به الاستعمار هو جريمة ضد الإنسانية". وأحيا مواطنو ومجاهدو ولاية قالمة اليوم الذكرى ال54 لمعركة البسباسة ببلدية الدهوارة. وتم التذكير بالمناسبة بوقائع تلك المعركة من طرف كل من الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين وآخرين عاشوا تلك الأحداث التي سقط فيها 365 شهيدا فداء للوطن. وتوجه الحضور بعد ذلك إلى مدرسة روابح بدر الدين بالدهوارة التي احتضنت معرضا ضم صورا حول الثورة التحريرية وعرض بعض النشاطات الثقافية والأناشيد الوطنية والأغاني التراثية من قبل أشبال الكشافة وفرقة "الترحاب" لبلدية حمام النبائل واستعراضات رياضية بالملعب الجواري ليختتم إحياء ذكرى هذه المعركة بتكريم بعض أرامل الشهداء وذوي الحقوق. يذكر أن هذه المعركة وقعت في 6 مارس 1956 بمنطقة البسباسة التي تبعد عن مقر بلدية الدهوراة شرق ولاية قالمة بحوالي 20 كلم. واعتبر شهود عيان منهم المجاهد محمد الصالح محفوظية تلك الأحداث من أبشع المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر. وأضاف المتحدث أن الأمر تمثل في تمكن 80 عسكريا من الجزائريين كانوا مجندين في صفوف الجيش الفرنسي ضمن كتيبة تقع بين سوق أهراس ومدينة خميسة الأثرية من الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني بالتنسيق مع مجاهدي المنطقة المدعمين بعشرين مسبلا حاملين على البغال أسلحة وذخيرة حربية هامة منها 5 مدافع هاون ومدفعية بازوكا و100 بندقية حربية وحوالي 50 رشاشا من مختلف الأنواع وعدد هائل من المسدسات والذخائر إضافة إلى 12 مذياع استقبال وإرسال المحمل على الظهر و06 اجهزة طالكي والكي. وفي صباح اليوم الموالي قام جيش الاحتلال الفرنسي بعملية تمشيط واسعة استعمل فيها 27 طائرة منها 15 طائرة مروحية لكن لما باءت العملية بالفشل ويئس في العثور على المجندين الجزائريين الفارين أو استرجاع الأسلحة والذخيرة قام بتجميع وحشد سكان الدواوير والمشاتي التابعة للمشاعلة وكاف لعكس وأولاد مبارك بمختلف أعمارهم وفئاتهم بمنطقة البسباسة وأعدمهم ثم حرقهم مخلفا مجزرة حقيقية قوامها 365 شهيدا. ( وأج )